ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في اليوم الـ637 من الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 107 منذ فجر الخميس، بينهم 51 قضوا جوعًا أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية، في مجازر جديدة نفذتها القوات الإسرائيلية عبر قصف مناطق متفرقة من القطاع المدمَّر.
في السياق الإنساني، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من استمرار خطر المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة، مؤكدة أن 90% من السكان يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وسط انهيار كامل في مقومات الحياة الأساسية.
سياسيًا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سكان قطاع غزة “مرّوا بالجحيم”، في تصريح نادر بشأن تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر، وذلك قبيل توجهه إلى ولاية آيوا مساء الخميس على متن طائرة “إير فورس ون”.
ورداً على سؤال حول موقفه من غزة، أوضح ترامب: “أريد الأمان لشعب غزة. لقد مروا بالجحيم”، مؤكداً أنه لا يسعى للسيطرة على القطاع بل لحل يعيد الاستقرار للمدنيين.
وتزامنت هذه التصريحات مع تسارع المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، حيث أفادت تقارير إعلامية أن الحركة أبلغت قطر رداً إيجابياً أولياً على المقترح الأمريكي المحدث، وسط توقعات بإعلان رسمي وشيك.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين أن ترامب يعتزم الإعلان عن الصفقة خلال لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين المقبل. ووفقاً للمصادر، فإن الضغوط التي يمارسها ترامب على قطر – باعتبارها الوسيط الأبرز مع حماس – قد تعزز فرص التوصل إلى اتفاق.
وتتحدث التسريبات عن اتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، والإفراج التدريجي عن الأسرى الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، وانسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من غزة، على أن تستأنف المفاوضات لاحقاً لإنهاء الحرب بشكل شامل.
في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية متزايدة، إذ وجه ستة أعضاء من الكنيست – بينهم نواب من الليكود – رسالة تحذر من أي تسوية لا تتضمن “القضاء الكامل على حماس”، معتبرين أن التهدئة تمثل “خطراً وجودياً على إسرائيل”.
رغم ذلك، نقلت مصادر حكومية عن نتنياهو أنه يعتبر الفرصة السياسية الراهنة “تاريخية ولا تتكرر”، وأكد في محادثات مغلقة عزمه المضي قدماً نحو اتفاق شامل، في ظل تراجع الدعم الشعبي لاستمرار الحرب ومخاوف من التورط في استنزاف طويل الأمد.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أنها تُجري مشاورات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية بشأن العرض الجديد، وستعلن موقفها الرسمي لاحقاً، مؤكدة في بيان أنها حريصة على “إنهاء العدوان وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود”.
وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود الوساطة للوصول إلى اتفاق نهائي، في ظل توقعات بأن يعلن ترامب نجاح المبادرة خلال لقائه مع نتنياهو، في حال وافقت الأطراف المعنية على البنود الأساسية للصفقة.
تأتي هذه التحركات في وقت تستمر فيه العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تحت مسمى “عربات جدعون”، حيث قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية “توشك على تحقيق أهدافها”، وإن الجيش سيعرض على القيادة السياسية خيارات للمرحلة التالية، بالتوازي مع تزايد الدعوات الإسرائيلية لوقف الحرب والتوجه نحو تسوية سياسية طويلة الأمد.
الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيراً لسكان خان يونس بالإخلاء الفوري وسط تصعيد العمليات العسكرية
أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة تحذيراً جديداً يطالب فيه سكان مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بإخلاء عدد من المناطق بشكل فوري، في ظل تصعيد عسكري وُصف بأنه “شديد جداً” على الأرض.
وأكد الجيش في بيان رسمي أن التحذير يشمل البلوكات 107، 108، 109، 110، 111، 112، إضافة إلى الجزء الشرقي من بلوك 88، مشدداً على أن أي موقع يُستخدم لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل سيُستهدف مباشرة.
وأضاف البيان: “من أجل سلامتكم، يُطلب منكم إخلاء المنطقة فوراً باتجاه الغرب، والامتناع عن العودة إلى مناطق القتال التي تشكل خطراً كبيراً على حياتكم”، مؤكداً أن “تدمير البنية التحتية للمنظمات المسلحة هدف مستمر في هذه العملية”.
يأتي هذا التحذير وسط تقارير إسرائيلية أفادت بمقتل جنديين وإصابة آخرين، بعضهم في حالة خطيرة، في “حدث أمني صعب” داخل قطاع غزة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة العملية.
في موازاة ذلك، تتصاعد الضغوط الإعلامية على تغطية الحرب في غزة، حيث كشف أكثر من 100 موظف في هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن ما وصفوه بـ”الحياد المزيف” في تغطية النزاع، في رسالة داخلية تطالب بتغيير السياسات التحريرية.
تأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب القطاع، بعد أن أعلنت تل أبيب مراراً نيتها تفكيك ما تسميه “البنية التحتية للمقاومة” في مناطق مختلفة من غزة، فيما تتعرض المدينة منذ أسابيع لهجمات جوية ومدفعية مكثفة.
وتشهد مناطق واسعة من القطاع موجات نزوح جماعي وسط تحذيرات من منظمات أممية بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية وازدياد المخاطر على المدنيين.
مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في معارك خان يونس.. وعدد قتلى الجيش يرتفع إلى 883 منذ بدء الحرب على غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين في معارك مع الفصائل الفلسطينية بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال الجيش تحت بند “سمح بالنشر” إن الرقيب أساف زامير، 19 عاماً، من لواء المدرعات فرقة البرق، قتل خلال الاشتباكات في جنوب غزة.
وأضاف البيان أن جنديين آخرين في كتيبة الفيلق المدرعة 53 أصيبا بجروح بالغة وتم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج، كما تم إخطار عائلاتهم.
وبهذا الإعلان، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 883 منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بعد مقتل الجندي يائير إلياهو شمالي القطاع، وآخرين في مناطق مختلفة خلال الأيام الماضية.
يذكر أن القتلى الجدد جاءوا ضمن تصعيد عسكري مستمر بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في غزة، وسط توقعات بمزيد من الاشتباكات.






اترك تعليقاً