استقرت أسعار النفط خلال تداولات الأسبوع، بينما يترقب المستثمرون تطورات العلاقات التجارية بين الهند وروسيا قبيل فرض رسوم جمركية أمريكية محتملة، في وقت شهد فيه الذهب استقراراً مع تراجع رهانات خفض الفائدة قبيل خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول.
وشهدت أسعار النفط استقراراً، حيث أغلق خام برنت دون مستوى 68 دولاراً للبرميل، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 63 دولاراً، بعد مكاسب أسبوعية متواضعة. وجاء هذا الاستقرار وسط تقييم السوق لاحتمال استمرار تدفق النفط الروسي إلى الهند، في ظل تصاعد الانتقادات الأمريكية.
وكان مستشار البيت الأبيض بيتر نافارو قد وجه اتهامات للهند بعدم تحمل مسؤولياتها في دعم روسيا، ملمحاً إلى مضاعفة الرسوم الجمركية على وارداتها، نصفها مرتبط بشراء النفط الروسي. وتوعد الرئيس دونالد ترمب برفع الرسوم إلى 50%.
ورغم هذه التهديدات، استأنفت مصافي النفط الهندية الحكومية شراء النفط الروسي بعد توقف مؤقت، بينما أعربت موسكو عن ثقتها باستمرار التدفقات.
في المقابل، تظل أسعار النفط منخفضة نسبياً هذا العام، في ظل ضغوط إنتاج تحالف “أوبك+”، إضافة إلى السياسات التجارية الأمريكية التي أثارت قلقًا بشأن ضعف الطلب.
الذهب: استقرار مع ترقب سياسة الفائدة
من جانب آخر، استقر سعر الذهب قرب 3336 دولاراً للأونصة، وسط ترقب الأسواق لكلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في ندوة “جاكسون هول”.
وجاء هذا الاستقرار بعد بيانات قوية من قطاع التصنيع الأمريكي قلّصت من احتمالات خفض الفائدة الشهر المقبل، حيث انخفضت التوقعات من أكثر من 90% إلى نحو 73%.
فيما أكد مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي موقفهم المتشدد تجاه التضخم، مشيرين إلى عدم وجود مبرر قوي لخفض الفائدة حالياً.
ورغم هذا الاستقرار، لا يزال الذهب مرتفعاً بأكثر من 25% منذ بداية العام، بدعم من التوترات الجيوسياسية وعمليات شراء البنوك المركزية، ويُتوقع أن يشهد مزيداً من الصعود بحسب خبراء “يو بي إس غروب”.
المجر وسلوفاكيا تدين الهجمات الأوكرانية على خط “دروجبا” النفطي وتطالب بروكسل بحماية الإمدادات
أعلن بيتر سيارتو، وزير الخارجية والاقتصاد الخارجي في المجر، اليوم الجمعة، أن الهجمات الأوكرانية على خط أنابيب النفط “دروجبا” لا تضر روسيا بل تلحق الضرر بالمجر وسلوفاكيا، واصفاً هذه الهجمات بأنها “غير مقبولة”.
وأوضح سيارتو في منشور عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أن خط “دروجبا” يلعب دوراً أساسياً في تأمين الطاقة للمجر، مؤكداً أن توقف الإمدادات يجعل وصول النفط إلى البلاد أمراً مستحيلاً، وأن أي تهديد للبنية التحتية الحيوية لإمدادات الطاقة غير مقبول.
وأضاف أن على المفوضية الأوروبية اتخاذ إجراءات ضد الهجمات على هذا الخط، كما وعدت بدلاً من الصمت.
وأشار الوزير إلى أنه بالتعاون مع نظيره السلوفاكي يوراي بلانار، وجّه رسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس والمفوض الأوروبي للطاقة دان يورغنسن، طالبا فيها بـ”اتخاذ الإجراءات الموعودة لمنع أوكرانيا من مهاجمة خط الأنابيب المؤدي إلى المجر وسلوفاكيا”.
وأضاف سيارتو: “سيكون من الجيد أن تفهم بروكسل أخيراً أنها المفوضية الأوروبية، وليست المفوضية الأوكرانية”.
