تتجه الأنظار إلى العاصمة الأميركية واشنطن، حيث يُنتظر أن تستضيف البيت الأبيض، يوم الجمعة المقبل، قمة ثلاثية تاريخية تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في خطوة تهدف إلى دفع عجلة السلام بين يريفان وباكو بعد عقود من النزاع الدامي حول إقليم قره باغ.
وأعلن مجلس الوزراء الأرميني اليوم الأربعاء أن باشينيان سيتوجه إلى الولايات المتحدة يومي 7 و8 أغسطس/آب، حيث سيعقد اجتماعاً ثنائياً مع ترامب لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين أرمينيا والولايات المتحدة، يليه اجتماع ثلاثي يشارك فيه الرئيس الأذربيجاني.
وجاء في البيان الرسمي أن الهدف من اللقاء “تعزيز السلام والازدهار والتعاون الاقتصادي في المنطقة”.
ترامب يراهن على إنجاز “معجزة دبلوماسية”
نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين أن الاجتماع المرتقب قد يشهد إعلاناً رسمياً عن اتفاق سلام بين الجانبين الأرمني والأذربيجاني، واصفين اللقاء بأنه “أحدث مثال على جهود ترامب لإنهاء النزاعات الدولية والسعي لنيل الفضل في تحقيق ذلك”.
كما أفاد الصحفي المتخصص بشؤون القوقاز، أليكس رافوغلو، أن كلاً من باكو ويريفان مستعدتان للإعلان عن نية توقيع اتفاق سلام شامل خلال هذا الأسبوع، وأن ترامب يعوّل على هذا التقدم ليضيف “نجاحاً دولياً” جديداً إلى أجندته السياسية في عام انتخابي محتدم.
من الحرب إلى التهدئة: كيف وصل الطرفان إلى عتبة السلام؟
شهدت العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان توتراً مزمناً منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وتفجرت النزاعات المسلحة بشكل متكرر، لا سيما في إقليم ناغورني قره باغ. لكن الأشهر الأخيرة شهدت اختراقات سياسية لافتة:
في مايو 2023، أعلن باشينيان استعداده للاعتراف بسيادة أذربيجان على كامل أراضيها ضمن حدود الحقبة السوفيتية، بما في ذلك قره باغ.
في 19 سبتمبر 2023، شنت باكو عملية عسكرية خاطفة انتهت بإعلانها “استعادة السلامة الإقليمية”، وإعلان الإقليم الحل الذاتي للجمهورية غير المعترف بها ابتداءً من يناير 2024.
في يونيو 2025، عرضت موسكو استضافة مراسم توقيع الاتفاق النهائي، إلا أن المفاوضات تحولت نحو منصة أميركية.
وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قد أعلن في وقت سابق أن “التوقيع على معاهدة السلام ممكن فور تعديل الدستور الأرمني وحل مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، مضيفاً: “أعتقد أننا قريبون جداً من توقيع معاهدة سلام”.






اترك تعليقاً