أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الأحد، أن “المتمردين دمروا السودان”، مشدداً على أن “التمرد في السودان لن تقوم له قائمة بعد اليوم”، وأن “السودانيين لن يقبلوا به ولا توجد قابلية للتعايش معهم مستقبلاً”.
في السياق، أعلنت “شبكة أطباء السودان” عن مقتل 13 شخصاً على الأقل، بينهم 5 أطفال و4 نساء و4 من كبار السن، في هجوم شنه عناصر من “قوات الدعم السريع” على طريق يربط بين الفاشر ومدينة طويلة في إقليم دارفور.
وأوضحت الشبكة أن الهجوم كان له دوافع عرقية، معتبرة أنه جزء من حملة “التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل”.
إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة وشركاؤها من الأمم المتحدة ودول الشرق الأوسط، الأطراف المتحاربة إلى الحفاظ على طرق إمداد المساعدات الإنسانية، وفق بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الأمريكية.
ووقع البيان كل من أمريكا، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وسويسرا، والإمارات العربية المتحدة، وجاء فيه أن تحالف “إيه إل بي إس” يطالب الأطراف برفع جميع العوائق البيروقراطية التي تعيق الأنشطة الإنسانية، والالتزام بالحفاظ على طرق الإمداد الرئيسية مفتوحة أمام القوافل والعاملين فيها، بما في ذلك من خلال فترات توقف إنسانية وترتيبات أخرى حسب الحاجة.
وشمل البيان دعوة الأطراف إلى تمديد معبر “أدري” على المدى الطويل، وإبرام اتفاقيات للاستخدام المتوقع والمستدام للطرق المؤدية إلى دارفور وكردفان، وفتح معابر إضافية من جنوب السودان، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، واستعادة خدمات الاتصالات، وحماية البنية التحتية الحيوية، خاصة في مجالات الطاقة والمياه والصحة.
كما دعا الموقعون إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتهدئة الأوضاع في شمال دارفور وكردفان لتمكين الجهات الفاعلة الإنسانية من إيصال المساعدات وتسهيل حركة المدنيين بعيداً عن مناطق النزاع.
هذا وتشهد البلاد تصاعداً في النزاع بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في أبريل 2023 في مناطق متفرقة، مع محاولات كل طرف السيطرة على مقار حيوية، وفق ما ذكرت مصادر محلية ودولية، ورغم الوساطات العربية والأفريقية والدولية، لم تتمكن أي جهة من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية في السودان.
الهلال الأحمر السوداني ينتشل أكثر من 4500 جثة لقوات الدعم السريع من طريق الصادرات
كشف الهلال الأحمر السوداني عن تنفيذ واحدة من أكبر عمليات الإزالة الإنسانية في البلاد، حيث انتشلت فرقه أكثر من 4500 جثة تابعة لقوات “الدعم السريع” بولاية شمال كردفان.
وتمت عملية انتشال الجثث على طريق الصادرات الغربي، الرابط بين مدينتي أم درمان والأبيض، حسبما أفادت مصادر مطلعة.
وأضافت المصادر أن غالبية هذه القوات قُتلت في ضربات جوية نفذها الجيش السوداني باستخدام الطيران الحربي والطائرات المسيرة على مواقع “الدعم السريع” في مناطق شمال كردفان المجاورة لولاية الخرطوم.
وأوضح مسؤولو الهلال الأحمر أن تراكم الجثث كان يشكل خطراً بيئياً وصحياً كبيراً على المجتمعات المحلية والمارة، مما دفع إلى هذه الخطوة الإنسانية العاجلة.
تفشي الكوليرا في دارفور.. 175 إصابة جديدة و5 وفيات خلال 24 ساعة
يشهد إقليم دارفور السوداني تفشياً مقلقاً للكوليرا، حيث سجلت السلطات الطبية 175 حالة إصابة جديدة و5 وفيات خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي الإصابات إلى 7955 حالة وعدد الوفيات إلى 335 حالة.
وتتركز أعلى معدلات الانتشار في منطقة الطويلة، التي سجلت 4688 إصابة و76 وفاة، مع وجود 76 حالة حالية في مراكز العزل، منها 46 حالة جديدة اليوم. وسجلت منطقة الروبية 249 إصابة و13 وفاة، منها 15 حالة جديدة اليوم.
وفي مناطق جبل مرة، سجلت قولو 1262 إصابة و51 وفاة، بينما سجلت جلدو 81 إصابة و9 وفيات، ونيرتيتي 71 إصابة و7 وفيات مع 9 حالات جديدة اليوم، وروكيرو 145 إصابة و11 وفاة، وفنقا 85 إصابة و3 وفيات.
وفي شرق جبل مرة، سجلت ديرا 149 إصابة و9 وفيات مع وجود 47 حالة في مراكز العزل، بينما سجلت دابو العمدة 17 إصابة و3 وفيات، في حين سجلت منطقة تيرتي جنوب جبل مرة 4 إصابات فقط.
أما مخيمات النازحين، فقد سجل مخيم سورتوني 59 إصابة و8 وفيات، ومخيم كلمة 435 إصابة و64 وفاة، ومخيم عطاش 208 إصابات و51 وفاة، ومخيم دريج 123 إصابة و4 وفيات.
وتم رصد تفشي المرض أيضاً في شرق دارفور، حيث سجلت منطقة خزان جديد 91 إصابة و18 وفاة، ومخيمي الحميدية والحصاحيصا في زالنجي 75 إصابة ووفاتين، ومخيم خمسة دقيق 3 إصابات ووفاة واحدة، ومنطقة أزوم غرب زالنجي 109 إصابات ووفاتين، بينما سجلت زالنجي نفسها 93 إصابة.
ويواجه القطاع الصحي تحديات كبيرة بسبب نقص المستلزمات الطبية ومراكز العزل، فيما تبذل المنظمات الإنسانية والمتطوعون جهوداً كبيرة للحد من انتشار المرض، الذي يشكل تهديداً صحياً وإنسانياً للسكان في المناطق المتأثرة بالحرب والنزوح.
الملاريا وحمى الضنك تهددان السودان وسط انهيار صحي شامل ونقص في الأدوية
في ظل الحرب المدمّرة التي تشهدها السودان منذ أكثر من عام، ومع انهيار البنية التحتية الصحية ونقص الأدوية، يواجه ملايين السودانيين خطرًا جديدًا لا يقل فتكًا عن النزاع المسلح: تفشي أمراض ينقلها البعوض، أبرزها الملاريا وحمى الضنك.
وبحسب وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، يسجّل السودان ما بين 2 إلى 3 ملايين إصابة بالملاريا سنويًا، مشيرًا إلى أن البلاد تحتل المركز الأول في عدد وفيات الملاريا على مستوى إقليم شرق المتوسط، وفق ما نقلته قناة “العربية”.
ووفقًا لاختصاصية الأوبئة د. أديبة إبراهيم السيد، تم تسجيل 1846 إصابة مؤكدة بالملاريا و321 وفاة خلال أسابيع قليلة، وسط توقعات بأرقام أعلى بكثير بسبب غياب خدمات التشخيص، بينما أعلنت وزارة الصحة عن 723 إصابة جديدة بحمى الضنك ووفاتين في أسبوع واحد، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 6180 حالة و9 وفيات منذ بداية العام.
وتُفاقم أزمة النزوح من خطر تفشي الأوبئة، حيث يعاني ملايين النازحين من غياب المياه النظيفة والصرف الصحي، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي، الذي حوّل الليالي في الخرطوم والمناطق المجا






اترك تعليقاً