أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل شخصين، أحدهما مدني من أبناء محافظة السويداء والآخر عنصر في جهاز الأمن العام، جراء اشتباكات عنيفة اندلعت في الريف الغربي للمحافظة، في أول خرق لوقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ قبل أسبوعين.
وذكر المرصد أن المواجهات تجددت في محيط بلدة الثعلة، عقب قصف مدفعي واستخدام أسلحة ثقيلة من مواقع خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، ما أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة. وأضاف أن دوي الانفجارات وأصوات إطلاق النار سُمعت في أنحاء متفرقة من مدينة السويداء، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.
وكان شهد ريف السويداء الغربي اشتباكات عنيفة بين فصائل درزية محلية ومسلحين مجهولين يستقلون سيارات تابعة للأمن العام السوري، في تصعيد أمني خطير يهدد استقرار المحافظة الواقعة جنوب سوريا.
وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” سيطرة الفصائل الدرزية المسلحة على المرتفع الاستراتيجي “تل حديد” بعد مواجهات مسلحة مع المسلحين، أسفرت عن مقتل مقاتل من الفصائل المحلية، إضافة إلى سقوط قتلى بين صفوف الأمن العام، حيث جرى نقلهم إلى أحد المشافي في محافظة درعا.
ويعتبر تل حديد نقطة حيوية في ريف السويداء الغربي، إذ يشرف على مناطق واسعة منها بلدة الثعلة والمناطق المحيطة، ويتحكم بالطرق الرئيسية التي تربط مدينة السويداء بمحيطها الغربي، مما يجعل السيطرة عليه مفتاحًا للتحكم الأمني في المنطقة.
وتجددت المواجهات على محور بلدة الثعلة، التي تعرضت لقصف بالقذائف والأسلحة الثقيلة من مناطق تخضع لسيطرة القوات الحكومية، وسط سماع دوي انفجارات وأصوات إطلاق نار متفرقة في مدينة السويداء.
من جانبها، أكدت قناة “الإخبارية السورية” أن “المجموعات الخارجة عن القانون” تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة، حيث شنت هجمات على قوات الأمن الداخلي وقصفت عدة قرى في ريف السويداء، مما أدى إلى استشهاد عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين.
وأوضحت القناة أن هذه الهجمات تأتي في ظل جهود حكومية لإعادة الاستقرار والهدوء إلى المحافظة، تمهيدًا لاستئناف الخدمات ومظاهر الحياة الطبيعية، مشيرة إلى أن استمرار الهجمات يعكس عزيمة هذه المجموعات على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والفوضى الأمنية، كما يؤثر سلبًا على عمل قوافل الإغاثة التي تصل إلى سكان المحافظة.
في سياق متصل، تعرضت بلدة عرى في ريف السويداء لقصف مدفعي بالهاون، في استمرار للتوترات الأمنية المتصاعدة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يعقد فيه مجلس تحقيق خاص بأحداث السويداء اجتماعه الأول، وسط دعوات محلية ودولية لوقف التصعيد وحماية المدنيين في المحافظة التي تشهد اضطرابات متكررة تهدد الاستقرار والأمن الإقليمي.






اترك تعليقاً