في ليبيا الجديدة رجال الأمن: تعذيب واختطاف الاطباء

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية سطوة الوحدات الامنية الحكومية والميليشيات على الحياة العامة في ليبيا الجديدة وانعدام القانون، عبر اعتقال وتعذيب جراح ليبي أمام المنتسبين في مركز طرابلس الطبي.

وذكرت الصحيفة في تقرير كتبه “كريس ستيفن” بعددها الصادر الاثنين أن عناصر من وحدة النخبة الأمنية التي شكلتها الحكومة الليبية لكبح جماح الميليشيات المتنافسة في البلاد، اتُهمت باختطاف واحد من أبرز الجراحين في ليبيا وتعريضه للضرب المبرح.

وأضافت إن اختطاف الجراح سالم الفرجاني من قبل عناصر لجنة الأمن العليا يمثل دليلاً آخر على فشل الحكومة المؤقتة الجديدة في ليبيا بالحد من انتهاكات حقوق الإنسان بعد 10 أشهر على توليها السلطة وعدم قدرتها على السيطرة على أي من الميليشيات أو قوات الأمن التابعة لها، وفي وقت تستعد فيه البلاد لأول انتخابات وطنية خلال الشهر الحالي.

واضافت أن الفرجاني، جراح القلب الذي يعمل لحساب وزارة الصحة الليبية، اختُطف في 17 أيار/مايو الماضي اثناء ذهابه إلى مركز طرابلس الطبي، أكبر مستشفى في المدينة، مكلفاً من وزيرة الصحة فاطمة حمروش لإقالة مديره بعد اتهامه بالإرتباط بنظام الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي.

واشارت الصحيفة إلى أن مسلحين من لجنة الأمن العليا الحكومية اوقفوا الفرجاني وجروه من المستشفى وضربوه بشدة حتى فقد وعيه أمام الموظفين المذعورين، وقام واحد منهم بتصوير الحادث.

وقالت إن المسلحين عصبوا عيني الفرجاني ونقلوه في سيارة إلى مركز احتجاز بإحدى ضواحي طرابلس، حيث تعرض للضرب والركل بشدة بين فخذيه ما أدى إلى تمزق إحدى خصيتيه، ولم تتمكن عائلته ووزيرة الصحة فاطمة حمروش من العثور عليه بعد 5 أيام من اختطافه، ولا حتى الحصول على تأكيد بأنه لا يزال على قيد الحياة.

واضافت الصحيفة أن لجنة الأمن العليا اتصلت بوزيرة الصحة الليبية بعد نقل الفرجاني إلى مركز احتجاز في مطار معيتيقة بطرابلس، ثم قامت باخلاء سبيله بعد أن فشلت بتوجيه تهمة له بارتكاب أي جرم أو حتى شرح سبب اعتقاله.

وذكرت أن الجراح الليبي يعيش متخفياً في طرابلس الآن بعد تحذيره من عمليات انتقامية إذا ما تحدث عن اختطافه.

وابلغ الفرجاني الغارديان “لا أعرف كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر في ليبيا الجديدة، وطلبت من الخاطفين بصورة مستمرة التعريف بأنفسهم.. ولماذا يفعلون ذلك؟”.

واشارت الصحيفة إلى أن سلوك لجنة الأمن العليا سبب احراجاً لبريطانيا، والتي كانت اوفدت ضابطاً بارزاً في شرطتها إلى طرابلس لتقديم المشورة لوزارة الداخلية الليبية الجديدة.

وقالت إن وزارة الخارجية البريطانية أكدت أنها تثير باستمرار مع الحكومة المؤقتة في طرابلس أهمية احترام حقوق الإنسان والتحقيق بمزاعم الانتهاكات، بما في ذلك من قبل الميليشيات المسلحة، فيما يضغط دبلوماسيون غربيون بهدوء على الحكومة الليبية لاعطاء ضمانات تكفل سلامة الطبيب الجراح فرجاني.

واضافت الصحيفة أن وزارة الصحة الليبية لم ترد على مكالماتها بشأن قضية الفرجاني، في حين قام متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي بإلغاء مقابلة مقررة مع أحد صحفييها.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً