بعد تهديد ترامب.. نيجيريا تؤكد سيادتها وترفض أي تدخل

كشفت شبكة سي إن إن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى نوبة غضب شديدة بعد مشاهدته تقريرًا على قناة “فوكس نيوز” حول استهداف المسيحيين في نيجيريا، ما دفعه إلى التهديد بوقف المساعدات الأمريكية وشن عملية عسكرية محتملة ضد البلاد.

وأوضحت المصادر أن الحادثة وقعت يوم الجمعة الماضي أثناء توجه ترامب إلى فلوريدا، حيث طالب مساعديه بتزويده بمزيد من المعلومات عن الوضع في نيجيريا، وتم استدعاء قادة قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) بشكل عاجل للتحضير لاحتمالية تحرك عسكري.

ونشر ترامب على منصته “تروث سوشيال” يوم السبت منشورًا قال فيه: “إذا واصلت الحكومة النيجيرية السماح بقتل المسيحيين، ستُوقف جميع المساعدات فورًا، وقد نذهب إلى هذا البلد بكل قوة لمحو الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع”. وأكد أنه وجه وزارة الدفاع الأمريكية للتحضير لأي عمل محتمل، مشددًا على أن الرد الأمريكي سيكون سريعًا وحاسمًا إذا قررت واشنطن التحرك عسكريًا.

من جانبها، رفضت نيجيريا التهديد الأمريكي، معتبرة أي تدخل أحادي الجانب “غير مقبول” ويستند إلى “تقارير مضللة”.

وأوضح دانيال بوالا، مساعد الرئيس النيجيري بولا تينوبو، أن الولايات المتحدة لا يمكنها تنفيذ أي عملية عسكرية داخل نيجيريا من جانب واحد، مشيرًا إلى أن تهديد ترامب يعكس “أسلوبه المعتاد في استخدام القوة لإجبار الآخرين على الحوار”.

وأضاف بوالا أن الرئيس تينوبو قد يلتقي ترامب خلال الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع الأمني المتعلق بحماية المسيحيين، والتباحث حول طبيعة الهجمات المستهدفة لمختلف الفئات الدينية، مع التأكيد على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب.

وأكدت الحكومة النيجيرية أن دستور البلاد لا يقرّ الاضطهاد الديني بأي شكل، ردًا على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل العسكري، بعد حديثه عن وقوع عمليات قتل تستهدف المسيحيين في نيجيريا.

وأوضح وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار، في مؤتمر صحفي عقده في برلين إلى جانب نظيره الألماني يوهان فاديفول، أن من المستحيل أن تدعم حكومة نيجيريا أي اضطهاد ديني بأي شكل أو مستوى، مشددًا على التزام بلاده بحرية المعتقد وسيادة القانون.

وحذّر توغار من أي محاولات لتقسيم نيجيريا على أسس دينية، معتبرًا أن ما تشهده بعض مناطق البلاد لا يمكن مقارنته بما جرى في السودان، قائلاً إن على العالم أن يتعلم من تجربة التقسيم الديني والقبلي التي تسببت في أزمات مستمرة هناك.

وفي رد رسمي دولي، دعا نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، جميع الدول الأعضاء إلى الامتناع عن تهديد أو استخدام القوة ضد أي دولة، مؤكداً ضرورة الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

كما صرح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن البنتاغون يستعد لاتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإرهابية الإسلامية في نيجيريا، تنفيذًا لأوامر ترامب، بينما أعلن الجيش النيجيري مؤخرًا عن القضاء على نحو 50 مسلحًا خلال مواجهات مع جماعة “بوكو حرام” شمال شرقي البلاد، مع الاستيلاء على أسلحة وذخائر متنوعة، مؤكداً استمرار ملاحقة المسلحين بدعم الطيران الحربي.

رئيس أركان الجيش النيجيري السابق يتهم واشنطن بالبحث عن قاعدة عبر تبرير حماية المسيحيين وتضامن دول غرب إفريقيا يرفض الاتهامات

اعتبر اللواء المتقاعد عبدالرحمن دامبازاو، الرئيس السابق لأركان الجيش النيجيري والوزير السابق للداخلية، أن دعوت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحماية المسيحيين في نيجيريا تمثل ذريعة تخفي هدفًا أوسع يتعلّق بوجود مصالح عسكرية أمريكية، مشيرًا إلى أن التجربة الأمريكية في النيجر لم تمنع تدهور الأمن هناك وأن واشنطن ربما تسعى لإقامة قاعدة بديلة في نيجيريا.

وأضاف دامبازاو أن العنف في نيجيريا لا يستهدف المسيحيين وحدهم بل يطال مسلمي البلاد أيضًا، ووصف الأزمة بأنها جزء من مشكلة أمنية إقليمية أوسع تتطلب استجابة موحدة بدل توجيه اتهامات أحادية قد تفجّر التوتر الداخلي.

وجاءت تصريحات دامبازاو في سياق تصاعد التوترات بعد مطالبة ترامب الكونغرس بالتحقيق في مزاعم عمليات قتل جماعي للمسيحيين في نيجيريا وتصنيف الأخيرة كدولة تثير قلقًا خاصًا من منظور الحريات الدينية، مع تلميحات من الإدارة الأمريكية بإمكانية إرسال قوات أو شن غارات ضد أهداف داخل نيجيريا إذا استمر العنف.

من جهتها، أدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الإيكواس ما وصفته بمزاعم باطلة وخطيرة تهدف إلى استهداف تماسك الدول الأعضاء، مؤكدة أن جماعات إرهابية متعددة التوجهات تستهدف مدنيين من مختلف الانتماءات الدينية من دون تمييز، ودعت المجتمع الدولي لدعم دول المنطقة في مواجهة الإرهاب بدلاً من تأجيج الانقسامات.

كما أعربت دول وعدت جهات دولية عدة عن تحفظها تجاه أي خطوات قد تقوّض سيادة نيجيريا، محذرة من أن تبني سرديات طائفية قد يزيد من هشاشة الوضع ويعرقل جهود مكافحة الجماعات المسلحة التي تطال جميع المواطنين.

رئاسة نيجيريا: انخفاض ضحايا الهجمات الإرهابية بنسبة 81% خلال 10 سنوات

أعلن مكتب الرئيس النيجيري بولا تينوبو أن عدد ضحايا الهجمات الإرهابية في نيجيريا تقلص بنسبة 81% منذ عام 2015، ما يعكس تكثيف جهود مكافحة الإرهاب وتحسين التعاون بين الأجهزة الأمنية والمناطق المتضررة.

وأشار البيان إلى أنه خلال العام الأخير تم القضاء على أكثر من 13 ألف إرهابي، واستسلم أكثر من 124 ألف شخص من المسلحين وأفراد عائلاتهم للحكومة، كما تمكن 2.1 مليون نازح من العودة إلى منازلهم داخل البلاد.

وجاء هذا الإعلان ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب سلطات نيجيريا بحماية المسيحيين في البلاد، متهماً الحكومة بعدم القيام بجهود كافية لمحاربة الجماعات الإرهابية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً