تستضيف العاصمة البيلاروسية مينسك اليوم، اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى، وهو اللقاء الأول للمجلس في عام 2025، بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب قادة دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
ويحمل الاجتماع أهمية كبيرة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة، حيث يهدف إلى رسم مسارات جديدة لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع، الذي يضم 14 بندًا رئيسيًا، مناقشة العديد من القضايا الاستراتيجية التي تتعلق بتحرير الأسواق الموحدة للسلع والخدمات، وتطوير ممرات النقل التي تربط دول الاتحاد، بالإضافة إلى وضع معايير جديدة لوضع العلامات على السلع لتعزيز شفافية التجارة الداخلية والخارجية.
ويأتي هذا في سياق سعي الدول الأعضاء إلى توسيع التعاون التجاري وتعزيز قدراتها الإنتاجية والصناعية في وجه المنافسة العالمية.
وأعلنت مصادر رسمية أن الاجتماع سيشهد توقيع عدة اتفاقيات تعاون اقتصادية مهمة، من بينها اتفاقية شراكة اقتصادية مع دولة الإمارات العربية المتحدة واتفاقية تجارية مؤقتة مع منغوليا، ما يفتح آفاقًا جديدة للتبادل التجاري بين الاتحاد ودول خارج الإطار التقليدي.
وأكد وزير الاقتصاد البيلاروسي، يوري تشيبوتار، أن الاجتماع سيطلع قادة الاتحاد على التقدم المحرز في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية حتى عام 2025، مشيرًا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد ارتفع بنسبة 4.4% عام 2024، متفوقًا على المعدل العالمي.
وتأتي أهمية الاجتماع أيضًا من خلال المحادثات التي من المتوقع أن يعقدها بوتين على هامش القمة مع قادة دول الاتحاد ومن بينهم ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا، وشوكت ميرضيائيف رئيس أوزبكستان، وكذلك لقاء مرتقب مع الشيخ خالد بن محمد بن زيد آل نهيان، ممثل المجلس التنفيذي لدولة الإمارات، لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة أطر التعاون المستقبلية.
وفي تصريحات لمسؤولين روس، أُعلن عن مقترح عقد اجتماع غير رسمي للمجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في سانت بطرسبورغ نهاية هذا العام بالتزامن مع اجتماع قادة رابطة الدول المستقلة، ما يعكس حرص موسكو على استمرارية العمل المشترك وتكثيف التنسيق الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
هذا وتأسس الاتحاد الاقتصادي الأوراسي قبل عشر سنوات، ويضم روسيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وأرمينيا، ويمثل الاتحاد منصة استراتيجية لضمان حرية حركة السلع ورأس المال وقوى العمل، وتحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز النمو الصناعي والاستثماري.
ويُعد الاجتماع الحالي نقطة مفصلية لتعزيز مكانة الاتحاد كقوة اقتصادية إقليمية فاعلة.
ويترقب المحللون السياسيون والاقتصاديون نتائج الاجتماع، الذي قد يشكل نقطة انطلاق لمشروعات اقتصادية كبرى وتوسع في الشراكات الدولية، خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية والتحديات الجيوسياسية التي تواجه المنطقة.
بوتين في ختام قمة الأوراسي: الغرب يحاول دفننا.. لكنه سيموت قبلنا
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، مؤتمراً صحفياً في العاصمة البيلاروسية مينسك، عقب اختتام أعمال اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تطرق خلاله إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية، على رأسها الاقتصاد الروسي، والعلاقات مع الغرب، والمفاوضات حول أوكرانيا، ومستقبل الاتحاد الأوراسي.
وفي معرض حديثه عن الاقتصاد الروسي، قلل بوتين من فعالية العقوبات الغربية، قائلاً إن الغرب “يحاول دفن” الاقتصاد الروسي، لكنه “سيموت أولاً”.
وأضاف: “ما يحدث في الدول الغربية يبعث على السخرية، إنهم يدفنوننا منذ سنوات، وسيموتون هناك قريباً، بينما نحن نواصل التقدم”.
واستشهد بوتين بأرقام النمو الاقتصادي الروسي، الذي بلغ 4.3% في 2024، و4.1% في 2023، مشيراً إلى أن التوجه في 2025 سيكون نحو خفض النمو الطموح من أجل ضبط التضخم.
وانتقد بوتين التصريحات الغربية التي تتحدث عن “هزيمة استراتيجية” لروسيا، واصفاً إياها بـ”الخطاب الخالي من المنطق”، قائلاً: “إذا كانت أوضاعنا سيئة كما يدعون، فلماذا يتحدثون عن تهديد روسي للناتو؟”.
