بدأت صباح الاثنين، عملية خروج العائلات المحتجزة من مدينة السويداء جنوب غربي سوريا، في تطور ميداني بارز جاء نتيجة جهود الوساطة التي قادتها الحكومة السورية لاحتواء التوترات بين العشائر.
ونشرت وزارة الداخلية السورية صوراً توثّق اللحظات الأولى لخروج عائلات البدو، التي كانت محتجزة منذ عدة أيام داخل المدينة، حيث كان في استقبالهم العميد أحمد الدالاتي، قائد قوى الأمن الداخلي في السويداء، والعميد شاهر عمران، قائد الأمن الداخلي في محافظة درعا.
وأكد العميد الدالاتي أن الإفراج عن العائلات يأتي في إطار مساعي الدولة لإعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة، مشدداً على ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار وفسح المجال أمام مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها.
وكانت حافلات حكومية قد دخلت مساء الأحد إلى مدينة السويداء، لإجلاء نحو 1500 شخص من عشائر البدو إلى مناطق آمنة، بالتزامن مع تصاعد التحذيرات من انهيار أمني شامل في حال استمرار الاشتباكات.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن العميد الدالاتي قوله إن عملية الإجلاء والإفراج جاءت نتيجة مباشرة للوساطات التي أجرتها الدولة مع مختلف الأطراف في المحافظة، مؤكداً أن الحكومة تلتزم بضمان عودة آمنة للعائلات، وتعمل على الحفاظ على وحدة النسيج الوطني.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب مواجهات مسلحة شهدتها مدينة السويداء خلال الأيام الماضية، بين عشائر البدو وبعض المجموعات المحلية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، قبل أن تعلن الرئاسة السورية وقفاً لإطلاق النار ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام به تحت طائلة المساءلة.
واشنطن تدعو لمساءلة الحكومة السورية ودمج الأقليات بعد اشتباكات السويداء
دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، إلى محاسبة الحكومة السورية على خلفية الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء، واصفاً ما جرى بـ”الأمر المروع” نتيجة ما سماها توترات فردية وعشائرية، مشدداً على ضرورة دمج الأقليات في السلطة.
وفي مؤتمر صحفي عقده في بيروت اليوم الإثنين، قال باراك: “نتفاعل مع تطورات السويداء بقلق وألم وتعاطف ومساعدة”، مضيفاً أن على الحكومة السورية “محاسبة المتورطين” في الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة الواقعة جنوب غربي البلاد، حيث اندلعت مواجهات مسلحة بين عشائر بدوية وفصائل درزية.
وأشار باراك إلى أن الولايات المتحدة تحرص على التنسيق بين سوريا ودول الجوار، بما فيها إسرائيل، لكنه شدد على أن بلاده لا تستطيع “إجبار إسرائيل على فعل أي شيء”، مضيفاً: “أميركا يمكنها فقط التأثير”.
صحيفة تركية موالية للحكومة: إسرائيل تسعى لإشعال حرب أهلية في سوريا ودفـع تركيا للخروج من نفوذها
كشفت صحيفة “حرييت” التركية، الموالية للحكومة، اليوم الاثنين 21 يوليو 2025، أن إسرائيل تسعى لإشعال حرب أهلية في سوريا بهدف تقويض النفوذ التركي في المنطقة ودفع أنقرة للخروج منها.
وأشارت الصحيفة في مقال تحليلي إلى أن “الشاغل الرئيسي لإسرائيل هو تركيا”، مضيفة أن “إسرائيل غير راضية عن النفوذ التركي في سوريا، وتسعى إلى تقليصه عبر محاولة نزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية، وحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب”، والتي تعتبرها أنقرة فروعاً لـ”حزب العمال الكردستاني المحظور”.
وأضافت الصحيفة أن “هدف إسرائيل الرئيسي هو طرد تركيا من سوريا عبر إشعال الصراعات الداخلية”، معربة عن اعتقادها أن “إسرائيل لا تحتاج تركيا في سوريا ولبنان، وتفضل فرض نفوذها بشكل كامل”.
وفيما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية تجاه تركيا، أوضحت الصحيفة أن الأولوية الثانية لإسرائيل هي منع نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، الذي يشكل تهديداً لأمنها القومي وفقاً لرؤيتها.
وتابعت الصحيفة أن تركيا تخوض “أزمة ديناميكية” مع إسرائيل، تعرقل خلالها كل تحرك إسرائيلي على الأرض السورية، متوقعة أن “حزب العمال الكردستاني سيُسلم سلاحه، وستنتهي التدخلات الإسرائيلية بهزيمة”.
زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل يوجه نداءً إلى ترامب للتدخل لحماية الدروز في السويداء
في تطور يعكس تعقيدات المشهد السياسي في الأزمة السورية، وجّه الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، نداءً غير مسبوق إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طالب فيه بالتدخل الفوري لحماية الطائفة الدرزية في مدينة السويداء السورية، بعد تصاعد موجة العنف في المنطقة.
وجاء هذا النداء في ظل توترات متصاعدة بين واشنطن وتل أبيب، على خلفية الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل مؤخراً على مواقع داخل الأراضي السورية، والتي أثارت قلقاً داخل أروقة البيت الأبيض.
وحث طريف ترامب على عدم التغاضي عن “المشاهد المروعة” للأعمال الوحشية و”الإبادة الجماعية” التي تحدث في السويداء، معبراً عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية وأمن الطائفة الدرزية هناك.
تفجير مقام الشيخ عبدالله في ريف دمشق ومخاوف من تأجيج الصراع الطائفي
أقدم مجهولون، الأحد، على تفجير وتخريب مقام الشيخ عبدالله في بلدة بيت جن الواقعة في منطقة جبل الشيخ بريف دمشق، في حادثة أثارت استنكارًا واسعًا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
المرصد اعتبر أن “هذا العمل يأتي ضمن محاولات مستمرة من تنظيمات متشددة لتأجيج الصراع الطائفي، واستهداف الرموز الدينية للأقليات في البلاد”، محذرًا من الانجرار وراء استفزازات تهدد النسيج الاجتماعي السوري، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في مناطق الجنوب.
ويُعد مقام الشيخ عبدالله من أبرز المعالم الروحية والتاريخية لدى أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان، وينسب إلى أحد المتصوفة المعروفين في المنطقة. وقد ظل على مدار عقود محط زيارات دينية منتظمة، قبل أن يتراجع الاهتمام به خلال السنوات الأخيرة نتيجة النزاع الدائر في البلاد.
الحادثة تأتي بالتزامن مع هدوء نسبي يسود مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، بعد أسبوع من أعمال عنف دامية أودت بحياة 1120 شخصًا، بحسب المرصد، من بينهم عناصر أمن ومدنيون، إضافة إلى 354 من عناصر وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية و21 من أبناء العشائر.
وكانت الرئاسة السورية أعلنت السبت وقفًا لإطلاق النار في السويداء، انتشرت بموجبه قوات الأمن الداخلي في عدة مناطق، بالتزامن مع انسحاب المجموعات المسلحة والعشائرية من المدينة.
لابيد ينتقد قصف دمشق ويطالب بانتخابات مبكرة: “نحن ثملون بالقوة”
انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل مؤخرًا على العاصمة السورية دمشق، واصفًا إياها بأنها “غير ضرورية”، ومشيرًا إلى افتقار الحكومة الحالية لسياسة واضحة في تحركاتها العسكرية الإقليمية.
وقال لابيد، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين، إن “الرد في دمشق لم يكن ضروريا”، مضيفا: “نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون أن تكون هناك سياسة واضحة.. نحن ثملون بالقوة”.
كما أعرب عن رفضه لاستهداف القصر الرئاسي في دمشق، معتبرا أنه “تصرف متهور لا يخدم أهدافا استراتيجية”، رغم تأكيده على أهمية حماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا.
وأكد لابيد رفضه لأي مساعٍ لإسقاط النظام السوري، قائلا: “إسرائيل بحاجة إلى استقرار سوريا، وليس إلى فوضى إضافية في المنطقة”.
إعلام عبري: إسرائيل سلمت مساعدات طبية إلى السويداء بوساطة أميركية ورفض سوري رسمي لاستلامها
أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، مساء الأحد، بأن إسرائيل سلمت مساعدات إنسانية ومعدات طبية إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين مجموعات من عشائر البدو وأبناء الطائفة الدرزية، بوساطة من الحكومة السورية.
