قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، مشددًا: “لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية سواء تحدثت مع نتنياهو بشأن ذلك أم لا”، في موقف لافت يتزامن مع تصاعد الحديث عن خطوات إسرائيلية أحادية الجانب تجاه الأراضي الفلسطينية.
وأوضح ترامب أنه أجرى محادثات “جيدة جداً” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الوضع المتدهور في قطاع غزة، دون أن يوضح ما إذا كانت قضية الضفة الغربية حاضرة ضمن تلك المحادثات.
تأتي تصريحات ترامب بعد تقارير نشرها موقع “أكسيوس” تشير إلى نقاشات داخل الإدارة الأمريكية حول إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، خاصة بعد اعتراف عدة دول غربية بدولة فلسطين.
ووفقًا للموقع، ناقش وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هذه الفكرة خلال زيارته إلى تل أبيب، ما أظهر تباينًا في المواقف داخل الإدارة بين مؤيدين ومعارضين لهذه الخطوة المثيرة للجدل.طط
تحذير عربي واضح
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن الدول العربية والإسلامية وجهت إلى ترامب رسالة تحذيرية واضحة بشأن “العواقب الوخيمة” لأي تحرك إسرائيلي نحو ضم الضفة الغربية.
وقال بن فرحان من نيويورك، حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن “الضم سيقوّض ليس فقط فرص السلام في غزة، بل أي سلام دائم في المنطقة ككل”، مؤكدًا أن “الرئيس الأمريكي فهم الرسالة جيدًا”.
إسرائيل ماضية في مساعي الضم
رغم الموقف الأمريكي المعلن، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عزمه المضي قدمًا في خطة لضم نحو 82% من أراضي الضفة الغربية، داعيًا رئيس الوزراء نتنياهو إلى “قرار تاريخي” بفرض السيادة الإسرائيلية على أراضي “يهودا والسامرة”، الاسم التوراتي الذي تستخدمه إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية.
واعتبر سموتريتش أن منع قيام دولة فلسطينية هو الهدف السياسي للسيادة، وهدد السلطة الفلسطينية بتدميرها في حال “تهديدها” لإسرائيل، في تصعيد حاد يعكس اتجاهًا متشددًا داخل الحكومة الإسرائيلية.
وتثير هذه التحركات مخاوف متزايدة من انهيار الاتفاقيات الإقليمية، خاصة اتفاقيات أبراهام، إلى جانب تهديد التحالفات الغربية مع دول المنطقة.
ووفقًا لمراقبين، فإن أي قرار ضم أحادي الجانب من شأنه أن يُحدث تغييرًا جذريًا في المعادلات السياسية في الشرق الأوسط، ويؤدي إلى موجة جديدة من العنف والاضطرابات.
التوجه نحو مبادرة سلام جديدة؟
تأتي هذه التطورات بينما يعمل فريق ترامب على بلورة مبادرة سلام جديدة من 21 نقطة، كجزء من محاولة لإنهاء الحرب في غزة، وقد تم مناقشتها مع عدد من القادة العرب والمسلمين في نيويورك.
ورغم أن تفاصيل الخطة لم تُكشف بعد، إلا أن مصدرًا دبلوماسيًا أشار إلى أنها تركز على “إنهاء الصراع الطويل الأمد”، ولكن محللين يشككون في إمكانية نجاحها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وغياب موقف دولي موحد من قضايا الضم والاحتلال.





اترك تعليقاً