أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العاصمة واشنطن أصبحت خالية من الجريمة خلال 14 يوماً فقط، موجة جدل واسعة على المستويين السياسي والشعبي، إذ ربط العديد من النقاد هذا الإعلان بتوسيع صلاحيات الحكومة الفيدرالية على حساب الحريات المدنية.
وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال”: “منذ أن توليت الأمر، أصبحت واشنطن خلال 14 يوماً منطقة خالية من الجريمة، أسرع بكثير مما كان مخططاً له”.
وأضاف أن معدل سرقة السيارات في العاصمة انخفض بنسبة 87٪ خلال هذه الفترة، مؤكداً أن الإجراءات التي اتخذتها إدارته كانت فعّالة وسريعة.
لكن هذه التصريحات لم تلقَ ترحيباً من الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي أعرب عن قلقه الشديد من ما وصفه بـ”العسكرة والاتحادية في عمل الشرطة”.
وقال أوباما في منشور على منصة “إكس” إنه “عندما تتآكل المبادئ الأساسية مثل الإجراءات القانونية الواجبة، ويزداد استخدام الجيش والشرطة الاتحادية في المدن، فإن ذلك يهدد حريات جميع الأمريكيين”.
واعتبر أوباما أن حملة الاعتقالات الواسعة ضد المهاجرين والمجرمين، التي تشنها إدارة ترامب، تشير إلى اتجاه خطير نحو الانزلاق نحو الاستبداد.
في السياق، في مؤتمر صحفي حاشد في ساكرامنتو، شن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، هجومًا لاذعًا على جهود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنقل الحرس الوطني والشرطة الفيدرالية إلى المدن التي تحكمها الولايات الديمقراطية، بحجة مكافحة الجريمة.
ونيوسوم، الذي يُعتبر من أبرز الشخصيات الديمقراطية في الولايات المتحدة، عرض لافتات تُظهر أن معدلات الجريمة في بعض الولايات التي يقودها الجمهوريون، مثل لويزيانا وميزيسيبي، أعلى بكثير من نظيراتها في كاليفورنيا.
ووفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لعام 2023، فإن معدل القتل في لويزيانا بلغ 19.3 لكل 100,000 نسمة، بينما كان في كاليفورنيا 5.1 فقط.
وأشار نيوسوم إلى أن هذه الإحصائيات تُظهر أن الجريمة أكثر انتشارًا في الولايات الحمراء، مما يُثير تساؤلات حول دوافع ترامب السياسية.
وانتقد نيوسوم أيضًا استخدام ترامب للقوات العسكرية في المدن الأمريكية، معتبرًا أن ذلك يُمثل “عسكرة” للمدن ويُقوض الديمقراطية.
وقال: “إذا كان الرئيس صادقًا بشأن قضية الجريمة والعنف، فلا شك في ذهني أنه سيرسل القوات على الأرجح إلى لويزيانا ومسيسيبي لمعالجة موجة العنف التي لا تعقل والتي لا تزال تمثل بلاء لتلك الولايات”.
في المقابل، دافع البيت الأبيض عن سياسة ترامب، مُتهمًا الديمقراطيين بالتساهل في مواجهة الجريمة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن “نهج الرئيس ترامب في فرض القانون والنظام يعمل، وفي غضون أسابيع قليلة، قام ترامب بما لم يفعله الديمقراطيون في 50 عامًا”.
من جانبه، حذر نيوسوم من أن نشر القوات العسكرية في المدن الأمريكية دون موافقة حكام الولايات يُمثل تهديدًا خطيرًا للسلطة التنفيذية للحكام ويُقوض الديمقراطية.
وأضاف: “هذا البلد بحاجة إلى الاستيقاظ على ما يجري – ليس فقط الميول الاستبدادية ولكن الإجراءات الاستبدادية من قبل هذا الرئيس”.
وفي خطوة رمزية، وقع نيوسوم مع 18 حاكمًا ديمقراطيًا آخر بيانًا مشتركًا يُدين تدخل الحكومة الفيدرالية في شؤون الولايات، ويُطالب بوقف عسكرة المدن الأمريكية.
وأكد البيان أن “محاولات الرئيس لنقل الحرس الوطني دون طلب وموافقة حكام الولايات تُعتبر انتهاكًا صارخًا للسلطة التنفيذية للحكام وتُهدد الديمقراطية الأمريكية”.
يُذكر أن ترامب كان قد نشر الحرس الوطني والشرطة الفيدرالية في لوس أنجلوس في يونيو الماضي لتهدئة الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة، وهو ما أثار جدلاً قانونيًا حول دستورية هذا الإجراء. من المتوقع أن يصدر القضاء الأمريكي قريبًا حكمًا في هذه القضية، مما قد يُحدد مستقبل استخدام القوات العسكرية في المدن الأمريكية.
هذا التوتر بين نيوسوم وترامب يُسلط الضوء على الانقسام العميق بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، خاصة في قضايا الأمن الداخلي وحقوق الولايات، وتُعتبر هذه المواجهة جزءًا من الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2028، حيث يُتوقع أن يكون نيوسوم مرشحًا بارزًا عن الحزب الديمقراطي.
فانس: المهاجرون غير الشرعيين السبب الجذري لمشاكل الولايات المتحدة الحالية
أعلن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن التدفق الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة أصبح أحد الأسباب الجذرية للمشاكل الراهنة في البلاد.
وخلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال فانس رداً على سؤال حول المشكلة الجذرية الواحدة التي يود حلها: “ربما تكون مشكلة الهجرة، من الصعب جداً الشعور بالانتماء إلى بلد ما عندما تجلب السلطات عشرات الملايين من الأشخاص غير المدعوين، هذا يؤثر سلباً على أجور الطبقة العاملة، ويزيد من الجريمة وانتشار المخدرات”.
وأشار فانس إلى أن مشكلة مماثلة موجودة في أوروبا، مضيفاً أن ما يحدث هناك يؤثر على الولايات المتحدة والعكس صحيح، داعياً إلى إعادة النظر في سياسة الحدود المفتوحة والرقابة.
وأضاف: “أعتقد أن الرئيس دونالد ترامب أظهر أنه إذا أغلقنا الحدود ومنحنا حرية التعبير، يمكننا شحن الدول بالطاقة”، كما انتقد بعض القادة الأوروبيين لممارسة الرقابة على مواطنيهم بدلاً من مناقشة الأفكار.
ويؤكد الرئيس ترامب دعمه للتشدد في سياسة الهجرة، مع وعده بضمان تنفيذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة.






اترك تعليقاً