أسواق المعادن تحت الضغط.. الذهب والفضة والنحاس عند مستويات قياسية

شهدت أسعار المعادن الثمينة، وخاصة الذهب والفضة، ارتفاعات غير مسبوقة في الأسواق العالمية، مدفوعةً بعدة عوامل أبرزها التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى المخاوف من فرض رسوم جمركية أميركية على المعادن الثمينة، مما دفع إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد.

ووصلت أونصة الذهب إلى 4,060 دولاراً، مسجلة بذلك مستوى تاريخياً جديداً، وذلك بعد أن حققت مكاسب متواصلة للأسبوع الثامن على التوالي، كان للسياسات النقدية للبنوك المركزية، وتحديداً مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، دور كبير في دعم هذه الزيادة من خلال تخفيض أسعار الفائدة، مما عزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

الفضة تحقق مكاسب كبيرة وسط ضغط قصير

شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً كبيراً أيضاً، حيث قفزت إلى نحو 51 دولاراً للأونصة. وقد أسهم نقص السيولة في لندن، بالتزامن مع القلق من تأثير الرسوم الجمركية المحتملة على المعادن الثمينة، في دفع أسعار الفضة نحو مستويات قياسية. في هذا السياق، يواجه سوق الفضة ضغوطاً غير مسبوقة، مع تزايد الضغط القصير التاريخي، الذي يعني ارتفاع السعر نتيجة لذعر البائعين على المكشوف.

أسعار المعادن الأخرى: البلاتين والبلاديوم

كذلك شهد البلاتين والبلاديوم زيادة كبيرة، حيث ارتفع سعر البلاتين إلى 1,630 دولاراً للأونصة، بينما قفز سعر البلاديوم إلى 1,445 دولاراً للأونصة.

هذه الزيادات مدفوعة بالقلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على إمدادات المعادن الثمينة، بالإضافة إلى تحركات الأسواق الجيوسياسية.

وتستمر البنوك المركزية في شراء كميات كبيرة من الذهب، وهو ما يعزز ارتفاع أسعاره. وقد لوحظ أن حيازات الصناديق المتداولة في البورصات أيضاً ارتفعت بشكل ملحوظ. إضافة إلى ذلك، أدى استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى توجيه المزيد من الاستثمارات نحو المعادن الثمينة، الأمر الذي دفع بالأسعار للارتفاع أكثر.

في الوقت الذي كانت فيه التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تخف قليلاً، إلا أن التصريحات الأخيرة من كلا الجانبين حول الرسوم الجمركية كانت كفيلة بإعادة القلق إلى الأسواق، ترمب الذي كان قد أعلن عن نية فرض رسوم إضافية على السلع الصينية، أبدى في الأيام الأخيرة لهجة أكثر تصالحية، ما قد يخفف من بعض الضغوط، لكن الأسواق تبقى في حالة ترقب دائم لأي تطور جديد.

أسعار المعادن الآن:

الذهب الفوري: ارتفع بنسبة 1.1% إلى 4,060.01 دولاراً للأونصة.

الفضة: قفزت بنسبة 0.7% لتتجاوز 50 دولاراً للأونصة.

البلاتين: تداول عند 1,630 دولاراً للأونصة.

البلاديوم: وصل إلى 1,445 دولاراً للأونصة.

أسعار النحاس ترتفع بنحو 2% مع تصاعد التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة

شهدت أسعار النحاس ارتفاعاً قوياً اليوم الاثنين بنسبة نحو 2%، مدفوعة بقلق المستثمرين إزاء توتر العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

وسجلت عقود النحاس الآجلة لشهر ديسمبر المقبل في بورصة “كومكس” بنيويورك قفزة بلغت 1.97% لتصل إلى 4.9905 دولار للرطل (ما يعادل حوالي 0.45 كيلوغرام)، وكانت عقود النحاس في بورصة لندن للمعادن قد أظهرت يوم الجمعة الماضي انخفاضاً بنسبة 3.22%.

ويتابع المستثمرون عن كثب البيانات التجارية الصينية، التي أظهرت انخفاض التبادل التجاري مع الولايات المتحدة بنسبة 15.6% على أساس سنوي خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، وعلى الرغم من التوتر التجاري، تحتفظ الولايات المتحدة بمكانتها كثالث أكبر شريك تجاري للصين بعد رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” والاتحاد الأوروبي.

وجاءت تحركات الأسعار أيضاً بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه عزمه فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على البضائع الصينية اعتباراً من 1 نوفمبر المقبل.

وتعتبر الصين أكبر مستهلك ومستورد للنحاس في العالم، مما يجعل أي تطورات في اقتصادها أو علاقاتها التجارية مؤثرة بشكل مباشر على اتجاهات أسعار المعدن الصناعي الحيوي في الأسواق العالمية.

ومن المتوقع أن تظل أسواق المعادن الثمينة تحت الضغط بسبب التوترات الجيوسياسية والتجارية المستمرة، مما يدعم استمرارية الطلب على الذهب والفضة كملاذات آمنة. في حال استمرار النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، قد نشهد مزيداً من الارتفاعات في أسعار هذه المعادن، ما يجعلها محط أنظار المستثمرين في الأوقات القادمة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً