ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، كلمته في الجلسة العامة الثانية والعشرين لمنتدى “فالداي” الدولي للحوار في سوتشي، مسلطًا الضوء على التغيرات العالمية السريعة، ودور روسيا المحوري في الأمن والاستقرار الدولي، والمخاطر المرتبطة بالهيمنة الغربية.
وأشار بوتين إلى أن العالم يشهد تحولات متسارعة، وأن انهيار الهيمنة الغربية مسألة وقت، معربًا عن استعداد روسيا للتعامل مع جميع الاحتمالات. وأكد أن التعددية القطبية نتجت عن محاولات الغرب الحفاظ على هيمنته، وأن أي حلول عالمية ممكنة فقط على أساس الاتفاقات والتعاون المشترك، مع التأكيد على أن روسيا لا يمكن هزيمتها استراتيجياً.
كما أكد بوتين أن روسيا كانت مستعدة للانضمام إلى “الناتو” مرتين، لكنها قوبلت بالرفض، وأن جميع محاولات الغرب لإملاء إرادته على الدول الأخرى باءت بالفشل. وأضاف أن روسيا تواجه العديد من العقوبات الغربية التي لم تحقق أي نتائج، وأنها أظهرت فعالية كبيرة في مواجهة التحديات غير المسبوقة.
وتطرق بوتين إلى الوضع في أوكرانيا، مشددًا على أن الفشل في إنهاء الصراع يقع بالدرجة الأولى على أوروبا، وأن الغرب لا يشعر بالأسف للشعب الأوكراني. واعتبر أن النزاع أصبح أداة لتوسيع سيطرة الدول الغربية وجني الأرباح، مؤكدًا أن رغبة كل دولة في ضمان أمنها مشروعة، سواء كانت روسيا أو أوكرانيا.
وبخصوص الشرق الأوسط، اعتبر بوتين أن الوضع متدهور وأن الغرب فشل في تقديم حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مؤكدًا ضرورة إصلاح الأمم المتحدة واستخدامها بشكل أفضل لحل النزاعات الدولية عبر التعددية القطبية والدبلوماسية الكلاسيكية.
كما تناول بوتين التطورات العسكرية، مؤكدًا تطوير روسيا لأنظمة الاستطلاع والحرب الإلكترونية، وتعزيز التعاون مع دول بريكس ومنظمة شنغهاي، مع الحفاظ على القدرات العسكرية التقليدية والروح البطولية للجندي الروسي.
وأشار بوتين إلى أن التواصل مع الإدارة الأمريكية الحالية أظهر بعض النتائج الإيجابية، رغم وجود خلافات مستمرة، مؤكدًا على حق روسيا في حماية مصالحها الوطنية بالتوازي مع مصالح الآخرين.
الكرملين: مصادرة الأصول الروسية لن تمر دون ردّ
أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، أن المصادرة المحتملة للأصول الروسية لن تمر دون رد من موسكو، مشدداً على أن روسيا ستضمن حماية مصالحها ومحاسبة المسؤولين عن هذه الإجراءات القانونية.
وأضاف أن الأمر يشبه عصابة، حيث يراقب البعض ويسرق آخرون، في إشارة إلى الإجراءات الأوروبية، مثل موقف بلجيكا.
وأشار بيسكوف إلى أن الولايات المتحدة تتبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا باستمرار، وأن هذه المعلومات تُستخدم ضمن البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي لنقل المعلومات إلى كييف.
وحول احتمال نقل صواريخ “توماهوك” الأمريكية إلى أوكرانيا، أكد بيسكوف أن روسيا سترد بشكل مناسب.
وأوضح المتحدث أن الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة مستمرة عبر القنوات الدبلوماسية، وأن الحوار قائم بشكل عام.
يأتي ذلك في وقت اقترح فيه المستشار الألماني فريدريش ميرتس منح أوكرانيا قرضاً دون فوائد بقيمة نحو 140 مليار يورو باستخدام الأصول الروسية المجمدة، فيما اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنشاء “قرض تعويضات” لتمويل أوكرانيا باستخدام عائدات هذه الأصول، على أن تدفع روسيا التعويض لاحقاً.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع جمّدوا ما يقارب نصف احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي بعد بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي بلغت نحو 300 مليار يورو، ويحتفظ الاتحاد الأوروبي بأكثر من 200 مليار يورو من هذه الأصول في حسابات لدى يوروكلير البلجيكي.
من جانبه، أشار المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إلى أن نقل صواريخ “توماهوك” الأمريكية إلى أوكرانيا لن يغير الوضع في ساحة المعركة، مؤكداً أن روسيا ستتخذ الرد المناسب، في حين أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن هذه التصريحات الأمريكية جاءت نتيجة ضغوط أوروبية.
تقارير غربية أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سمح لأجهزة الاستخبارات والبنتاغون بتزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لتنفيذ ضربات في عمق روسيا ضد منشآت البنية التحتية للطاقة.
وذكر خبراء بريطانيون أن أوروبا قد تتخذ قرارات نهائية بشأن الأصول الروسية المجمدة في الأيام المقبلة.
أوربان يحذر: اقتراحات الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا قد تؤدي إلى صراع واسع
أكد رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، أن دول الاتحاد الأوروبي تسعى لإشعال صراع في أوكرانيا، كما يتضح من مقترحاتها خلال قمة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن.
وقال أوربان عبر منصة “إكس” إن هناك مقترحات معلنة لدعم الحرب تشمل تحويل أموال الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا وتسريع انضمامها باستخدام “شتى أنواع الحيل القانونية”، إضافة إلى تمويل إمدادات الأسلحة، مشيراً إلى أن هذه الخطوات تعكس رغبة الاتحاد في إشعال صراع مسلح.
وأضاف أن الأشهر المقبلة ستكون مهددة بالحرب، مؤكداً أن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي ستطيل أمد النزاع، وهو ما ترفضه المجر رفضاً قاطعاً.
وفي خطوة عملية، أعلن أوربان عزمه بدء جمع توقيعات في هنغاريا ضد الخطط العسكرية لبروكسل، بعد أن قدم الاتحاد الأوروبي استراتيجية تهدف إلى “هزيمة روسيا”. وأوضح أن الهدف من هذه الحملة هو تجنّب انخراط بلاده في حرب محتملة.
ويأتي موقف أوربان في ظل تقارير صحيفة “بوليتيكو” التي أفادت بأن زعماء الاتحاد الأوروبي اختتموا اجتماعهم في كوبنهاغن بتصريحات قوية ضد روسيا دون التوصل إلى أي اتفاق، فيما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دور “الناتو” والاتحاد الأوروبي في أوكرانيا بأنه “إعلان حرب”.
روسيا وأوكرانيا تجريان تبادلاً للأسرى بصيغة 185 مقابل 185
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إجراء تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا بموجب صيغة 185 مقابل 185.
وذكرت الوزارة في بيان أن 185 عسكرياً روسياً أعيدوا من الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف، مقابل تسليم 185 أسيراً من القوات المسلحة الأوكرانية، مضيفة أن الجانب الروسي استعاد أيضاً 20 مدنياً.
وأشار البيان إلى أن العسكريين والمدنيين الروس المحررين يتواجدون حالياً في أراضي بيلاروس لتلقي الدعم النفسي والطبي، وسيتم نقلهم لاحقاً إلى روسيا لتلقي العلاج وإعادة التأهيل في المرافق الطبية.
وكانت روسيا قد أعلنت في 24 أغسطس الماضي استعادة 146 جندياً روسيا مقابل تسليم 146 عسكرياً أوكرانياً، كما استعادت الشهر الماضي جثث 24 عسكرياً روسياً، فيما سلمت كييف ألف جثة لجنود أوكرانيين.






اترك تعليقاً