أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين تسعى إلى فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة، داعيًا إلى تعزيز التفاعل الإيجابي بين البلدين، مع التمسك الصارم بالخطوط الحمراء الصينية، وفي مقدمتها قضية تايوان.
وقال وانغ، خلال ندوة حول العلاقات الخارجية في العاصمة بكين، إن الصين تعمل على تطوير العلاقات الصينية الأمريكية على أساس الاحترام المتبادل، مشددًا على أن المصالح الجوهرية لبكين غير قابلة للمساومة، وعلى رأسها اعتبار تايوان جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
وأضاف أن بلاده تسعى إلى بناء علاقة صحية ومستقرة ومستدامة مع واشنطن، مؤكدًا أن الحوار السياسي يظل المسار الأفضل لمعالجة الخلافات وإدارة الأزمات، بما يمنع الانزلاق نحو التصعيد.
وفي سياق متصل، شدد وزير الخارجية الصيني، يوم الثلاثاء، على أن بلاده سترد بقوة على مبيعات الأسلحة الأمريكية واسعة النطاق إلى تايوان، واصفًا هذه الخطوة بأنها استفزاز مباشر يمس سيادة الصين ووحدة أراضيها.
وأوضح وانغ أن الرد الصيني على ما وصفه بالتحركات المتواصلة للقوى المؤيدة للاستقلال في تايوان، وعلى صفقات التسليح الأمريكية، يتطلب موقفًا حازمًا وإجراءات قوية تعكس جدية بكين في الدفاع عن مصالحها الأساسية.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع بدء القوات المسلحة الصينية تدريبات عسكرية واسعة بالذخيرة الحية حول جزيرة تايوان، هدفت إلى اختبار قدرات الحصار الشامل والسيطرة على المنطقة، بمشاركة مدمرات وفرقاطات ومقاتلات وقاذفات، وفق المكتب الشرقي لقيادة العمليات العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني.
وتزامنت المناورات مع إعلان بكين فرض عقوبات على 20 شركة دفاع أمريكية و10 مسؤولين تنفيذيين، ردًا على صفقة أسلحة أمريكية لتايوان بلغت قيمتها 11.1 مليار دولار، شملت تزويد الجزيرة بـ82 نظام صاروخي مدفعي عالي الحركة هيمارس، و420 صاروخًا تكتيكيًا من طراز أتاكمز، و60 منظومة مدفعية ذاتية الدفع هاوتزر، في واحدة من أكبر صفقات التسليح الأمريكية لتايوان.
في المقابل، قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطورة المناورات العسكرية الصينية، مستبعدًا أي سيناريو لغزو تايوان، ومؤكدًا أن التدريبات لا تمثل تهديدًا جديدًا، مشيرًا إلى أن الصين تنفذ مناورات بحرية حول الجزيرة منذ سنوات طويلة.
وأكد ترامب أن قنوات التواصل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ما زالت مفتوحة، معربًا عن رغبته في الحفاظ على استقرار العلاقات الثنائية رغم الخلافات القائمة.
وتعكس هذه التطورات سعي بكين للاستفادة من الهدنة التجارية التي جرى التوصل إليها بين شي وترامب في اكتوبر 2025، والتي أسهمت في تخفيف حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد سنوات من النزاعات التجارية.
وشهدت تلك الهدنة تحسنًا نسبيًا في العلاقات الاقتصادية، مع استئناف مبيعات فول الصويا الأمريكي إلى الصين، وتخفيف بعض القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى السوق الصينية.
ومن المتوقع أن يشهد عام 2026 نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا، حيث يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين في أبريل 2026، تليها زيارة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة، إلى جانب استضافة الصين لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في وقت لاحق من العام.






اترك تعليقاً