ترامب يجري اتصالاً مع بوتين.. هل اقتربت تسوية حرب أوكرانيا؟

أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة سبقت لقاءه المرتقب مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، ضمن تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى دفع مسار تسوية النزاع في أوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الاتصال الهاتفي جرى بين الرئيسين، فيما أوضح المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري أوشاكوف أن المحادثة اتسمت بأجواء ودية، وأن الطرفين اتفقا على إجراء اتصال جديد بعد انتهاء لقاء ترامب وزيلينسكي.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أجرى مكالمة وصفها بالمثمرة للغاية مع الرئيس الروسي، وذلك قبل اجتماعه مع رئيس أوكرانيا، مشيرًا إلى أن اللقاء مع زيلينسكي عُقد بحضور وسائل الإعلام في قاعة الطعام الرئيسية بمنزله في مارالاغو بولاية فلوريدا.

وأضاف ترامب أن المحادثات مع زيلينسكي شهدت تقدمًا كبيرًا، مؤكدًا أن الأطراف باتت قريبة جدًا من إنهاء الحرب، وأن نتائج المفاوضات قد تتضح خلال الأسابيع المقبلة، رغم وصفه المباحثات بأنها صعبة للغاية.

وأوضح أن الجانبين اقتربا من التوصل إلى تسوية بشأن نحو 95 في المئة من القضايا المطروحة، مع بقاء قضية أو قضيتين من أكثر الملفات تعقيدًا دون حسم، وعلى رأسها الملفات المرتبطة بالحدود وخط التماس.

وأشار ترامب إلى أن أوكرانيا وروسيا تقتربان من حل بشأن منطقة دونباس المتنازع عليها، واصفًا الملف بأنه شديد التعقيد، لكنه يسير نحو تسوية، كما أكد مناقشة قضية محطة زابوريجيه النووية خلال لقائه مع زيلينسكي وخلال الاتصال الهاتفي مع بوتين.

وقال ترامب إنه لا يستبعد زيارة أوكرانيا إذا كان لذلك دور في دفع المفاوضات، كما عرض إلقاء كلمة أمام البرلمان الأوكراني، موضحًا أن الهدف الأساسي هو تسريع التوصل إلى اتفاق شامل دون إطالة أمد الصراع.

في السياق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ما يسمى بـ”تحالف الراغبين” سيجتمع في باريس مطلع يناير لوضع اللمسات الأخيرة على توزيع مسؤوليات الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وقال ماكرون في تصريحات صحفية سابقة في 11 ديسمبر: “نحرز تقدّمًا في الضمانات الأمنية التي ستكون أساسية لبناء سلام عادل ودائم، وسنجمع دول تحالف الراغبين في باريس مطلع يناير لوضع اللمسات الأخيرة على مساهمات كل دولة على حدة”.

وفي تصريحات سابقة، عبّر الرئيس الأمريكي عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تفاهم مع زيلينسكي، مشيرًا إلى احتمال تحقيق تقدم في عدد من القضايا، رغم انتقاده لبعض المقترحات الأوكرانية المتعلقة بتسوية النزاع، مؤكدًا في الوقت ذاته ثقته بإمكانية عقد اجتماع مثمر.

من جهته، أعلن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تقبل بأي استسلام أو سلام مفروض من موسكو، مؤكدًا وجود خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وعلى رأسها التنازل عن أجزاء من منطقة دونيتسك.

وأوضح زيلينسكي أنه يعتزم مناقشة إطار من 20 نقطة لخطة سلام محتملة، مشددًا على أن ضمانات الأمن تمثل أولوية قصوى لأوكرانيا في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لحمايتها من أي هجمات روسية مستقبلية.

وأكد زيلينسكي أن فرق العمل ستعقد اجتماعات جديدة خلال الأسابيع المقبلة لوضع اللمسات النهائية على القضايا العالقة، كما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي سيستضيف قمة مع القادة الأوروبيين في واشنطن خلال يناير المقبل.

وفي أول تعليق روسي على لقاء ترامب وزيلينسكي، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كيريل دميترييف إن العالم يقدّر الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي وفريقه من أجل السلام، معتبرًا أن هذه التحركات تمثل خطوة مهمة نحو إنهاء النزاع.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً