أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قطر تمثل “حليفًا كبيرًا للولايات المتحدة”، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون إسرائيل والآخرون حذرين في التعامل معها.
وقال ترامب: “قطر حليف رائع للولايات المتحدة”، مضيفًا أن “طريقة مواجهة حركة حماس تعود لإسرائيل، لكنها عليها أن تكون حذرة”.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل إلى ضرورة أن تتوخى أقصى الحذر في إجراءاتها المتعلقة لدولة قطر.
ووجه الرئيس ترامب يوم أمس الأحد، كلمة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا إنه يريد “أن يكونوا حذرين للغاية”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين من قاعدة موريستاون الجوية: “يجب أن يتخذوا إجراء بشأن (حركة) حماس، لكن قطر كانت دائما حليفا ثابتا للولايات المتحدة”.
رسائل أمريكية وإسرائيلية لدول الخليج قبيل قمة الدوحة: التركيز على إيران وحماس
قبل ساعات من انطلاق قمة الدوحة، وجّه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسائل واضحة لدول الخليج، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في تل أبيب.
روبيو أكد على متانة العلاقات الأمريكية مع دول الخليج، مشيراً إلى تواصل مستمر بين واشنطن وحلفائها في المنطقة، وشدد على التزام الولايات المتحدة بأمن الشرق الأوسط.
وقال إن “الصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز السلام لتشمل مجالات التكنولوجيا والاقتصاد”، مضيفاً أن حماس تمثل تهديداً يجب مواجهته، ومؤكداً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ملتزم بهذا المسار.
كما حذر من خطر امتلاك إيران لصواريخ بعيدة المدى وسلاح نووي، معتبراً أن ذلك يُهدد استقرار المنطقة وأوروبا، داعياً إلى تشديد العقوبات الدولية على طهران. وأوضح أن تحسين أوضاع سكان غزة لا يمكن أن يتحقق إلا بـ”إنهاء قدرات حماس العسكرية”.
من جانبه، شدد نتنياهو على متانة التحالف بين واشنطن وتل أبيب، معتبراً أن قصف منشآت إيرانية نووية كان “قراراً حكيماً”، وأكد أن الهجمات على قادة من حركة حماس في قطر نُفذت بقرار إسرائيلي مستقل. وأوضح أن حكومته ملتزمة بإعادة الرهائن من غزة، مضيفاً أن هزيمة حماس “مسألة وقت”.
كما أشار إلى أن إسرائيل لن تسمح بتحوّل غزة إلى مصدر دائم للتهديد، وانتقد بعض الحكومات التي “ترضخ لضغوط داخلية”، مؤكداً في الوقت ذاته على دور قطر المحتمل في التوصل إلى تسوية بشأن غزة.
قمة عربية إسلامية استثنائية في الدوحة
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة اليوم الاثنين قمة عربية إسلامية استثنائية، لبحث التطورات في المنطقة والهجمات الإسرائيلية التي استهدفت دولًا عدة، كان آخرها الهجوم على الدوحة الذي يتصدر جدول أعمال القمة.
وقبل القمة، عُقد اجتماع تحضيري لوزراء خارجية وممثلين عن 57 دولة عربية وإسلامية، حيث أكدت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن “رسالة القمة تؤكد التضامن مع قطر من العالمين العربي والإسلامي في مواجهة الهجوم الإسرائيلي”.
وطالب وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المجتمع الدولي بمعاقبة إسرائيل على جرائمها في المنطقة، مؤكدًا استمرار جهود الدوحة للوساطة مع مصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة.
مسودة البيان الختامي للقمة
تتضمن مسودة البيان التشديد على أن استمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية يقوض فرص السلام ويهدد الاتفاقات القائمة والمستقبلية مع إسرائيل، ويرفض التهديدات الإسرائيلية المتكررة لاستهداف قطر أو أي دولة عربية أو إسلامية أخرى.
كما تؤكد أن العدوان الإسرائيلي على قطر يستهدف تقويض الوساطات الرامية لوقف العدوان على غزة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن القمة تؤكد أن قطر ليست وحدها، وأن الدول العربية والإسلامية تقف إلى جانبها.
ردود الفعل القطرية
أكد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات لحماية أمنها وسيادتها تجاه الهجوم الإسرائيلي الغادر.
