بعد تفعيل «آلية الزناد».. مجلس الأمن يصوّت على إعادة فرض العقوبات على إيران

أسقط مجلس الأمن الدولي، الجمعة، مشروع قرار لرفع العقوبات عن إيران بشكل دائم، فيما أبقى الباب مفتوحاً أمام القوى الأوروبية وطهران لثمانية أيام إضافية قبل تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات.

التصويت الذي شارك فيه 15 عضواً، جاء بعد خطوة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في 28 أغسطس بتفعيل “آلية الزناد” ضمن الاتفاق النووي لعام 2015، متهمة إيران بعدم الامتثال لبنوده، وأسفر التصويت عن تأييد روسيا والصين وباكستان والجزائر للمشروع، مقابل معارضة تسعة أعضاء وامتناع اثنين، ما أدى إلى إسقاطه.

وتزامنت التطورات مع توقف عمليات التفتيش الدولية التي كانت تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن أوقفتها طهران إثر ضربات استهدفت منشآت نووية نُسبت إلى إسرائيل والولايات المتحدة خلال حرب استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع قناة إسرائيلية إن بلاده تتجه لإعادة فرض العقوبات لأن “ما قدمته طهران لم يكن جاداً”، بينما تراهن بعض الأطراف على مفاوضات جديدة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يُتوقع أن يشارك فيها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

ورغم إعلان طهران اتفاقاً جديداً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 9 سبتمبر بشأن التعاون، تصر الدول الأوروبية على أن الخطوة غير كافية، وتطالب بضمانات “ملموسة”. ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، رفعت إيران نسبة تخصيب اليورانيوم وتراجعت عن التزامات عدة، ما أثار مخاوف من سعيها لتطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه مؤكدة سلمية برنامجها.

إيران تسحب مشروع قرار لحظر الهجمات على منشآتها النووية أمام وكالة الطاقة الذرية

أعلنت إيران عن سحب مشروع قرار كان من المقرر التصويت عليه أمام الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي كان يقضي بحظر الهجمات على المنشآت النووية، جاء ذلك بالتعاون مع الصين وروسيا ودول أخرى، وفي ضوء طلب عدد من الدول الأعضاء لتأجيل النظر في المشروع إلى المؤتمر العام المقبل.

وأفاد دبلوماسيون غربيون بأن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً مكثفة لمنع اعتماد القرار، مشيرين إلى احتمال تقليص التمويل المقدم للوكالة إذا تم تبنيه، أو في حال اتخذت الوكالة خطوات لتقييد حقوق إسرائيل داخلها.

وكان مشروع القرار الإيراني ينص على حظر جميع أشكال الهجوم أو التهديد بالهجوم على المواقع والمنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة، في خطوة وصفها طهران بأنها تعكس “روح حسن النية والانخراط البناء”.

يذكر أن التاريخ يعيد نفسه جزئياً، إذ سبق أن أدين هجوم إسرائيلي على مفاعل نووي في العراق عام 1981 من قبل مجلس الأمن الدولي والمؤتمر العام للوكالة، وتم تعليق تقديم المساعدة التقنية لإسرائيل في ذلك الوقت.

عراقجي: إيران قدمت لأوروبا مقترحاً لمنع أزمة يمكن تجنبها

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده قدمت لأوروبا مقترحاً “معقولاً وقابلاً للتنفيذ” يهدف إلى منع أزمة غير ضرورية يمكن تجنبها في الأيام المقبلة.

وكتب عراقجي على منصة “إكس” أن إيران تواجه حالياً سلسلة من الأعذار والمراوغات، بما في ذلك ما وصفه بـ”الادعاء السخيف” بأن وزارة الخارجية لا تمثل الهيكل السياسي بأكمله في البلاد.

وأضاف أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقر بأن المقترح معقول، مشدداً على أنه يحظى بالدعم الكامل من جميع أجهزة الدولة الإيرانية، بما في ذلك المجلس الأعلى للأمن القومي.

وأشار عراقجي إلى أن المسؤولية الآن قد تقع على الجهاز الدبلوماسي الأوروبي في حالة عدم التقدم في معالجة الأزمة المطروحة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً