مقدمة شخصية:
((استسمح إذن القراء العقلاء، الشرفاء بهذه المقدمة الشخصية، والتي أردت ان أوجه فيها عبارات لبعض السفهاء بعد سيل متعاقب كريه من التهديدات والشتائم عبر بريدي وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، من اراد ان يشتم فليشتم ماشاء له الشتم، ومن اراد ان يهدد فليهدد ماشاء له التهديد، فالشتم والتهديد لن يمنعاني من قول الحق ولست من الذين يأبهون او يرتعدون من سفيه لا عزيمة له الا الشتيمة، او احمق لا إرادة له الا التهديد، الذي يشتم هو لايعلم ان شتيمته هى عليه لانه يعبر بها عن انحطاط خلقه والذي يهدد هو لايعلم ان تهديده ربما يقع عليه، ومن لايرضيه ما اكتبه ليبحث له عن ما يرضيه في كتابات اخرى، فلا اكتب لكي ارضي احدا، انني اكتب إرضاء للحقيقة والحق حتى ولو كانا ضدي، مع هذا الطرف المظلم من القراء فان هناك طرفا مشرقا من القراء وهم العقلاء، الشرفاء ولهم بالغ امتناني وجزيل شكري على مراسلاتهم البهيجة التي تبرق عمقاً وافقا من الأسئلة والاستفسارات والتعليقات والشكر والإعجاب عبر بريدي والمواقع الاعلامية)).
محتوى المقال:
في المنطقة الغربية من ليبيا لايوجد جيش وطني قائم ينتمي في حقيقته الى ليبيا، هناك قوتان من العسكر تتصارعان هما جيش التيار الاسلامي وجيش التيار المدني* في ليبيا، فالجيش الوطني المعروف تقليديا هو جيش معطل من احداث فبراير وقد دمر التحالف الدولي آلياته ومعداته وأدواته ثم تبع ذلك احتلال لمعسكراته ومقراته من الكتائب المسلحة بمختلف مسمياتها من كتائب ثوار الى كتائب الجماعات الدينية المتطرفة، ولا معسكرات لأفراد الجيش الليبي السابق الا بيوتهم وكان تعطيل الجيش في المنطقة الغربية اكبر منه في المنطقة الشرقية من ليبيا التى احتفظت بوحدات من الجيش الليبي المنتمي حقيقة الى ليبيا، لانها لم تتعرض لضربات التحالف الدولي في احداث فبراير واحتفظت هذه الوحدات بآلياتها ومعداتها وأدواتها ولم تحتل معسكراتها ومقراتها وحققت ميزان قوة مع الكتائب المسلحة الاخرى.
عندما باشر التيار الاسلامي المنحرف مخططاته في ليبيا بتحويل ليبيا الى ارض للقيادة الاسلامية قام بتشكيل ما يسمى درع ليبيا والذي انضمت اليه بعض الكتائب المسلحة من الثوار وهذا هو جيش التيار الاسلامي، وحتى لانغفل عن حقيقة اخرى فان بعض الكتائب التى تنتمي للتيار الاسلامي لم تنضم الى الدروع بسبب اختلاف الأهداف بين قادتها، بذلك وجد التيار المدني الذي هو الاخر منحرف وطنيا نفسه ضعيفا امام مقابل قوي، فقام بتشكيل ما يسمى كتائب الصواعق والقعقاع ولاعلاقة هنا لمدينة الزنتان العريقة بهما الا ان بعض أفرادها من هذه المدينة العريقة وكان قادة الدروع والصواعق والقعقاع هم مدنيون ولاعلاقة للجيش بهم.
قادة التيار الاسلامي الذين هم من الاخوان المسلمين والجماعات الدينية الاخرى كانوا طائفة حاكمة في ليبيا بعضهم في المؤتمر الوطني العام وبعضهم في الحكومة وزراء ووكلاء وزراء. وقادة التيار المدني الذين هم من تحالف القوى الوطنية وبعض المستقلين كانوا ايضا طائفة حاكمة في ليبيا بعضهم في المؤتمر الوطني العام وبعضهم في الحكومة وزراء ووكلاء وزراء.
دأبا حكام التيار الاسلامي وحكام التيار المدني على دعم جيشهما وكان الجهد وكان العهد ينصب على دعم هذين الجيشين، الاسلامي والمدني، وإهمال الجيش الوطني، جيش الشعب الليبي، اي ان أموال الشعب الليبي كانت تذهب الى الجيوش الخاصة وليس الى الجيش الوطني، تذهب الى جيش التيار المدني وجيش التيار الاسلامي.
