واشنطن بوست تكشف عن قرار سري لـ«ترامب» ضد فنزويلا

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع وثيقة سرية تمنح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) صلاحيات لاتخاذ إجراءات عدوانية ضد الحكومة الفنزويلية، في إطار حملة أوسع لمكافحة الاتجار بالمخدرات.

وأوضحت الصحيفة، استنادًا إلى مصدرين مطلعين على محتوى الوثيقة، أن القرار لا يتضمن تعليمات صريحة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لكنه “يجيز خطوات قد تؤدي في النهاية إلى هذه النتيجة”.

الوثيقة تسمح للوكالة باتخاذ إجراءات ضد “الحكومة الفنزويلية والمتاجرين بالمخدرات المرتبطين بها”، دون تحديد طبيعة هذه الإجراءات بشكل علني.

وأكدت الصحيفة أن الـCIA أرسلت بالفعل موظفين إضافيين إلى المنطقة لتعزيز جمع المعلومات الاستخباراتية.

ويتماشى هذا الكشف مع تقارير سابقة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، التي أشارت إلى موافقة إدارة ترامب على عمليات سرية للـCIA داخل فنزويلا، في إطار “حملة الضغط على كاراكاس بهدف عزل مادورو”.

كما ذكرت واشنطن بوست أن القيادة العسكرية الأمريكية تعمل حالياً على إعداد خيارات قد تشمل إمكانية شن ضربات عسكرية داخل الأراضي الفنزويلية.

وكان ترامب قد رفض الأسبوع الماضي الرد على سؤال حول ما إذا كان قد أذن لمحاولة اغتيال مادورو من قبل الـCIA.

من جهته، يرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده تواجه “أخطر تهديد بغزو أمريكي منذ قرن”، واعتبر أن الحملة الأمريكية تهدف إلى تبرير تدخل عسكري.

ويتهم البيت الأبيض الحكومة الفنزويلية بعدم اتخاذ إجراءات كافية لمكافحة تهريب المخدرات.

وفي سياق متصل، أفادت تقارير أمريكية بأن البحرية الأمريكية دمّرت مؤخرًا عدة قوارب سريعة في مياه البحر الكاريبي الدولية، كانت تُستخدم في نقل المخدرات من فنزويلا.

في السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه السفير الفنزويلي في موسكو خيسوس رفائيل سالازار فيلاسكيز، تضامن روسيا الكامل مع فنزويلا حكومة وشعبًا في مواجهة التهديدات الخارجية المتزايدة والمحاولات المستمرة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وأشار بيان وزارة الخارجية الروسية إلى أن لافروف أعرب عن دعم موسكو الشامل لجهود كاراكاس لحماية سيادتها الوطنية، مجددًا دعوة روسيا إلى السلام والاستقرار في منطقة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

وفي ذات اللقاء، قلد لافروف السفير الفنزويلي وسام الصداقة، معربًا عن أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في ظل التصعيد الأخير، لا سيما بعد استهداف الولايات المتحدة لقوارب قرب السواحل الفنزويلية، وتهديدها بتنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية لمكافحة تهريب المخدرات، وهو ما أثار توترات إقليمية متصاعدة.

فنزويلا تعلن استعدادها لدعم كولومبيا في مواجهة الضغوط الأمريكية

أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادريينو لوبيز، أن القوات المسلحة البوليفارية مستعدة لدعم كولومبيا في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية التي تهدف، حسب قوله، إلى “إهانة وإضعاف” البلاد تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات.

وقال لوبيز في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي: “على كولومبيا أن تعرف أن لديها دعم قواتنا المسلحة، ويجب على الشعب الكولومبي أن يعلم أن هناك من يسانده معنويًا وجسديًا”.

وأضاف الوزير أن الولايات المتحدة “أهانت ليس فقط الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بل الشعب والجيش الكولومبي بأكمله”، معتبراً أن الاتهامات الأمريكية باتجار كولومبيا بالمخدرات تأتي كجزء من استراتيجية “مهينة” لتقليل شأن شعوب أمريكا اللاتينية.

ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر متزايد بين واشنطن وبوغوتا وكاراكاس، حيث اتهم الرئيس الكولومبي ترامب بمحاولة “غزو فنزويلا” والسيطرة على مواردها النفطية، بينما أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية إلى سواحل فنزويلا في تحركات وصفتها كاراكاس بـ”الاستفزازية” وانتهاك الاتفاقيات الدولية.

وتعهدت القوات الفنزويلية بالتصدي لأي تهديدات على حدود البلاد، مع استمرار الصراع السياسي والتوترات الإقليمية في تصاعد مستمر.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً