تحولت مياه البحر الكاريبي إلى مسرح لأضخم حشد عسكري أميركي في المنطقة منذ الثمانينيات، مع نشر القيادة الجنوبية الأميركية قوة ضاربة تشمل حاملة طائرات نووية مدعومة بمدمرات وسفن قتال ساحلية، بإجمالي نحو 15 ألف جندي، وفق تقارير استخباراتية وبيانات تتبع الملاحة، نقلتها وكالة رويترز.
وتأتي هذه التحركات في إطار توجيهات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض ما أسمته “الحجر الصحي” على صادرات النفط الفنزويلية، وهو مصطلح استعير من أرشيف أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، بهدف تفادي إعلان حصار شامل قد يُعتبر إعلان حرب بموجب القانون الدولي، مع الحفاظ على القدرة على قطع الشريان الاقتصادي لفنزويلا دون التورط في نزاع بري مباشر.
اقتصاديًا، أدت الإجراءات الأميركية إلى انخفاض صادرات النفط الفنزويلية المتجهة إلى آسيا، على الرغم من لجوء كراكاس إلى ما يعرف بـ”الأسطول الشبح” لإخفاء حركة ناقلات النفط، فيما واصلت الأقمار الصناعية الأميركية مراقبة تحركاتها عن كثب.
على الصعيد العسكري، نفذت الولايات المتحدة ضربة دقيقة استهدفت “رصيف تهريب” داخل الأراضي الفنزويلية، باستخدام طائرة مسيّرة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية CIA، وفق ما أعلن البيت الأبيض، في إطار عمليات سرية تسمح لواشنطن بإنكار شن حرب رسمية، وفي الوقت نفسه إرسال رسالة تحذيرية للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وردّت فنزويلا بسرعة على التصعيد، حيث أظهرت مقاطع فيديو تحركات الجيش ونصب بطاريات صواريخ ساحلية روسية الصنع، مع خطاب تعبوي اتهم ما وصفته بـ”الغزو الإمبريالي”.
كما قدمت كراكاس، بدعم من روسيا والصين، شكوى لمجلس الأمن ضد ما وصفته بـ”قرصنة دولة” بسبب الحصار البحري الأميركي.
اتهامات كولومبية وغارات مكافحة المخدرات
اتهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الولايات المتحدة بقصف مصنع للكوكايين في مدينة ماراكايبو الفنزويلية، مشيرًا إلى موقعه الاستراتيجي القريب من البحر الكاريبي، وفق منشور عبر صفحته الرسمية على منصة X.
وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدمير “منشأة رئيسية” في فنزويلا، في إطار جهود مكافحة تهريب المخدرات. ونقلت شبكة CNN عن مصادرها أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نفذت غارة بطائرة مسيّرة على منشأة في ميناء الساحل الفنزويلي، ما يندرج ضمن عمليات مكافحة تهريب المخدرات التي نفذتها القوات الأميركية بشكل متكرر في شهري سبتمبر وأكتوبر، إلى جانب خطط لدراسة استهداف مهربي المخدرات داخل فنزويلا.
وفي 17 ديسمبر، صرّح الرئيس ترامب بتصنيف الحكومة الفنزويلية “منظمة إرهابية أجنبية”، وفرض حصار كامل على ناقلات النفط الفنزويلية، مهددًا بفرض عقوبات إضافية لاستعادة أصول تعتبرها واشنطن “مسروقة”.
ووصفت كراكاس الغارات الأميركية بأنها استفزازات تهدد استقرار المنطقة وتنتهك الاتفاقيات الدولية المتعلقة بنزع السلاح في الكاريبي، بينما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا تراقب التصعيد، مشيرة إلى أن الإجراءات الأحادية تشكل تهديدًا للشحن الدولي وتثير قلقًا خاصًا.






اترك تعليقاً