اتخذت القوتان توجهات ذاتية خاصة بقادتها وليست توجهات وطنية، فشن جيش التيار الاسلامي المتمثل في الدروع الحروب على مدن من ليبيا و قصد سبيل الخطف والتغييب لمواطنين ليبيين وسفراء وحصار مؤسسات الدولة لتحقيق أهداف قادته، اما جيش التيار المدني المتمثل في الصواعق والقعقاع فكان يراقب الاوضاع متاهبأ للفرص حتى لإيقع في تهم اتهم بها جيش التيار الاسلامي، ولكنه لم يكتف بالمراقبة فقط بل له امتدادات في الخطف وتغييب مواطنين ليبيين وحصار مؤسسات الدولة لتحقيق اهداف قادته،والحادث الآن ان ظهر مايعرف بعملية الكرامة وتبع ذلك ظهور مايعرف بفجر ليبيا فرأى جيش التيار المدني اتفاق في أهدافه مع اهداف عملية الكرامة فتحالف معها بوحدات الصواعق والقعقاع ورأى جيش التيار الاسلامي اتفاق في أهدافه مع اهداف فجر ليبيا فتحالف معها بوحدات الدروع ولا قبلة وطنية لذلك الا الأهداف الخاصة حتى ولو كان الثمن هلاك ليبيا وشعبها.
بوصول امر ليبيا في عهد فبراير الى تكوين الجيوش الخاصة من أموال الشعب الليبي، فهذا يعنى ان الشعب الليبي لازال لايملك ثروته ولازال لايملك بلاده ولازال لايملك أدنى المقدرات الوطنية، وان بلاده وثروته مملكة لطوائف وتيارات، وهو ذات الأسلوب الذى اتبعه القذافي في تكوين جيوشه الخاصة المعروفة لكل الليبيين وإهماله للجيش التقليدي وكما رغب القذافي ان تكون ليبيا إقطاعية له وعائلته، فطموح هؤلاء ان تكون ليبيا إقطاعية لهم ولو عرض عليهم ان تكون إقطاعيات مقسمة بينهم لن يرفضوا، فلايوجد جيشاً وطنيا تقليديا يقبل ان يكون طرفا في هذا التدافع العسكري الى الحد ان يقتل الأبرياء، والى الحد ان تدمر أملاك ومنجزات الشعب، والى الحد ان تهجر عائلات، والى حد هلاك ليبيا وشعبها الا اذا كان هذا الجيش عدوا لتلك البلاد وذلك الشعب فالمقاصد والأهداف الوطنية للجيوش تحرم هذه المهلكات.
* التيار المدني: اعني به في هذا المقال التيار المتحرر وعنى به غيري التيار العلماني.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.





=الحرية الحمراء=
هل أصبح الليبيين بصدد أن يرفعوا شعار(أن نعود للقيود) بعد المعاناة مع الحرية الحمراء وبعد أن أصبح الحسم في الحالة الليبية على طريقة القطيع والبقاء للأقوى والاصلح . هل مازال هناك مساحة للعقل والحكمة للنظر من خلال الامر الواقع وأن يقر الليبيين بالمعادلة التي تفرض نفسها في أطراف الصراع وأنه شاء من شاءأو أباء من أباء أن هناك شركاء في ملكية الوطن لا يمكن تجاهلهم، منهم من هم محسوبين على النظام السابق حتى وان خرجوا من السلطة فلن يخرجوا من الشراكة في الوطن وانهم الان يدافعون من أجل البقاء والعودة الى أرضهم ولن تهنى البلاد بالامن من ورائهم حتى وان لزم الامر للتحالف مع اعدائهم ومع من تقاطعت معهم المصالح لافساد الوطن وتقسيمه تحث شعار عليّ وعلى أعدائي ولهم كل العذر في ذلك . وان من الشركاء أيضا من هم محسوبين على الجماعات باسم الدين وأنهم طرف قوي في معادلة الصراع،يدافعون من أجل البقاء،ومحسوم عندهم سلفا أن مصيرهم العودة للسجون والتهجير اذا لم ينتصروا ويقودوا زمام الامور . وان من الشركاءأيضا من هم محسوبين على التيار اللبرالي