أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده أنهت جميع أشكال العلاقات التجارية مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة، مؤكداً أن القرار يشمل منع السفن التركية من التوجه إلى الموانئ الإسرائيلية، وحظر دخول الطائرات الإسرائيلية إلى الأجواء التركية.
وجاءت تصريحاته خلال جلسة استثنائية عقدها البرلمان التركي لمناقشة تطورات الأوضاع في القطاع.
وأوضح فيدان أن أنقرة لا تسمح منذ بدء الحرب بأي تبادل تجاري مع تل أبيب، مضيفاً: “قطعنا علاقاتنا التجارية مع إسرائيل بشكل كامل، ولا نسمح لسفننا بالذهاب إلى موانئها ولا لطائراتها باستخدام أجوائنا”.
ويُعتبر هذا الإجراء من أكثر الخطوات التركية تشدداً ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة، بعد سلسلة من التوترات الدبلوماسية التي شملت استدعاء السفير التركي من تل أبيب وتجميد بعض اتفاقيات التعاون.
وتركيا كانت من أبرز الشركاء التجاريين لإسرائيل في المنطقة، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 6 مليارات دولار سنوياً قبل الحرب، بحسب بيانات وزارة التجارة التركية، وشملت الصادرات التركية لإسرائيل الحديد والصلب، المواد الكيماوية، المنتجات الغذائية والآلات، فيما استوردت أنقرة من تل أبيب بشكل أساسي منتجات الطاقة والكيماويات، ووقف هذه الحركة سيؤثر على قطاعات صناعية وتجارية، سواء في تركيا أو في إسرائيل، التي تعتمد على موانئها لاستقبال جزء مهم من الواردات التركية.
وتعكس الخطوة موقفاً سياسياً واضحاً من أنقرة التي كثّفت مواقفها المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، وأكد فيدان أن جميع الأطراف الدولية التي كانت تعارض حل الدولتين باتت اليوم مقتنعة أنه “لا حل سواه”، معتبراً أن إسرائيل ما تزال “تسعى لإدخال دول المنطقة في حالة فوضى”.
كما شدد على رفض بلاده لأي خطط إسرائيلية أو إقليمية تهدف إلى “ترحيل الشعب الفلسطيني من غزة”، مؤكداً أن أنقرة ستواصل الدفاع عن قيام دولة فلسطينية مستقلة باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء الصراع.
وزير إسرائيلي يشبه تركيا بحركة “حماس” ويزيد التوتر مع أنقرة
أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير جدلاً واسعاً بمساواته بين تركيا وحركة “حماس” الفلسطينية، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيداً خطيراً في الخطاب السياسي بين تل أبيب وأنقرة.
ونشر بن غفير عبر حسابه على منصة “إكس” صورة تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في طهران، مصحوبة بتعليق يقول: “Turkey = Hamas” (تركيا = حماس) ، في إشارة إلى اتهامه أنقرة بدعم الحركة الفلسطينية.
هذا وشهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل تقلبات حادة خلال العقدين الماضيين. فبعد سنوات من التعاون العسكري والاستخباراتي في تسعينيات القرن الماضي، دخلت العلاقات في توترات متكررة أبرزها بعد حادثة سفينة “مافي مرمرة” عام 2010، التي قُتل فيها ناشطون أتراك أثناء محاولة كسر الحصار عن غزة، ورغم عودة العلاقات الدبلوماسية بشكل جزئي في السنوات اللاحقة، فإن الحرب الحالية أعادت التوتر إلى ذروته، مع اتخاذ أنقرة خطوات متشددة غير مسبوقة تجاه تل أبيب.






اترك تعليقاً