خلال قمة مغلقة مع ترامب.. بوتين يطرح شروطاً لإنهاء الحرب في أوكرانيا

طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مغلقة جمعته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في قاعدة “إلمندورف-ريتشاردسون” العسكرية بولاية ألاسكا، سلسلة من الشروط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أبرزها تخلي كييف عن إقليم دونباس، ورفض الانضمام إلى حلف الناتو، إضافة إلى منع نشر أي قوات غربية على الأراضي الأوكرانية.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” إن بوتين أكد خلال اللقاء ضرورة الحصول على تعهدات مكتوبة من الناتو بعدم التوسع شرقاً، إلى جانب فرض قيود على حجم الجيش الأوكراني، ووصفت تلك الشروط بأنها تعكس محاولة روسية لتكريس مكاسبها الميدانية دبلوماسياً.

وبحسب ذات المصادر، فقد اقترح بوتين ما وصف بـ”تنازلات” شملت تجميد خطوط القتال في مناطق زابوريجيا وخيرسون، مقابل انسحاب أوكراني كامل من دونيتسك ولوغانسك، مع إمكانية تسليم أجزاء محدودة من خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك إلى أوكرانيا ضمن صفقة شاملة.

ترامب: لا قوات أميركية في أوكرانيا

من جانبه، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال القمة فكرة إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا، مشدداً على أن الدور الأميركي سيكون محصوراً بـ”الدعم الجوي” فقط ضمن الخطة الأوروبية المقترحة لضمان أمن كييف.

وأكد البنتاغون في مذكرة للحلفاء أن الدور الأميركي في أي اتفاق أمني سيكون محدوداً، ما يعكس توجهاً أميركياً لخفض الانخراط المباشر في الحرب، في حال التوصل إلى تسوية.

كييف ترفض وتعتبر المطالب استسلاماً

في المقابل، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه لأي تسوية تقوم على التنازل عن أراضٍ أوكرانية معترف بها دولياً، مؤكداً أن دونباس “تشكل خط الدفاع الأول عن البلاد”، وأن الانسحاب منها “ليس خياراً مطروحاً”.

كما أكد زيلينسكي أن الانضمام إلى حلف الناتو هدف دستوري واستراتيجي لأوكرانيا، مشيراً إلى أن القرار لا يعود لروسيا.

مراقبون: بوتين يناور سياسياً

يرى محللون أن العرض الروسي يمثل مناورة سياسية موجهة لترمب أكثر من كونه مبادرة سلام جدّية، خاصة أن بعض المطالب الروسية تتعلق بأراضٍ لا تزال خارج سيطرتها حتى الآن.

وقال صامويل شاراب، الباحث في مؤسسة “راند” الأميركية: “طرح شروط مرفوضة مسبقاً من الطرف الآخر، دون استعداد فعلي للتفاوض، قد يشير إلى محاولة روسية لاستثمار الموقف السياسي في واشنطن بدلاً من السعي الحقيقي للسلام”.

مفاوضات معقدة ومصير مجهول

في ظل إصرار كل طرف على مواقفه، يبدو أن الطريق نحو تسوية سلمية لا يزال طويلاً ومعقداً، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة لعب دور الوسيط دون الانخراط العسكري.

ويبقى مستقبل الصراع مرتبطاً بتطورات الميدان، وموقف العواصم الأوروبية من الضمانات الأمنية لأوكرانيا، في ظل تزايد الضغط الدولي لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً