توصلت باكستان وأفغانستان إلى اتفاق على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 48 ساعة، ابتداءً من مساء الأربعاء، عقب اشتباكات حدودية عنيفة على طول خط دوراند، الحدود غير المعترف بها بين البلدين.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن الاتفاق جاء بموافقة الطرفين وبناءً على طلب طالبان الأفغانية، مشيرة إلى أن هذه الفترة تهدف إلى “بذل جهود صادقة لإيجاد حل إيجابي لهذه القضية المعقدة من خلال الحوار البنّاء”.
وأكد المتحدث باسم حكومة طالبان أن القوات الأفغانية ستلتزم بوقف إطلاق النار بشرط عدم ارتكاب أي عدوان من الطرف الآخر.
وأفادت تقارير إعلامية بأن حصيلة الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان بلغت 34 قتيلاً وأكثر من 400 مصاب، بينما تم التوصل إلى هدنة مؤقتة من المفترض أن تستمر يومين.
وبحسب صحيفة “داون” الباكستانية، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في اليوم الثاني من الهدنة، أن استمرار وقف إطلاق النار يعتمد على موقف حكومة طالبان، قائلاً: “إذا أرادت طالبان استمرار الهدنة، فالكرة في ملعبهم”.
ودعت الأمم المتحدة الطرفين إلى وضع حد دائم للأعمال القتالية وحماية المدنيين، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات هي الأعنف بين الدولتين الجارتين منذ عام 2021، عقب سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان وانسحاب القوات الأمريكية وحلف الناتو
وكانت أفادت قناة Tolo News بمقتل صحفيين اثنين من القناة التلفزيونية الحكومية الأفغانية، نتيجة قصف مدفعي باكستاني استهدف منطقة سبين بولدك في إقليم قندهار.
ونشر التلفزيون الوطني بيانًا على حسابه في “تيليغرام” أكد فيه أن الصدام الصباحي بين حراس الحدود الأفغان والجنود الباكستانيين أدى إلى وفاة الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث على الأرض.
وبدأت الاشتباكات ليلة 15 أكتوبر، عندما هاجمت قوات باكستانية “مواقع إرهابية” داخل أفغانستان ردًا على هجوم على نقاط تفتيش في منطقة كورام بإقليم خيبر بختونخوا الشمالي الغربي.
في المقابل، أعلنت حركة طالبان أنها قتلت 58 جندياً باكستانياً في العمليات الحدودية، فيما وصف الجيش الباكستاني الهجمات بأنها محاولة “لإثارة فتنة” وقام بتنفيذ ضربات دقيقة على ولاية قندهار الأفغانية لاستهداف عناصر حركة “طالبان الباكستانية” التي خططت لهجمات ضد باكستان.
كما قامت طالبان بتدمير بوابة الصداقة الباكستانية–الأفغانية، بينما أعلنت باكستان صد هجمات طالبان في مناطق سبين بولداك وكورام، ما أدى إلى مقتل العشرات وتدمير عدة مواقع ومعدات. وأكدت باكستان أن اتهامات طالبان بأن الجيش بدأ الهجوم “أكاذيب صارخة”، مؤكدة استعدادها للدفاع عن سيادتها.
الإغلاق الجزئي للنقاط الحدودية مع أفغانستان من قبل باكستان جاء ضمن الإجراءات الاحترازية لتقليل التصعيد، في حين تشير التقديرات إلى أن الوضع على الحدود عاد إلى الاستقرار النسبي بعد إعلان وقف إطلاق النار.






اترك تعليقاً