كشفت وسائل إعلام أمريكية أن مسؤولين عسكريين في واشنطن يضعون خططًا لشن ضربات جوية تستهدف مهربي المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية، في خطوة قد تمثل تصعيدًا عسكريًا جديدًا ضد حكومة نيكولاس مادورو.
ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن أربعة مصادر مطلعة، بينهم مسؤولان أمريكيان مشاركان في التخطيط، أن الرئيس دونالد ترامب لم يمنح بعد الضوء الأخضر لهذه العمليات، غير أن النقاشات تشمل استخدام طائرات مسيّرة لضرب قادة جماعات التهريب ومختبرات تصنيع المخدرات.
وأوضحت المصادر أن هذا التوجه جاء نتيجة قناعة الإدارة الأمريكية بأن مادورو لم يتخذ إجراءات كافية لوقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن ترامب أبدى استعدادًا لاستخدام “كل عناصر القوة الأمريكية” من أجل وقف تدفق المخدرات وجلب المسؤولين عنها إلى العدالة، فيما رفض البنتاغون التعليق على المعلومات.
إلى ذلك، دعت فنزويلا، في الأمم المتحدة، إلى التضامن الدولي لمواجهة ما وصفته بـ”التهديد” الذي تمثله الولايات المتحدة بعد استهداف الأخيرة قوارب يشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات.
وقال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل بينتو، في كلمة أمام الجمعية العامة: “بما أنهم لا يستطيعون اتهام فنزويلا بامتلاك أسلحة دمار شامل أو أسلحة نووية، فإنهم يختلقون أكاذيب مبتذلة ومنحرفة لا يصدقها أحد، لا في الولايات المتحدة ولا في العالم، لتبرير تهديد عسكري وحشي ومكلف وغير أخلاقي بمليارات الدولارات”.
وأضاف خيل بينتو: “نود أن نشكر حكومات وشعوب العالم، بما في ذلك شعب الولايات المتحدة، على إدانة هذه المحاولة لشن الحرب”، مؤكداً موقف فنزويلا الرافض لأي تهديدات عسكرية خارج إطار القانون الدولي.
إلى ذلك، اتهم الممثل الدائم لفنزويلا لدى الأمم المتحدة في جنيف، ألكسندر غابرييل يانيز ديلوز، الولايات المتحدة بمحاولة تغيير المسار السياسي لفنزويلا تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات، مؤكداً أن الحجج الأمريكية مضللة وتناقضها الإحصاءات الرسمية.
وقال ديلوز لوكالة “سبوتنيك” إن جميع تقارير الأمم المتحدة منذ عام 1999 تشير إلى أن فنزويلا خالية من كارتلات المخدرات، ولا تمارس غسيل الأموال، ولا تُعتبر دولةً تُفرط في تعاطي المخدرات.
وأضاف: “5% فقط من المخدرات التي تصل إلى الولايات المتحدة تمر عبر الكاريبي، بينما 87% تدخل عبر المحيط الهادئ، لكننا لا نرى أي إجراءات هناك”.
واعتبر ديلوز أن العقوبات الأحادية الجانب تُضاهي في تأثيرها الحرب التقليدية، مضيفاً أنها تؤدي إلى خسائر في الأرواح، وتدمير للبنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، وزيادة الهجرة ونقص المواد الغذائية، واصفاً العقوبات بأنها وسيلة للسيطرة على الموارد الطبيعية لفنزويلا.
وأشار إلى أن العقوبات أثرت سلباً على التجارة الفنزويلية مع دول أخرى، بما في ذلك روسيا، مؤكداً أن بلاده ستستخدم جميع السبل الدبلوماسية لتجنب أي مواجهة عسكرية في خليج الكاريبي، في وقت تدرس فيه الولايات المتحدة خيارات لضرب أهداف مرتبطة بالمخدرات داخل فنزويلا.
لافروف يؤكد رفض استخدام القوة ضد فنزويلا ويشدد على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وكاراكاس
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أكد خلال لقائه نظيره الفنزويلي إيفان جيل في نيويورك، رفض موسكو القاطع لاستخدام الضغط القسري أو القوة ضد الدول ذات السيادة، مشددًا على تضامن بلاده مع فنزويلا في مواجهة التهديدات الخارجية ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية.
وأوضحت الخارجية الروسية أن الجانبين اتفقا على نهج مشترك تجاه معظم القضايا المدرجة على جدول أعمال المجتمع الدولي، وناقشا خطوات لتعميق تنسيق السياسة الخارجية داخل المحافل متعددة الأطراف، خاصة مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار الوزيران إلى التطور الديناميكي للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مع الاتفاق على تعزيز الحوار السياسي وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والعلمي والتقني، إلى جانب توسيع التبادلات الثقافية والإنسانية والتعليمية.






اترك تعليقاً