شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت 27 سبتمبر 2025، مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف الإسرائيليين، للمطالبة بإنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين، وذلك تزامناً مع اقتراب اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.
وتجمّع المتظاهرون في ساحة المتحف المعروفة بـ”ساحة الرهائن”، حيث رفعوا لافتات كبيرة كُتب على إحداها: “جميع الرهائن، أعيدوهم إلى ديارهم الآن”، وجاءت المظاهرة في وقت بلغ فيه عدد أيام الحرب 722 يوماً، منذ انطلاقها في أكتوبر 2023.
وشارك في الاحتجاج عائلات عدد من الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الذين طالبوا الحكومة باتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الأزمة الإنسانية والرهائن.
نداءات مؤثرة من عائلات الأسرى
ليشاي ميران لافي، زوجة الأسير الإسرائيلي أومري ميران، قالت خلال التجمع: “الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنع الانزلاق إلى الهاوية هو اتفاق كامل وشامل ينهي الحرب ويعيد جميع الرهائن والجنود إلى ديارهم”.
كما توجهت بنداء مباشر إلى الرئيس الأميركي، طالبةً منه استخدام نفوذه للضغط على نتنياهو، وأضافت: “إطالة أمد هذه الحرب لن تؤدي إلا إلى تعريض أومري والرهائن الآخرين لخطر أكبر”.
رونين أوهل، شقيق الأسير ألون أوهل، تحدث أيضاً من المنصة داعياً نتنياهو إلى اتخاذ قرار جريء: “لا رسائل، لا بيانات، لا تأخير… هناك فرصة الآن، وهناك وقت يمكنك فيه أن تختار أن تكون قائداً”.
في المقابل، أصدر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تحذيراً صريحاً إلى نتنياهو، في منشور على منصة “إكس”، قائلاً: “سيدي رئيس الحكومة، ليس لديك تفويض لإنهاء الحرب من دون هزيمة كاملة لحماس”.
ويُعرف بن غفير بمواقفه المتشددة، وقد سبق أن هدد بإسقاط الحكومة في حال التوجه نحو اتفاق تهدئة أو وقف لإطلاق النار دون شروط إسرائيلية.
واشنطن بوست تكشف تفاصيل المبادرة الأمريكية
في سياق متصل، كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمبادرة الأمريكية لوقف الحرب. وبحسب الصحيفة، يتضمن المقترح الأمريكي وقفاً فورياً لجميع العمليات العسكرية في غزة، كخطوة أولى نحو إنهاء الحرب.
وأعلن ترامب في تصريحات السبت أن “هناك نوايا حسنة أكثر من أي وقت مضى”، مؤكداً: “الجميع متحمس لتجاوز هذه الفترة العصيبة… وشرف لي أن أكون جزءاً من هذه المفاوضات بشأن غزة”.
وتستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023، وقد تسببت في دمار واسع النطاق داخل القطاع، ونزوح أغلب سكانه نحو الجنوب، وسط أزمة إنسانية خانقة ونقص حاد في الغذاء والدواء.
ورغم تعدد المبادرات والمفاوضات، فإن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال معطلاً، في ظل التباين الحاد في المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية، والانقسام الداخلي المتزايد بشأن جدوى استمرار الحرب.






اترك تعليقاً