ووصف رئيس الوزراء القطري الهجوم بأنه “إرهاب دولة” يعبر عن غطرسة وانتهاك واضح لسيادة دولة، ويشكل تصعيدًا خطيرًا يهدد السلم والاستقرار الإقليمي، ويقوض جهود التهدئة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي استهدف مناطق سكنية ومدارس وبعثات دبلوماسية، وأدى إلى مقتل عنصر أمني قطري وسقوط ضحايا مدنيين.
كما أكد وزير الخارجية القطري أن الهجوم يمثل استمرارًا لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ويشكل تهديدًا لأمن المنطقة ويخرق الشرعية الدولية.
نتنياهو: الهجوم على قادة حماس في الدوحة قرار إسرائيلي بالكامل ولا حصانة لهم في أي مكان
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، أن الهجوم الذي استهدف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة كان “قرارًا إسرائيليًا بالكامل”، مشددًا على أن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن العملية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في القدس مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قال نتنياهو: “لا أستبعد شن مزيد من الضربات ضد قادة حماس أينما كانوا. لا حصانة لهم في أي دولة”.
وأضاف: “العملية في الدوحة رسالة واضحة للإرهابيين: يمكنكم الاختباء، لكن لا يمكنكم الهروب”.
ورغم إعلان حركة حماس نجاة قادتها البارزين من الهجوم، أشار نتنياهو إلى أن “التقارير النهائية بشأن نتائج الغارات لم تكتمل بعد”، مؤكدًا أنه لا يمكن وصف العملية بأنها فشلت.
وانتقد نتنياهو ما وصفه بـ”النفاق الدولي” في إدانة إسرائيل على خلفية الهجوم، قائلاً: “نرفض المعايير المزدوجة.. إسرائيل تدافع عن نفسها أمام تهديد إرهابي مستمر”.
وفي سياق متصل، أشاد نتنياهو بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهاجمة إيران في يونيو الماضي، واعتبره “رسالة قوية بأن واشنطن ستدافع عن نفسها وعن حلفائها”، مضيفًا أن “التحالف الأميركي-الإسرائيلي في أفضل حالاته اليوم، وترامب صديق عظيم لإسرائيل”.
الرئيس الإيراني يدعو الدول الإسلامية لقطع علاقاتها مع إسرائيل قبيل قمة طارئة في قطر
دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، الدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، في خطوة تعكس تصاعد التوترات بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مسؤولين من حركة حماس الأسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال بزشكيان قبيل مغادرته إلى قطر لحضور القمة الطارئة التي دعت إليها الدول العربية والإسلامية لمناقشة الرد على الهجوم، إن الدول الإسلامية بإمكانها أن “تقطع علاقاتها مع هذا الكيان الزائف وتحافظ على وحدتها وتماسكها قدر الإمكان”.
وعبر الرئيس الإيراني عن أمله في أن “تتوصل القمة إلى نتيجة” بشأن اتخاذ إجراءات مشتركة ضد إسرائيل، معتبراً أن الكيان الإسرائيلي لا يحترم القانون الدولي ولا يعترف بأي إطار قانوني، وأنه قام بعدة اعتداءات على دول إسلامية في المنطقة.
وأشار بزشكيان إلى أن إسرائيل “تفعل ما تشاء بدعم من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية”، محذراً من أن استمرار هذا الدعم يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
وزير خارجية إيران من الدوحة: جئت برسالة واضحة ضد “الآفة التي تروع المنطقة”
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة تحمل رسالة واضحة من الشعب الإيراني مفادها الوقوف إلى جانب قطر في وجه الممارسات الإسرائيلية.
وكتب عراقجي على منصة “إكس”: “جئت إلى الدوحة برسالة واضحة من الشعب الإيراني بأن إيران تقف إلى جانب قطر وجميع الإخوة والأخوات المسلمين ضد الآفة التي تروع المنطقة”.
وقد أرفق منشوره بصورة من لقائه برئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بالتزامن مع القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة لبحث الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قياديين في حركة “حماس”.
الإعلام العبري: المخابرات المصرية وجهت رسالة تحذير لإسرائيل بعد ضرب قطر
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن جهاز المخابرات العامة المصرية وجّه رسالة تحذيرية صريحة وخطيرة إلى كل من تل أبيب وواشنطن، رداً على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركز قيادة لحركة حماس في الدوحة.