والعلماني ولهم قوة مؤثرة على أرض الواقع تحضى بتأيد فعّال من قبل المجتمع الدولي وخاصة عندما تكون في مواجهة الجماعات الدينية ويدركون تماما بأنهم وهده الجماعات نقيضان لا يجتمعان. هل هناك مجال للسعي الجاد من أصحاب العقل والحكمة لطرح فكرة ان الملكية التاريخية للوطن هي ملكية الشعوب والقبائل وان ملكية الملوك والزعماء تسقط بسقوط عرشها مثل ما سقطت ملكية الدين بسقوط دولة الخلافة عندما اختارت الشعوب ذلك ورفضت أن تحكمهم دولة باسم الدين .هل حان الأوان ان تدرك الجماعات المحسوبة على الدين ان دولة الاسلام والخلافة لا تعود بالانقلابات والتفجير والجهاد وأن الجهاد في الاسلام لايأتي لاقامة دولة الدين ولاكن يأتي لحماية هذه الدولة بعد وجودها وبعد أن تختار الشعوب هدا الدين بدون اكراه، وان قضيةالاسلام الان هي قضية شعوب رافضة لحكم للدين وليست قضية إزالة من يحكم هذه الشعوب وماهذه الانظمة والحكومات الموجودة الان الا تعبير عن إرادة شعوبها وما هيَ وشعوبها إلا وجهان لعملة واحدة.
ان اكثر ما يحيرني هو ان يكتب كاتب ليبي هذه المقالة، فلو انك خارج ليبيا او انك لست ليبيا فمن الممكن أن أعذرك لجهلك بالواقع الليبي على الأرض، أما أن يكتب كاتب ليبي يعيش داخل ليبيا مثل هذا الكلام فاعذرني باعتقادي انك واحد من اثنين:
اما انك كاتب سطحي وتفتقد للاحترافية وتتقل أخبارك من (هدرزة المرابيع) وكلام السطحيين.
واما انك مسوق لحكم العسكر وعملية الكرامة وتحمل في داخلك بغظاً لا أعرف سببه لثورة 17 فبراير لأنها لم تلبي مطالبك التي كنت تسعى اليها.
السيد هارون الشتيوي
تحية طيبة وبعد
هل تعلم ان عباراتك تلمع كفصوص الماس بما فيها من معاني عميقة لاتجدها الاعند عند القليل ، وان أفكار ماكتبت هى أفكار حكماء ، ووطن فيه عقول مثلك سيصل يوما الى بر الأمان ، ولازال هناك مجال للعقل والحكمة ويجب التركيز على فكرة ، كلنا شركاء في الوطن ، في ليبيا مهما كانت أفكارهم وتوجهاتهم ، شكرًا على عمق وبلاغة مقالك
محمد علي المبروك
أحي الكاتب لم أقراء لك سوى هذا المقال والمقال السابق، وهما لا يختلفان من ناحية القصور في معرفة الواقع الليبي عامة والغرب الليبي على وجه الخصوص، في الحقيقة ما تسميه بجيش التيار المدني يتكون معظمه وبقياداته والمدافع عنه من قرية الزنتان، وهذا الجيش سار في النهب للمواطنين وللدولة حتى العظم، حتى ضاق الناس درعا، أما جيش التيار الإسلامي كما تصفه (وهو ليس كذلك) فينخرص فيه أكثر من 22 مدينة في الغرب الليبي، وهو الذي أوجد الإستقرار وتوقف الإعتداء على الناس والحرابة، ونهب أموال الدولة، فالبون شاسع، وفي الشرق مالفرق بين أليسكو والسيسي وحفتر الذي أعلن الإنقلاب في 14 فبراير 2014 ولم يستجيب له أحد لا في الشرق ولا في الغرب، ثم إستطاع بمساعدة الإستخبارات المصرية أن يتحالف مع الفيدراليين لإيجاد غطاء قانوني لعملياته الحربية المفجعة، ولا زلت تدافع عنه، أنا أتفق معك في نقطة واحدة فقط أن الجيش الليبي أصابه الإنهيار في ثورة 17 فبراير ولم تقام له مؤسسات حتى الآن، والقوات الموجودة حاليا هي قوات وطنية جهوية ماعدا قوات الجيش المدني التي لها أغراض خاصة لا علاقة بمطالب الجماهير.