زيادة المرتبات قرار ليس في وقته!!

زيادة المرتبات قرار ليس في وقته!!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

ليس هناك بالمطلق من يعارض زيادة المرتبات في أي دولة من دول العالم إذا ما توفرت المعطيات الأساسية اقتصاديا وإداريا وبناء على دراسات جدوى حقيقية تقوم بها جهات الاختصاص, لكن زيادة المرتبات لم تكن في يوم ما مرهونة بقرارات تحكمها الاتجاهات العاطفية وان كانت منبعثة من حسن النية بقصد إفادة المشمولين أو محاولة استعطافهم, كما يحدث الآن في ليبيا!. انه لا يخفى على المسئولين في الحكومة – بافتراض التأهيل والتخصص والقدرة- أن مسألة زيادة المرتبات في دولة أكثر من ربع سكانها تقريبا يتقاضون الآن مرتبات! وليس لها من مصادر دخل الا النفط الذي يشكل ما يقارب 90% من الناتج المحلي, لا يخفى عليهم مدى تأثير أي زيادة وان كانت بسيطة في المرتبات على الوضع الاقتصادي والمركز المالي للدولة, الأمر الذي يحتم تخطيطا شاملا ودراسة معمقة لمكونات الاقتصاد الوطني في ظل هذه التغيرات التي تمر بها ليبيا.

لأجل ليبيا وشعبها نخاطب سيادة الوزير الأول علي زيدان ونحثه على التريث قليلا في اتخاذ بعض القرارات الكبيرة التي يترتب عليها نتائج خطيرة مستقبلا, وخاصة التي تمس أمن واقتصاد الدولة وكيانها. وانه من منطلق المصلحة الوطنية على الحكومة أن تنتبه إلى كل صغيرة وكبيرة من شأنها التأثير على الوضع المالي والاقتصادي وانه في هذا الصدد نتمنى من الحكومة وعلى رأسها السيد علي زيدان ان يعيد النظر في بعض قراراته ومن بينها قراره الأخير بزيادة المرتبات, وينتبه إلى جملة من الحقائق نوردها في شكل أسئلة نرى بأنه ضروري الإجابة عليها قبل تفعيل قرار زيادة المرتبات نوجزها فيما يلي:

1- هل تستطيع الحكومة أن تحدد لنا العدد الحقيقي للموظفين في القطاع العام والذي تجاوز المليون؟! وهل هذا الرقم المخيف يقترب ولو قليلا من المعدلات العالمية لنسبة الموظفين في الدولة بالنسبة لعدد السكان؟!

2- هل تستطيع الحكومة أن تبين لنا بجلاء عدد حالات الازدواج الوظيفي وأكثر من ذلك, وما نسبة ذلك إلى إجمالي الموظفين العاملين في الدولة؟!

3- هل تستطيع الحكومة أن تبين لنا حقيقة أعداد أعضاء ما يسمى باللجنة الأمنية العليا الذين يتقاضون مرتباتهم من الدولة وعدد حالات من يتقاضى مرتبات من جهات أخرى عامة؟!

4- هل تستطيع الحكومة أن تبين لنا عدد من يتقاضون الآن مرتباتهم من الدولة فيما يسمى بالأمن الوقائي وكم منهم يتقاضى مرتبات من جهات أخرى؟!

5- هل الحكومة تستطيع أن تحدد لنا كم عدد أفراد “الدروع” الذين يتقاضون مرتباتهم من الدولة وما عدد الذين يتقاضون مرتبات من جهات أخرى؟!

6- هل تستطيع الحكومة أن تحدد لنا وبدقة عدد الثوار الذين تصرف لهم مكافئات منتظمة وكم منهم يتقاضى مرتبات من جهات أخرى؟!

7- هل تستطيع الحكومة أن تحدد لنا أعداد من يتقاضون مرتبات من اسر الشهداء والمفقودين ومبتوري الأطراف وكم منهم من يتقاضى مرتبات من جهات أخرى؟!

8- هل تستطيع الحكومة أن تحدد لنا أعداد من يتقاضون مرتباتهم من وزارة التعليم والتربية والذين تم تعيينهم سابقا ولاحقا بفوضى التعيين بـ “السكانر” من خلال قرارات مزيفة حتى تتأكد بأنه في ليبيا فقط تم تعيين الأطفال الذين لا يتجاوزون السادسة من عمرهم؟!

هل بالله عليكم في مثل هذه الفوضى من التوظيف الإداري يعقل ان تقرر الزيادات؟! أليس جديرا بحكومتنا أن تعيد ضبط الأمور أولا بغربلة الملاك الإداري للدولة ثم تنظيفه من كل الانحرافات والازدواجية ثم يمكن لها بعدئذ أن تقرر زيادة المرتبات على أسس طبيعية وفق معطيات علمية مدروسة تراعى فيها كل المتغيرات المرتبطة بالوضع المالي والاقتصادي وغيره, وتتحقق بها عدالة الاستفادة للمشمولين وذلك لن يتأتى إلا بعد الإجابة على جملة التساؤلات المذكورة أعلاه وتحديد نقاط الانطلاق من خلالها.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 5

  • بشير احمد

    كل ما ورد في المقال صحيح 100% ولكن يجب ان ننظر الى الموضوع بعين الجدية وننظر الى الاسر البسيطة الدخل والى التغيرات الجدرية التى وقعت في زيادة الاسعار في كل الاشياء بدون استثناء حت في الخبز المدعوم الذي تحولت المخابز من صناعة الخبز المدعوم الى الخبز المصتنع باسعار خيالية وتحولت الى صناعة المعجنات والحلويات على حساب الدقيق المدعوم وتغير الاسعار وارتفاعها عشرات الاضعاف في المنازل والاثاث والمركوب والملبوس وظلت المرتبات ترواح في مكانها فى بعض الجهات وارتفعت في جهات اخر الى 500% واكثر وارتفاع مرتبات الموتمر الوطنى الى اكثر من 15000 دل من غير المزاية الاخرى من المركوب والسكن في الفنادق الفاخرة على حساب المجتمع رغم انهم ليبيين مقيمين ، أنا ارى زيادة معاشات المتقاعدين اولا وكذلك اصحاب المعاشات الاساسية اللذين اعطو ثلثين عمرهم من اجل الوطن ومساواتهم بالمعاشات الحالية على الاقل
    على سبيل المثال انا اتقاضى مرتب تقاعدي على الدرجة 11 مرتب وقدرة 450 دينار فقط فقط فقط بعد عمل 34سنة بالدولة وزملائى فيى نفس الدرجة الان بعد ثورة 17 فبرائر يتقاضون مرتبات تجاوزت 2500 دل على نفس الدرجة هل هذا عدل فيجب زيادة المتقاعدين واصحاب المعشات الاساسية اولا لانهم محصورين ومؤقيدين في منظومة واحدة ولهم ارقام وطنية ويتقاظو مرتبات من جهة واحدة واخيرا اقول بانكم جميعا سوف تقفون في هذة المحطة بعد استنفاذ كل طاقتكم (بئر وكل العملين واردة ) . يوفق الله الجميع لما فية خير البلاد والعباد والسلام .

  • الكاتب

    اشكرك اخي بشير وكل ما تناولته صحيح واضم صوتي لك للمطالبة بزيادة مرتبات المتقاعدين وبالذات

  • محمد محمد خليفه

    أويد ما جاء في التقرير ( زيادة المرتبات قرار ليس في وقته ! ) ولكن طالما تم اتخاذ قرارات يزيادة المرتبات لبعض فئات المجتمع وخاصتة منهم المتقاعصين في أعمالهم في ( الوزارات , الشرطة , الجيش , الرقاية , العاملين بالنفط ) فانه ليس من العدل زيادة المرتبات بهذه الطريق الفوضوية وحسب طلبات المعتصمون أو قاطعي الطرق .
    وحيث انني متقاعد على الدرجة 13 بعد ثلاثون سنة عمل متواصل واتقاضى مرتب ضماني لم يتجاوز 480 د.ل
    عله فاني اضم صوتي لكل من يطالب يالمساواة والعدل في زيادة المرتبات بطريقة مدروسة ومنطقية لكل العاملين باخلاص لصالح الوطن في جميع المجالات والمتقاعدين الذين بذلوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن .
    ونخن المتقاعدين لنا الله نشكره وحده على نعمائه .

  • محمد محمد خليفه

    أخر خبر سمعته في بريطانيا ( تقرر صرف مرتب تقاعدي بقيمة 1500 جنيه استرليني لكل كلب شرطة متقاعد )
    على أعضاء المؤتمر الوطني العام والحكومة – احترام ادمية البشر فقط !

  • الزاوي

    الدكتور الي مش راضي على زيادة المرتبات هو من الناس الي ناقعة في خير البلاد لين منبت العروق ويتعب لو شاف الناس الغلبانة استفادة ولو القليل من خير بلادة المغتصب من قبل القليل لمثل الدكتور والسلام عليكم واسف جدا جدا لاكن هدا من الغل من المسولين

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً