أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن حزنه الشديد إزاء الصراع الدامي القائم في السودان، مشدداً على أن المجتمع الدولي لا يمنح الاهتمام الكافي لمأساة هذا البلد.
وقال أردوغان خلال كلمته في “منتدى الأعمال والاقتصاد التركي الإفريقي” في إسطنبول: “الصراع في السودان يؤلمنا بشدة ونأمل تحقيق وقف لإطلاق النار أولا ثم إرساء سلام دائم”.
وأضاف أن العالم الغربي ينظر إلى الحروب الأهلية والنزاعات في أفريقيا كأنها قدر محتوم، مشيراً إلى أن تركيا من بين الدول الأكثر سخاء في تقديم المساعدات الإنسانية، دون تمييز على أساس الدين أو الأصل، وبدون توقع مقابل مادي.
في الوقت نفسه، تشهد مدينة الفاشر غرب السودان أوضاعاً مأساوية، حيث يضطر السكان المحاصرون إلى أكل جلود الأبقار للبقاء على قيد الحياة، وسط حصار خانق وغياب المساعدات.
ونقلت تقارير عن سكان محليين لجوئهم لهذا الطعام البديل بسبب انعدام المواد الغذائية، بينما استمرت القوات المسلحة في تصعيد القتال.
وفي سياق آخر، أكد وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم أن السودان يسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا في مجالات الطاقة والذهب وتأهيل البنية التحتية، مع توقيع اتفاقيات لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مع التركيز على جذب الشركات الروسية للاستثمار في هذه القطاعات الحيوية.
أما على صعيد الأوضاع الأمنية، فقد قتل أمير قبيلة المجانين سليمان جابر مع 16 من مرافقيه في هجوم مسيَّر استهدف اجتماعاً قبلياً في شمال كردفان، ما أثار مخاوف من تصاعد العنف القبلي والمجتمعي في ظل النزاع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
هذا ويواصل السودان مواجهة أزمة إنسانية هي الأشد في العالم، مع مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين بسبب الحرب الدائرة منذ أبريل 2023.
وزير الخارجية المصري: مصر تسعى لإنهاء الحرب في السودان بأقرب وقت
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حرص مصر على إنهاء الأوضاع المأساوية في السودان، مشدداً على أن الحرب هناك تدمر كل شيء ولا بد من التوصل إلى حل سريع.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية المالديف، حيث أشار عبد العاطي إلى سعي مصر نحو هدنة إنسانية عاجلة تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار، تليها عملية سياسية شاملة تتمتع بالملكية السودانية ولا تستبعد أي طرف.
وأوضح الوزير المصري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الأسبوع الماضي، وناقشا أهمية إنهاء الحرب بسرعة. وأضاف أن مصر حريصة على دعم مؤسسات الدولة السودانية كافة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وتسعى لتحقيق تفاهم بين الأطراف المعنية.
كما شدد عبد العاطي على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق السودان، وإنهاء الحصار على مدينة الفاشر الذي استمر لأكثر من عام ونصف، ومنع تدفق الأسلحة من الخارج، تمهيداً لبدء العملية السياسية.
السودان يسعى لشراكات اقتصادية واسعة مع روسيا في الطاقة والذهب والبنية التحتية
كشف وزير المالية والاقتصاد السوداني جبريل إبراهيم، خلال لقاء تلفزيوني مع قناة RT، عن تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا في عدة مجالات استراتيجية، على رأسها الطاقة، التعدين، والبنية التحتية.
وأوضح الوزير أن الحكومة السودانية تسعى إلى جذب الشركات الروسية لتطوير حقول النفط، مشاريع الكهرباء، ومناجم الذهب، مؤكداً توقيع اتفاقيات ثنائية تهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أبرز محاور التعاون بين السودان وروسيا
- استقطاب الاستثمارات الروسية في النفط والذهب والمعادن
- دعم مشاريع تأهيل البنية التحتية
- استيراد القمح من روسيا لتأمين الأمن الغذائي
- التعامل بالعملات المحلية لتفادي أثر العقوبات الدولية
- خفض الرسوم الجمركية بين البلدين
- تصدير المنتجات السودانية إلى السوق الروسية
وأشار الوزير إلى أن العقوبات الغربية تمثل تحدياً لكلا البلدين، مؤكداً سعي الخرطوم وموسكو إلى تجاوزها من خلال تعاون مشترك. وانتقد ما وصفه بـ”منطق القوة” الذي تستخدمه واشنطن في تعاملها مع السودان.
وفي سياق متصل، أكد جبريل إبراهيم أن الحرب في السودان لم تنته بعد، لكنها باتت محصورة في مناطق معينة، مشيراً إلى أن السودان يمتلك مقومات اقتصادية كبيرة من تربة خصبة ومياه عذبة، مما يؤهله لأن يصبح “سلة غذاء المنطقة”.
كما دعا الوزير إلى الاستفادة من الخبرات الروسية في مختلف المجالات لدعم التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار.
السودان.. قوات الدعم السريع تطلق خدمة محدودة لإصدار شهادات الميلاد والوفيات في جنوب دارفور
أطلقت إدارة تابعة لقوات الدعم السريع في جنوب دارفور خدمة محدودة لاستخراج شهادات الميلاد والوفيات في مدينة نيالا، وسط غياب كامل لخدمات الجوازات والربط مع قواعد البيانات القومية، وفق ما ذكر موقع “الراي” السوداني.
وأوضحت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع، عبر منشور على “فيسبوك”، بدء العمل الجزئي في السجل المدني، مقتصرًا على الوثائق الحيوية دون أي خدمات جوازات، فيما أظهرت مقاطع مصورة طوابير المواطنين أمام مكاتب مؤقتة، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لفرض واقع مواز في مناطق خارج سلطة الدولة.
ويشير محللون إلى محدودية القدرات الإدارية لهذه الإدارة، وعدم اعتراف أي جهة رسمية بشرعيتها، مما يضعف فرص تقديم خدمات مدنية مستدامة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يسعى فيه الدعم السريع لفرض نموذج حكم مواز في المناطق التي يسيطر عليها، من خلال إدارات تعليمية وخدمية منفصلة، وهو ما قد يثير جدلاً واسعاً ويعقد أي مسار تفاوضي لإعادة الدولة المركزية في السودان.






اترك تعليقاً