ويأتي هذا بعد توقف إمدادات النفط عبر خط “دروجبا” إلى المجر للمرة الثالثة نتيجة استهداف أوكراني جديد، بحسب تصريحات سيارتو. وسبق أن أعلنت وزيرة الاقتصاد السلوفاكية دينيسا ساكوفا تعرض الخط نفسه لاستهداف جديد مع احتمال توقف الضخ قريباً.
ويُذكر أن خط أنابيب “دروجبا” يبدأ من مدينة ألميتيفسك الروسية، ويمر عبر بريانسك قبل أن يتفرع إلى شمالي وجنوبي، حيث يمر الفرع الجنوبي عبر أوكرانيا في اتجاه المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، بينما يتجه الفرع الشمالي نحو بولندا وألمانيا. وتستمر الدول الواقعة على الفرع الجنوبي في تلقي النفط الروسي، بعد أن توقفت الإمدادات إلى بولندا في فبراير 2023 وإلى ألمانيا منذ بداية 2023.
الهند ترفض الادعاءات الأمريكية حول تمويل الصراع الأوكراني عبر شراء النفط الروسي
أعرب وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، اليوم الخميس، عن دهشته من التصريحات الأمريكية التي تزعم أن شراء النفط من روسيا يمول الصراع في أوكرانيا، مؤكداً أن هذه الادعاءات غير منطقية.
وقال جايشانكار خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: “نحن دولة يصرّح الأمريكيون عنها منذ سنوات بضرورة بذل كل ما في وسعهم لتحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية، بما في ذلك شراء النفط من روسيا، بالمناسبة، نشتري النفط أيضاً من أمريكا، وهذا الحجم آخذ في الازدياد. لذا، بصراحة، نحن في حيرة شديدة من منطق هذا الادعاء”.
وأضاف أن الصين هي أكبر مشترٍ للنفط الروسي، وأن الاتحاد الأوروبي يتجاوز الهند في شراء الغاز الطبيعي المسال الروسي، مشدداً على أن الهند ليست الدولة التي ستحقق أكبر نمو في التجارة مع روسيا بعد عام 2022.
كازاخستان تؤكد استمرار نقل النفط عبر خط “دروجبا” رغم المخاوف الأوروبية
أكدت وزارة الطاقة الكازاخستانية، اليوم الجمعة، أن نقل النفط الكازاخستاني عبر خط أنابيب “دروجبا” يسير بشكل طبيعي دون أي قيود، وذلك رداً على التقارير التي تحدثت عن تعليق الإمدادات إلى سلوفاكيا.
وقالت الوزارة، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن عمليات النقل عبر خط الأنابيب المحدد مستمرة بشكل اعتيادي، دون أي قيود على استلام النفط من الناقلين. يأتي هذا التأكيد بعد إعلان شركة “ترانس بترول” السلوفاكية المشغلة للخط، تعليق الإمدادات إلى سلوفاكيا يوم 21 أغسطس/آب الجاري، وسط مخاوف من تعرض الخط لهجوم جديد.
وكانت وزيرة الاقتصاد السلوفاكية دينيسا ساكوفا قد أعلنت سابقاً عن تعرض خط “دروجبا” لمحاولة هجوم، محذرة من احتمال توقف الضخ قريباً، فيما وصف وزير الخارجية السلوفاكي يوراي بلانار التهديد الذي يتعرض له أمن الطاقة بأنه غير مقبول.
وأشارت سلوفاكيا والمجر، في شكوى مشتركة تقدمتا بها إلى المفوضية الأوروبية، إلى أن هجمات القوات المسلحة الأوكرانية على الخط قد تؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط، مطالبتين بضمانات لأمن الإمدادات.
ويعد خط أنابيب “دروجبا” أحد أكبر أنظمة نقل النفط في العالم، وينقل النفط الروسي والكازاخستاني إلى أوروبا عبر مسارين رئيسيين. وتوقف الضخ عبر المسار الشمالي إلى بولندا وألمانيا عام 2023، بينما يواصل المسار الجنوبي العمل جزئياً لتزويد المجر وسلوفاكيا والتشيك، وتظل سلوفاكيا وهنغاريا من بين الدول الأوروبية القليلة التي تعتمد بشكل كبير على نفط “دروجبا”، مما يجعل أي تهديد لأمنه قضية حساسة على مستوى أمن الطاقة الإقليمي.





اترك تعليقاً