واعتبر أن هذه الرواية تخدم أهدافاً سياسية داخلية في الغرب، “لسلب شعوبهم المزيد من الأموال وتبرير الإنفاق العسكري والاجتماعي المتضخم”.
وفيما يخص الشأن الأوكراني، أثنى بوتين على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفاً إياه بـ”رجل شجاع” يسعى بصدق لحل النزاع في أوكرانيا.
وأبدى انفتاحه على اللقاء به مستقبلاً، قائلاً: “أنا منفتح دائمًا على اللقاءات، وينبغي التحضير لها جيدًا لتحقيق نتائج ملموسة”.
وأعرب بوتين عن ارتياحه لتطور التعاون داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مشيراً إلى أن معدلات نمو اقتصادات دول الاتحاد تفوق المتوسط العالمي، الذي يبلغ 3.3%، فيما تصل في بعض الدول إلى 6%. وقال: “لا يسعنا إلا أن نكون راضين عن نتائج العمل المشترك”.
وأكد بوتين أن الاستراتيجية التنموية للاتحاد تقترب من نهايتها، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على إعادة هيكلة الأداء المشترك بما يخدم المصالح المستقبلية للدول الأعضاء.
وعن الإنفاق الدفاعي الروسي، كشف بوتين أن الميزانية الدفاعية بلغت 13.5 تريليون روبل (نحو 170 مليار دولار)، مشيراً إلى أن روسيا دفعت ثمن ذلك عبر التضخم، لكنها تعمل على مكافحته.
وأكد أن بلاده تخطط لخفض الإنفاق الدفاعي تدريجياً، في وقت يتجه فيه الغرب إلى زيادته، ما اعتبره دليلاً على “العدوانية” الغربية.
وفي ختام كلمته، أعلن بوتين أن الاجتماع المقبل لقادة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيعقد في مدينة سانت بطرسبورغ قبيل نهاية العام الجاري.
بوتين يلتقي ولي عهد أبوظبي في مينسك ويبحثان تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوراسي
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعًا ثنائيًا مع الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في قصر الاستقلال بمدينة مينسك، على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تستضيفها العاصمة البيلاروسية.
جاء اللقاء عقب توقيع ولي عهد أبوظبي اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، حيث أعلن بوتين إلغاء ورفع الرسوم الجمركية على 85% من البضائع المتبادلة بين الجانبين، ضمن جدول الدعم الجمركي، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين.
وأعرب بوتين عن أمله في لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك خلال القمة الروسية العربية، لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع أطر التعاون.
من جهته، أكد الشيخ خالد بن محمد بن زايد التزام الإمارات بتعزيز التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مشددًا على دور التجارة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام والاستقرار العالمي.
يمثل هذا اللقاء خطوة مهمة في توسيع الشراكات الاستراتيجية بين الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مع التركيز على تحقيق تنمية مشتركة وتعزيز الاستقرار في المنطقة الأوراسية.
الإمارات توقع اتفاقية شراكة اقتصادية تاريخية مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي
أكد وزير التجارة الإماراتي، ثاني أحمد الزيودي، أن اتفاقية التعاون التي وقعتها دولة الإمارات مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية في عدة قطاعات حيوية.
وقال الزيودي في تغريدة على منصة “إكس”: “اتفاقية الشراكة الاقتصادية تفتح آفاقًا جديدة من التعاون المشترك. ستعزز حجم التجارة غير النفطية الذي بلغ 29 مليار دولار في 2024، وتدعم الإنتاجية، وتقوي العلاقات في مجالات التصنيع والأمن الغذائي”.
ترامب يأمل بحل قريب للنزاع الأوكراني.. وبوتين يعرض تسليم آلاف الجثامين
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عن أمله في تحقيق تقدم ملموس على صعيد حل النزاع المستمر في أوكرانيا، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لتسليم المزيد من جثامين الجنود الأوكرانيين الذين سقطوا خلال المعارك.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي، “نحن بحاجة إلى حل هذه المشكلة، وأعتقد أن شيئاً ما سيحدث في هذا الاتجاه”، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع.
في المقابل، أعلن الرئيس الروسي، في مؤتمر صحفي على هامش اختتام أعمال المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في العاصمة البيلاروسية مينسك، أن روسيا سلمت بالفعل أكثر من 6000 جثة لجنود أوكرانيين، وهي على استعداد لتسليم 3000 جثة إضافية. وأضاف: “لكن القرار يعود للجانب الأوكراني في ما إذا كان سيقبل جثث جنوده القتلى”.
وأوضح بوتين أن قنوات الاتصال بين مفاوضي الجانبين الروسي والأوكراني لا تزال مفتوحة وتعمل بشكل “عملي”.
وفي سياق منفصل، أكد الرئيس الأمريكي أن بلاده دمرت البرنامج النووي الإيراني، مضيفاً أن طهران أنفقت أكثر من تريليون دولار على مشروعها النووي “دون أن تحقق أي مكاسب تُذكر”.
وقال ترامب: “الطموحات النووية الإيرانية تم القضاء عليها، والنظام الإيراني بات يسعى إلى التفاوض”. كما نفى أن تكون المواقع النووية الإيرانية قد أُخليت قبل الضربات الأمريكية التي نُفذت الأحد الماضي.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى إمكانية مطالبة طهران بتسليم مخزونها من اليورانيوم، مؤكداً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تتولى مستقبلاً مهمة تفتيش المواقع النووية الإيرانية، إلى جانب أطراف أخرى بينها الولايات المتحدة.
الرئيس الإيراني: ردنا على العدوان الإسرائيلي منع اندلاع حرب شاملة في المنطقة
أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده مارست حقها المشروع في الدفاع عن النفس خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، مشيراً إلى أن تجاهل العدوان كان سيقود إلى حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
جاءت تصريحات بزشكيان في كلمة ألقاها عبر الفيديو خلال قمة أوراسيا المنعقدة في بيلاروسيا، حيث أوضح أن إيران استندت في ردها إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تكفل للدول الدفاع عن سيادتها ضد الاعتداءات الخارجية.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت منشآت نووية تخضع بالكامل لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني.
واتهم بزشكيان إسرائيل والولايات المتحدة بتنفيذ هجمات “غير قانونية” طالت أهدافاً مدنية وعسكرية، أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، بينهم أكاديميون ومواطنون، فضلاً عن تدمير مستشفيات ومراكز طبية.
وحمل بزشكيان المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مسؤولية التقاعس عن اتخاذ موقف حازم تجاه “مرتكبي العدوان ومشعلي الحروب”، داعياً إلى تحرك دولي جاد لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً.
أردوغان: “طريق التنمية” يحول فرص تركيا الجيوسياسية إلى مكاسب اقتصادية إقليمية
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، أن مشروع “طريق التنمية” سيمكّن تركيا من تحويل فرصها الجيوسياسية إلى ميزة اقتصادية شاملة، تعود بالنفع على المنطقة بأسرها. وجاءت تصريحاته خلال مشاركته في المنتدى العالمي لربط النقل، المنعقد في مدينة إسطنبول.
وأوضح أردوغان أن البضائع القادمة من ميناء الفاو العراقي ستصل إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، في إطار هذا المشروع الاستراتيجي، مشيرًا إلى توقعات بأن يحقق “طريق التنمية” تأثيرًا اقتصاديًا يتجاوز 50 مليار دولار على مدى عشر سنوات، ويوفر نحو 63 ألف فرصة عمل سنويًا.
وفي سياق متصل، أشار الرئيس التركي إلى أهمية المشروع في ظل التوترات الإقليمية، قائلًا: “التوترات في مضيق هرمز والمجال الجوي الإقليمي تؤكد ضرورة تأمين طرق النقل البديلة”.
وكان أردوغان قد ناقش المشروع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته إلى إسطنبول في نوفمبر 2024، حيث شدد الجانبان على أهمية التعاون الثنائي وتطوير العلاقات، خاصة في ما يخص “طريق التنمية”.
وفي أبريل 2024، شهد الرئيسان توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، للتعاون في تنفيذ المشروع، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي وزيادة حجم التجارة الدولية.
ويمتد المشروع من ميناء الفاو في مدينة البصرة جنوب العراق، مرورًا بعدد من المدن العراقية، وصولًا إلى الحدود التركية عند قرية أوواكوي في ولاية شرناق، ثم إلى ميناء مرسين على البحر المتوسط، ومنه إلى أوروبا. ويبلغ طول خطوط النقل المتوقعة 1200 كيلومتر، بتكلفة تقدر بـ17 مليار دولار، ومن المقرر الانتهاء من مراحله الثلاثة بين عامي 2028 و2050.






اترك تعليقاً