تحذيرات من اندلاع حرب دينية بسبب المسجد الأقصى المُبارك

حذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تُشعل فتيل الحرب الدينية وتوقد نارا سيطال لهيبها العالم كله، إذا أقدمت على تنفيذ مخططاتها الشيطانية باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه ومحاولات تقديم القرابين وممارسة طقوس دينية يهودية بحجة ما يسمى “الأعياد اليهودية”.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن قاضي القضاة قوله، في بيان صحفي، الثلاثاء، إن المسجد الأقصى المبارك هو مكان إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه، وأن الخرافات التي تسوقها الجماعات الإرهابية اليهودية مجرد أكاذيب وخزعبلات لا أساس لها في الدين أو التاريخ والحضارة، مؤكدا أن شعبنا مصمم على الدفاع عن حرمة وقدسية المسجد الأقصى المبارك مهما بلغ الثمن ومهما كانت التضحيات، “ولن نسمح أبدا لمجموعة من الإرهابيين والقتلة وشذاذ الآفاق أن يهينوا عقيدتنا ومسجدنا المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”. ودعا أبناء شعبنا في كل مكان، داخل فلسطين وخارجها، القادرين على الوصول للمسجد الأقصى المبارك، إلى تكثيف التواجد داخل الحرم القدسي الشريف والرباط فيه خلال الأيام المقبلة للدفاع عن حرمته وصد وإفشال محاولات الإرهابيين من المستوطنين اليهود تنفيذ مخططاتهم.

وأضاف أن المتطرفين اليهود يحصلون على دعم كامل من كافة مؤسسات دولة الاحتلال السياسية والأمنية والقضائية، مؤكدا أن دولة الاحتلال تسعى لارتكاب جريمة بشعة وتنفيذ مخطط قذر في المسجد الأقصى المبارك.

ووصف الهباش هذا العدوان الجديد بجريمة الحرب وإرهاب دولة منظم ينتهك كافة المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.

ودعا قاضي قضاة فلسطين، العالم الحر والمجتمع الدولي إلى لجم العدوان الإسرائيلي على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك والذي بلغ ذروته بنيّة الجماعات اليهودية المتطرفة تقديم القرابين على أبواب المسجد الأقصى وتدنيسه بالدماء، مؤكدا أن هذه الجريمة إن تمت فلن يستطيع أي كان أن يتوقع ردة الفعل الفلسطينية ومن خلفها العالمان العربي والإسلامي، “ولن يسلم أحد في العالم من أتون الحرب الدينية التي لا تبقي ولا تذر”.

في غضون ذلك، دعا نشطاء فلسطينيون إلى إحياء صلاة فجر الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، ضمن مبادرة “الفجر العظيم”.

وحثّ النشطاء في دعواتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، على المشاركة الواسعة في صلاة “الفجر العظيم”، واستمرار الرباط داخل المسجد الأقصى يوم الجمعة القادم.

وأُطلقت هذه الدعوات لنصرة المسجد الأقصى وحمايته؛ تزامناً مع استمرار اقتحامات المستوطنين له في شهر رمضان الفضيل، بحمايةٍ من شرطة الاحتلال، ومحاولة منع المعتكفين من دخوله.

كما جاءت هذه الدعوات تزامناً مع استمرار جماعات “الهيكل” المزعوم بحشد مناصريها من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في عيد “الفصح” العبري الذي يوافق 15-20 رمضان، وتدنيسه بالطقوس التلمودية، وإعلانها عن مكافآت مالية لمن يستطيع ذبح “القربان” فيه.

ويستمر النشطاء الفلسطينيون في عملية الحشد لأداء صلوات الفجر في المسجد الأقصى بشكل مستمر، أيام الجمع، ضمن حملة “الفجر العظيم”، والتي يُشارك فيها الآلاف أسبوعيًا فيلبّون الدعوات ويؤدون صلاة الفجر في مسجدهم الذي يتعرّض لانتهاكات واسعة من المستوطنين وشرطة الاحتلال.

ويشارك في هذه الحملة فلسطينيون من القدس المحتلة وضواحيها ومدن الداخل الفلسطيني المحتل، وأهالينا في الضفة المحتلة ممن يستطيعون الوصول للعاصمة والصلاة في المسجد الأقصى.

وفي الجمعة الأولى من رمضان، لبى آلاف المصلين نداء “الفجر العظيم” في المسجد الأقصى، كما أدى نحو 80 ألف مصلٍ صلاة الجمعة الأولى في رحابه.

يشار إلى أن حملة “الفجر العظيم” قد انطلقت مطلع عام 2020، بالتزامن مع الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التي يمارسها الاحتلال في المدينة المقدسة بشكلٍ عام، والمسجد الأقصى بشكلٍ خاص، وللتأكيد على إسلاميته وضرورة شدّ الرحال إليه.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً