ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مصدر مطلع في إدارة الرئيس ترامب أن واشنطن أبلغت إسرائيل بوضوح أنها قد تتخلى عن الدولة العبرية إذا لم تتوقف الحرب في قطاع غزة، وأكد المصدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع إنهاء الحرب إذا توافرت الإرادة السياسية، لكنه يفتقر إليها في الوقت الحالي.
وأشار المصدر إلى أن نتنياهو روّج في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد لفكرة استئناف المساعدات على أنها مجرد إجراء شكلي، في حين تصاعدت ضغوط ترامب مع استدعاء إسرائيل عشرات آلاف جنود الاحتياط وتصعيد القصف على غزة، واقتراب الوضع من نقطة اللاعودة.
وتشهد الحكومة اليمينية الإسرائيلية صراعات داخلية بين المتشددين الدينيين القوميين الذين يصرون على استمرار الحرب حتى تحقيق هزيمة حماس، وبين تزايد سخط المواطنين الإسرائيليين جراء استمرار الصراع المستمر منذ أكثر من 18 شهرًا، بينما انحاز نتنياهو حتى الآن إلى صف المتشددين.
رغم ذلك، يؤكد مسؤولون في إدارة ترامب أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية لا تزال قوية، معبّرين في الوقت ذاته عن خيبة أملهم من أداء نتنياهو، في ظل سعي ترامب لتنفيذ وعده الانتخابي بإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا بسرعة. كما يطالب المسؤولون نتنياهو ببذل المزيد من الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق مع حركة حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيمس هيويت، إن الإدارة الأميركية تواصل العمل مع إسرائيل لتحرير الرهائن الـ58 المحتجزين في غزة وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، مؤكداً أن إسرائيل لن تجد صديقًا أفضل من الرئيس ترامب في تاريخها.
أستراليا والأردن ينضمان إلى الضغوط الدولية على إسرائيل لفتح المعابر أمام المساعدات إلى غزة
تتصاعد الدعوات الدولية الموجهة إلى إسرائيل للسماح الفوري والكامل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل تحذيرات منظمات أممية من كارثة إنسانية وشيكة. وفي أحدث هذه الدعوات، طالبت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني فونغ، تل أبيب بتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أداء مهامها لإنقاذ الأرواح.
وقالت فونغ في بيان رسمي، الاثنين، إن أستراليا “تنضم إلى النداء الدولي لإسرائيل لاستئناف دخول المساعدات إلى غزة بشكل كامل وفوري”، مؤكدة ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الرهائن.
بالتزامن، شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على أن تجويع أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة يمثل “جريمة إنسانية”، داعياً المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف الكارثة. وكتب الصفدي في تدوينة عبر منصة “إكس”: “العالم يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية لإنهاء هذه الكارثة… يجب إيصال المساعدات فورا والسماح للأمم المتحدة بتوزيعها دون عوائق”.
وجاءت هذه المواقف بعد ضغوط سابقة مارسها قادة بريطانيا وفرنسا وكندا على إسرائيل، حيث دعوا إلى وقف العمليات العسكرية والسماح الفوري بدخول المساعدات، ملوّحين بإجراءات ضد إسرائيل إن لم تستجب لتلك المطالب.
وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فقد سُمح يوم الاثنين بدخول خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة محملة بمساعدات إنسانية، بما فيها أغذية مخصصة للأطفال، عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وذلك بعد موافقة محدودة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأشار نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، إلى أن هذه الخطوة جاءت استجابة للضغوط القوية التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حكومته، في إطار المساعي الرامية لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وكانت إسرائيل قد أغلقت معابر غزة أمام المساعدات منذ مارس الماضي، ما دفع منظمات إنسانية دولية إلى التحذير من خطر مجاعة شامل في القطاع، نتيجة النقص الحاد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية.
بريطانيا تستدعي السفيرة الإسرائيلية وتعلق مفاوضات التجارة بسبب توسيع العمليات العسكرية في غزة
استدعت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، السفيرة الإسرائيلية لدى لندن تسيبي حوتوفلي، على خلفية توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، معربة عن إدانتها الشديدة لتصاعد العنف وتأثيره الإنساني الكبير.
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن توسيع العملية العسكرية “لا يمكن تبريره أخلاقياً”، مشدداً على أن هذا الأسلوب في إدارة الحرب يضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين، معتبراً أن إسرائيل لا توفر سوى الحد الأدنى من المساعدات للفلسطينيين في ظل نقص حاد في الغذاء والأدوية داخل القطاع.
وفي خطوة احتجاجية، أعلن الوزير تعليق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل، مطالباً بوقف فوري للهجمات وتخفيف القيود الإنسانية.
جاء ذلك في وقت كثف فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من انتقاداته لإسرائيل، معبراً عن صدمته من تصاعد المعاناة في غزة وداعياً لوقف إطلاق النار فوراً، فيما انضم إلى هذه الانتقادات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، مهددين باتخاذ إجراءات دبلوماسية في حال استمرار التصعيد.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الانتقادات بأنها “جائزة هائلة” لحركة حماس، مؤكداً موقفه من العمليات العسكرية في المنطقة.
في سياق متصل، فرضت لندن عقوبات على عدد من الأفراد والكيانات في الضفة الغربية المحتلة، متهمة إياهم بالضلوع في أعمال عنف ضد الفلسطينيين، في تصعيد جديد يعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني في المنطقة.






اترك تعليقاً