كنتُ حاضراً مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في بيونج يانج، ولم يكن بها في ذلك الوقت (1990) إلا عدد قليل من السفارات العربية والأجنبية الصديقة ومنها فلسطين، الجزائر، مصر، سوريا، اليمن، وكانت سفارة العراق في ذلك الوقت مقفلة وذلك بسبب التقشف الذي أملته على العراق ظروف حرب الخليج الأولى.
كنا حضوراً لجلسة مشتركة بين مجلس النواب وأعضاء الحكومة ، حيث استعرض رئيسها المشاريع التي انجزتها حكومته وفق الخطة السنوية التي أعدتها واعتمدها البرلمان في بداية السنة المالية المنصرمة ، وغالبا عند ما يعرض أي موضوع من الحكومة للتصويت عليه من قبل أعضاء البرلمان فانه يتم التصويت عليه برفع اللوحات وبالإجماع ، وكأن القاعة تتحرك وفق منظومة بشرية غاية في النظام والدقة ، كما هي الحياة اليومية للمواطنين خارج هذه القاعة الفخمة تسير هي الأخرى بنفس النظام والدقة.، وأيضا ريما لعامل الثقة الوطنية المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وما تمليه مصلحة الوطن.
وعندما استعرض رئيس الحكومة إنجازات حكومته وفق المشاريع المدرجة ضمن الخطة السنوية لها أعلن امام البرلمانيين أن نسبة الإنجاز وصلت الي 120% ما يعني ان الحكومة لم تكتف بإنجاز المشاريع المدرجة في خطتها السنوية فقط ، بل إنها أضافت اليها مشاريع جديدة أخرى أنجزتها في نفس المدة . صفق البرلمانيون وفي لحظة واحدة وكأنهم يد واحدة ، صفقوا إمتنانا لحكومة أنجزت ما وعدت به ، بل أكثر مما وعدت به ، هذا نموذج لإحدى دول ما سمي بالعالم الثالث.
وهكذا تكون إرادة الحكومات الوطنية التي تحمل هموم أوطانها ، وهكذا تكون إرادة الشعوب الواعية التي تعمل دون كلل أو ملل من أجل بناء أوطانها ، وتحقيق رخائها وسيادتها.
لا يوجد من بين أبنائها من يقول أنا ، وإنما الجميع يقول الوطن.
وعند ما تتحقق الأهداف الوطنية من خلال كفاية الإنتاج ، وتشغيل المصانع المعطلة ، وتحقيق الاكتفاء الزراعي ، والصناعي ، وازدهار الاقتصاد ، ورفع قيمة العملة المحلية ، وقبلها رفع قيمة الوطن إلى العلى ، وبناء القوة العسكرية الرادعة ، وتحقيق الأمن والاستقرار، والقضاء على التخلف والبطالة ، وبناء وعي وطني جماعي …. يكون عندها للأعياد معنى حقيقيا ، ويكون للاحتفالات مضمونها الوطني ، وحتما سيجد المواطن عندها ما يفخر ويتباهى به.
حينها سنحتفل بأعياد العمال ، والفلاحين ، والتجار، والمعلمين ، والأطباء ، والمهندسين ، والجنود ، والمرأة ، والطفل ، والأم ، والجد ، والمتقاعدين أيضا ، وأعياد كل شرائح المجتمع الليبي ، وستكون أيامنا كلها أعياد ، لأننا أصبحنا ننتج ما نستهلك ، ومن خيرات أرضنا وبسواعدنا ، ولا نضطر بعدها للتسوٌل ، أو انتظار مساعدات وعطايا الأمم المتحدة ، أو الدول الأخرى.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.





) لا يوجد من بين أبنائها من يقول أنا ، وإنما الجميع يقول الوطن. ) سبحان الله سبحان الله سبحان الله …. زعمه ما عندهمش من يقول نحن وانتم لغتنا و قريشنا و عروبتنا ووووو…. اسمع سلم خوي بره العب في جنب حوشكم وخلي الصفحة نظيفة بالله عليك ….الانسان الذي لا يؤمن بما يقول ……. كلامة لا يصل لا الي العقل ولا الي القلب….