ودفعت هذه الضربة القاهرة إلى اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة لحماية المسؤولين الفلسطينيين المقيمين على أراضيها، بمن فيهم قادة حماس والجهاد الإسلامي الذين أُفرج عنهم في صفقات تبادل أسرى سابقة وتم نقلهم لاحقاً إلى مصر بموجب ترتيبات إقامة خاصة.
ووفقًا لمصادر فلسطينية تحدثت مع موقع الصحيفة العبرية “واي نت”، فقد عززت أجهزة المخابرات المصرية في الأيام الأخيرة من حماية كبار قادة الفصائل الفلسطينية، أبرزهم زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إلى جانب مسؤولين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذين نقلوا أنشطتهم القيادية مؤخراً إلى القاهرة وأصبحوا تحت الحماية المباشرة للمخابرات المصرية.
ويمثل هذا التطور تحولًا جذريًا في السياسة المصرية، من وسيط محايد نسبيًا في الملف الفلسطيني إلى دولة مضيفة توفر غطاءً أمنياً وملجأً آمنًا لقادة الفصائل المسلحة، وهو دور كان يُنسب سابقًا إلى دمشق وطهران.
ويُعد النخالة (72 عامًا)، المولود في خان يونس بغزة، من أبرز الشخصيات الفلسطينية تأثيرًا، وقد شغل منصب الأمين العام للجهاد الإسلامي منذ عام 2018، بعد وفاة سلفه رمضان شلح، وكان قد اعتقلته إسرائيل عام 1971 وحُكم عليه بالسجن المؤبد لانتمائه لجبهة التحرير العربية، وأُطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى عام 1985، ليُعيّن لاحقًا من قبل فتحي الشقاقي لتأسيس الجناح العسكري للحركة “سرايا القدس”.
وأُعيد اعتقاله عام 1988 لدوره في قيادة الانتفاضة الأولى، ثم رُحّل إلى لبنان حيث عزز تحالفاته مع إيران وحزب الله، ليصبح مهندسًا رئيسيًا للعلاقات الاستراتيجية بين طهران والفصائل الفلسطينية، وتصنفه إسرائيل اليوم كثالث أهم هدف للاغتيال بعد قادة حماس، كما أدرجته الولايات المتحدة على قائمة “الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص”، وعرضت مكافأة مالية ضخمة مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
“مصيرية ولن تكون مشابهة للقمم السابقة”.. الإعلام القطري يعلق على قمة الدوحة الطارئة
تسلط الصحف القطرية الضوء على القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تعقد في الدوحة، مؤكدة أنها تمثل لحظة مفصلية تستدعي توحيد الصف العربي والإسلامي لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية وانتهاكات سيادة الدول.
أبرز تعليقات الصحف:
- صحيفة الوطن اعتبرت القمة “قمة المصير العربي”، وقالت إنها ليست قمة تقليدية أو مشابهة للقمم السابقة، بل تمثل نقطة تحول استراتيجية تتطلب نقاشًا حاسمًا وقرارات واضحة لمواجهة التحديات الراهنة.
- صحيفة الشرق وصفت القمة بأنها “تاريخية”، مشيرة إلى أن انعقادها يأتي وسط أوسع موجة تضامن عربية وإسلامية ودولية، من عواصم القرار العالمي إلى مجلس الأمن، في رد على الهجوم الإسرائيلي، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ موقف قوي لردع إسرائيل ومنعها من زعزعة استقرار المنطقة.
- صحيفة الراية شددت على أن شعوب المنطقة تتطلع إلى قمة الدوحة لتأكيد التضامن مع قطر، وتوحيد الصف العربي لوقف استباحة السيادة والكرامة، ودعت إلى قرارات حاسمة لوضع استراتيجية عربية موحدة سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وعسكريًا، مع وقف التعاون مع إسرائيل.
- صحيفة البننسولا (بالإنجليزية) رأت أن الهجوم على مقر حماس في الدوحة كان اعتداءً على مبدأ الوساطة والدبلوماسية، وأكدت أن القمة ستناقش الخطوات اللازمة لمنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من التوتر، بالإضافة إلى دعم قطر في إجراءاتها للحفاظ على سيادتها.






اترك تعليقاً