ووفقاً للتقرير، جرى تسليم المساعدات ليلاً، ونسقتها إسرائيل مع واشنطن، التي بدورها نسقتها مع السلطات السورية، وتعد الخطوة نادرة من نوعها، وتأتي في وقت حساس يشهد توتراً مجتمعياً وأمنياً غير مسبوق في الجنوب السوري.
إلا أن تسليم المساعدات أثار ردود فعل متباينة، إذ أعلن وزير الصحة السوري، مصعب العلي، أن زعيم طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري رفض دخول قوافل مساعدات رافقها وفد حكومي رسمي من دمشق، مشيراً إلى أن الهجري سمح فقط بدخول شحنات مقدمة من الهلال الأحمر العربي السوري.
وأضاف المكتب الإعلامي لوزارة الصحة أن القوافل المرافقة للوفد الحكومي عادت إلى العاصمة، بناء على رغبة القيادات المحلية في السويداء.
من جهته، قال عمر المالكي، مسؤول في الهلال الأحمر، إن أول قافلة مساعدات دخلت السويداء أمس الأحد، وتعمل المنظمة على تجهيز قوافل إضافية خلال الأيام المقبلة لتلبية الاحتياجات الطبية والإنسانية الطارئة.
السفارة الأمريكية بدمشق تُحذر رعاياها: ممرات إنسانية مفتوحة والمستوى الرابع ما زال سارياً
أصدرت السفارة الأمريكية لدى دمشق تنبيهًا أمنيًا جديدًا لمواطنيها، دعت فيه إلى توخي الحذر الشديد، مؤكدة استمرار تحذير وزارة الخارجية الأمريكية من السفر إلى سوريا عند المستوى الرابع: “ممنوع السفر”، نظراً لما وصفته بـ”مخاطر النزاع المسلح والعنف المتصاعد”.
وذكرت السفارة في بيان نُشر الأحد أن ممرات إنسانية أصبحت مفتوحة من محافظة السويداء نحو المعابر الحدودية وإلى العاصمة دمشق، وذلك ابتداءً من تاريخ 20 يوليو الجاري.
وأضاف البيان: “نكرر دعوتنا للمواطنين الأمريكيين القادرين على مغادرة سوريا بمفردهم، بالقيام بذلك فورًا. يمكن العبور إلى الأردن عبر المعابر البرية العاملة، مع إمكانية الحصول على التأشيرة عند الوصول”.
وأكدت السفارة أن المطارات السورية ما تزال مفتوحة، مع وجود رحلات منتظمة من مطاري دمشق وحلب، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة البقاء في مكان آمن بالنسبة لأولئك غير القادرين على المغادرة.
ودعت البعثة الدبلوماسية الأمريكية مواطنيها إلى متابعة الأخبار المحلية وتوجيهات وزارة الخارجية الأمريكية، مؤكدة أن الوضع الأمني في بعض المناطق ما زال هشًا ويستدعي اليقظة المستمرة.
فيدان يبحث مع الشيباني وباراك تطورات الأوضاع في السويداء السورية
أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، محادثات هاتفية مع نظيره السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، تناولت تطورات الأوضاع في سوريا، لا سيما في منطقة السويداء جنوب البلاد.
وأكد مصدر دبلوماسي تركي لوكالة “ريا نوفوستي” أن المحادثات تطرقت إلى تقييم نتائج الاجتماعات التي عُقدت مؤخراً في عمّان بشأن الوضع في محافظة السويداء، والتي شهدت حضور باراك ووزيري خارجية سوريا والأردن.
هيئة الطيران المدني السوري تنفي شائعات إغلاق مطار دمشق وتؤكد سير الرحلات بشكل طبيعي
نفت الهيئة العامة للطيران المدني السوري صحة الأنباء المتداولة حول إغلاق مطار دمشق، مؤكدة استمراره في العمل بشكل طبيعي مع تسيير الرحلات دون أي إلغاء أو تعديل أو تأجيل.
وأكد معاون رئيس الهيئة، أمجد نخّال، في تصريح لوكالة “سانا” أن المطار استقبل الأحد 28 رحلة قادمة من وجهات مختلفة، ويستعد اليوم لاستقبال 29 رحلة أخرى، مشدداً على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية لتجنب الأخبار المضللة.
وتزامنت هذه الشائعات مع تحذيرات من وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى الذي دعا إلى توخي الحذر من الأخبار الكاذبة المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.






اترك تعليقاً