عبد الهادي شماطة، كاتب في عين ليبيا

يموت أهل غزة ونحن نتفرج

لقد انكشف حالنا نحن العرب بطريقة فاضحة ليس لها ستر وهذا الانكشاف مخزي بطريقة ليس لها مثيل فأمتنا اليوم...

منذ البدايات كان الحديث عن المصالحة وأطنب البعض في الكلام عن المصالحة واهميتها شعرا ونثرا واستحضارا لتجارب إنسانية سابقة...

الإسلام دين الله الذي أنزله رحمة للعالمين كاملا متكاملا في منظومته العقائدية والقيمية تبيانا لكل ما يحتاجه الإنسان ماديا...

بالحقيقة أن وجود ليبيا على مساحة كبيرة مع تعداد سكاني بسيط وهي بلد فقير ولا توجد به انهار ووجود...

لقد أصبحت الانتخابات الرئاسية في خبر كان قبل أن تكون حيث يبدو في المشهد خلافا قويا بين الدول المتصارعة...

لاشك أننا وبالرغم من عشر سنوات وربما جاز تسميتها العشر السوداء الكثير منا يساير أهوائه وأرائه دون اعتبار لمدى...

جاءت فبراير لتفتح لنا الأبواب والشبابيك وبدون أي قيود لنتعرف على الجميع جماعات ومجموعات وأفراد وقبائل وشخصيات وطنية وأشباه...

الدول منظومة منظمة مترابطة تقوم بتحقيق الضرورات والحاجات لمواطنيها ثم تنتقل الى احلامهم لتحقق جزءا منها فهي منظومات اجتماعية...

الثورة والغضب والانفجار واجب مستحق وهو تحصيل حاصل عندما يعجز الحاكم عن إدراك واقع المجتمع ويفقد التواصل مع القواعد...

المشكلة عميقة جدا في مجتمعاتنا لأن الإسلاميين اهتموا بمحاولات التغيير من خلال البحث عن السلطة وتكوين الأحزاب السياسية وتعمق...

لم تكن هناك لا تجربة سياسية ولا حتى ثقافة سياسية تؤهل المجتمع للتفكير في مسار الأحداث وكان المجتمع ينتظر...

لقد انطلقت الجموع الغفيرة في فبراير في حركة احتجاجية بدون قيادة حقيقية فعلية تحمل فكرا أو تصورا لمآلات الأوضاع...

ربما كان انتصار رجل القانون الدستوري في تونس هو انتصار لقيم الحرية والديمقراطية وابتعادا واضحا عن المؤدلجين أصحاب الأجندات...

لا شك أننا اليوم في وطننا، نمر بمخاض عسير، ناتج عن عشرات السنين من الدجل والنفاق، ومحاولة السيطرة والسيادة...