الذهب يقترب من قمة تاريخية مع تصاعد التوترات بالعالم

استقرّ سعرُ الذهبِ قربَ مستوىً قياسيٍّ، ليبلغَ نحوَ 4330 دولارًا للأونصةِ، بعدَ ارتفاعٍ بنسبةِ 0.8 بالمئةِ خلالَ تداولاتِ يومِ الأربعاءِ، وسطَ ترقّبِ المستثمرينَ لتطوراتِ الأوضاعِ في فنزويلا، وانتظارِ صدورِ بياناتِ التضخمِ الأمريكيةِ التي تشكّلُ عاملًا حاسمًا في رسمِ مسارِ أسعارِ الفائدةِ مستقبلًا.

وجاءَ هذا الاستقرارُ مدفوعًا بتصاعدِ المخاطرِ الجيوسياسيةِ في أمريكا اللاتينيةِ، حيثُ فرضتِ الولاياتُ المتحدةُ حصارًا شاملًا على ناقلاتِ النفطِ الخاضعةِ للعقوباتِ على فنزويلا، ما عزّزَ الطلبَ على الذهبِ كملاذٍ آمنٍ، بالتوازي مع ازديادِ الوجودِ العسكريِّ الأمريكيِّ في المنطقةِ، الأمرُ الذي زادَ الضغوطَ على الحكومةِ الفنزويليةِ ورفعَ مستوياتِ القلقِ في الأسواقِ العالميةِ.

وفي الوقتِ ذاتهِ، تركّزتِ الأنظارُ على بياناتِ التضخمِ الأمريكيةِ المرتقبةِ، وسطَ توقعاتٍ بأن توفّرَ مؤشراتٍ واضحةً بشأنِ توجهاتِ الاحتياطيِّ الفيدراليِّ حيالَ أسعارِ الفائدةِ خلالَ المرحلةِ المقبلةِ، بعدما خفّضَ الفيدراليُّ أسعارَ الفائدةِ ثلاثَ مراتٍ متتاليةٍ في وقتٍ سابقٍ من هذا العامِ، ما دعمَ المعادنَ الثمينةَ التي لا توفّرُ عائدًا ثابتًا.

وأعلنَ الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب دعمَهُ لخفضِ أسعارِ الفائدةِ بوتيرةٍ حادّةٍ، ما عزّزَ التوقعاتِ بخفضٍ جديدٍ خلالَ شهرِ يناير بنسبةِ 25 نقطةً أساسٍ، وهو ما ساهمَ في ترسيخِ مكاسبِ الذهبِ وتعزيزِ جاذبيتهِ الاستثماريةِ.

وسجّلتِ المعادنُ الثمينةُ الأخرى أداءً قويًا، إذ قفزَ سعرُ البلاتينِ بنسبةِ 4 بالمئةِ ليصلَ إلى 1954.56 دولارًا للأونصةِ، وهو أعلى مستوىً لهُ منذُ عامِ 2008، بينما ارتفعتِ الفضةُ بنسبةِ 0.1 بالمئةِ إلى 66.34 دولارًا للأونصةِ، كما حقّقَ البلاتينُ مكاسبَ أسبوعيةً بلغتْ 2.7 بالمئةِ، في إشارةٍ إلى اتساعِ موجةِ الإقبالِ على المعادنِ النفيسةِ.

وسجّلَ الذهبُ ارتفاعًا بنحوِ 65 بالمئةِ منذُ بدايةِ العامِ، متجهًا نحوَ تحقيقِ أفضلِ أداءٍ سنويٍّ لهُ منذُ عامِ 1979، مدفوعًا بعملياتِ شراءٍ مكثّفةٍ من البنوكِ المركزيةِ، وتراجعِ ثقةِ المستثمرينَ في الديونِ الحكوميةِ والعملاتِ الرئيسيةِ، إلى جانبِ تصاعدِ التوتراتِ الجيوسياسيةِ.

وأظهرتْ بياناتُ بلومبرغ ارتفاعَ حيازاتِ الذهبِ في الصناديقِ المتداولةِ في البورصةِ بنسبةِ 18 بالمئةِ هذا العامِ، ما يعكسُ تناميَ الإقبالِ الاستثماريِّ على المعدنِ النفيسِ بوصفهِ أداةَ تحوّطٍ في أوقاتِ عدمِ اليقينِ.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً