رغم التوترات.. إيران تعلن استعدادها لفصل جديد في علاقاتها مع دول الخليج

أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن استعداد بلاده لبدء فصل جديد من العلاقات مع دول الخليج، مؤكداً رغبة طهران في تعزيز التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، وذلك رغم التصعيد الأخير عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة أمريكية في قطر.

وخلال اجتماع للحكومة الإيرانية، قال بزشكيان، وفقاً لما نقلته وكالة “إرنا”، إن “سياسة الجوار وتطوير العلاقات الإقليمية تمثل ركيزة أساسية لحكومة الجمهورية الإسلامية”، مشدداً على أن إيران “تسعى لتعزيز التضامن الإسلامي وتوسيع التعاون مع دول المنطقة، وتحديداً مع مجلس التعاون الخليجي”.

تصريحات بزشكيان تأتي بعد موجة إدانات من دول الخليج للهجوم الإيراني على الأراضي القطرية. إذ وصف الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم محمد البديوي، الضربة بأنها “انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر”، محذّراً من أنها تشكّل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة، رغم المساعي الدبلوماسية الخليجية الحثيثة لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل.

وفي السياق ذاته، شدد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، على ضرورة أن “ترمم إيران ثقة محيطها الخليجي”، مؤكداً أن استهداف قطر “مسّ أمن المنطقة برمتها”، رغم المواقف الخليجية الرافضة للحرب الإسرائيلية على إيران.

ورغم دخول وقف إطلاق النار مع إسرائيل يومه السادس، قال الجنرال إسماعيل كوثري، القيادي في الحرس الثوري، إن إيران لم تعلن وقفاً رسمياً لإطلاق النار، موضحاً أن ما يجري هو “توقف مؤقت للعمليات القتالية”، ومؤكداً أن طهران سترد في الوقت المناسب على عمليات الاغتيال التي طالت مسؤولين إيرانيين على يد إسرائيل والولايات المتحدة.

بدوره، أبدى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، شكوكاً حيال التزام إسرائيل بالتهدئة، محذراً من أن بلاده “سترد بقوة” إذا تكررت الهجمات.

وفي اتصال مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، قال موسوي إن “إيران لم تبدأ الحرب لكنها ردّت بقوة على من بادر بالعدوان”.

في الأثناء، وجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، دعا فيها مجلس الأمن لتحميل الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية القانونية عن الهجمات الأخيرة، واعتبارهما “الطرف المعتدي”، مطالباً بتعويضات لإيران.

كما أعلنت طهران تشكيل “لجنة قانونية خاصة” لحصر الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والمرافق التعليمية والصحية والإعلامية، تمهيداً لعرضها على المؤسسات الدولية.

وفي تطور داخلي، صادق البرلمان الإيراني على قانون يجرّم استخدام خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، وفرض عقوبات مغلظة على جرائم التجسس تصل إلى الإعدام، في ظل إعلان السلطات تنفيذ عدة أحكام بالإعدام بحق من وصفتهم بـ”جواسيس” خلال فترة الحرب.

ماكرون يؤكد لنظيره الإيراني ضرورة استئناف المفاوضات لحل قضايا الأنشطة الباليستية والنووية

أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد خلاله على أهمية احترام وقف إطلاق النار كخطوة أساسية لاستعادة السلام والعودة إلى مسار المفاوضات.

وقال ماكرون في تدوينة على منصة “إكس” إنه شدد على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بالإضافة إلى إطلاق سراح المواطنين سيسيل كولر وجاك باريس، وحماية الممتلكات في إيران من أي تهديد.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات لحل القضايا المتعلقة بالأنشطة الباليستية والنووية، مع التأكيد على احترام وقف إطلاق النار للحفاظ على السلام في المنطقة، واستمرار عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران لضمان الشفافية اللازمة.

وأضاف ماكرون أن فرنسا ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة لتحقيق هذه الأهداف.

يأتي ذلك في ظل جولات تفاوض غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، تخللتها تصعيدات عسكرية بين إسرائيل وإيران، انتهت بوقف إطلاق النار، وسط دعوات دولية لتجديد المفاوضات السياسية.

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن حل ملف البرنامج النووي الإيراني لا يمكن أن يتم عبر الحلول العسكرية.

الملف النووي: أضرار مجهولة وضغوط أمريكية متصاعدة

لا تزال الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الأمريكية غير معروفة، وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن “القدرات الصناعية والتقنية الإيرانية لا تزال قائمة”، لكنه أشار إلى أن طهران لم تسمح بعد للوكالة بإجراء عمليات تفتيش لتقييم حجم الأضرار.

في المقابل، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من استئناف الضربات ضد إيران في حال تبيّن أنها استأنفت تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، قائلاً إنه “أنقذ” المرشد الإيراني علي خامنئي من محاولة اغتيال، لكنه اتهمه بالجحود.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده حققت “انتصاراً تاريخياً” بإزالة ما وصفه بـ”التهديد النووي الإيراني”، مشدداً على أن إسرائيل ستواصل اعتماد “الردع العسكري والدبلوماسي” في مواجهة أي تهديد.

وزير التربية والتعليم الإيراني: مقتل 30 طالباً و7 معلمين خلال حرب الـ12 يوماً

أعلن وزير التربية والتعليم الإيراني علي رضا كاظمي، الاثنين، عن سقوط 30 طالباً و7 معلمين شهداء جراء الهجمات الإسرائيلية على البلاد في فترة الحرب التي استمرت 12 يوماً.

وأشار الوزير إلى أن 21 من الطلاب القتلى كانوا من طهران، كما أصيب طالب واحد خلال الأحداث، مؤكداً أن سبعة من الكوادر التعليمية حصلوا على “مكانة رفيعة من الشهادة” خلال هذه الحرب.

وأضاف كاظمي أن 36 مدرسة تضررت بسبب قربها من مواقع الهجوم والانفجارات، إلا أنها تمت إصلاحها سريعاً وعادت إلى نشاطها التعليمي بشكل طبيعي.

ولفت إلى أن العمل التربوي استمر دون انقطاع رغم المخاطر، مشيراً إلى تشكيل 14 لجنة خاصة لوضع سيناريوهات الطوارئ في ظل ظروف الحرب وإطلاق مقر تنسيق لإدارة الأوضاع الطارئة في قطاع التعليم.

تقرير “كيهان” الإيراني: اختراق إسرائيلي واسع للبيانات الحساسة في إيران ودول الخليج عبر برمجيات هندية

كشفت صحيفة “كيهان” الإيرانية عن اختراق إلكتروني كبير نفذته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) استهدف برمجيات حكومية تستخدم في إيران ودول خليجية، مما أدى إلى تسريب معلومات حساسة تشمل السجل المدني وبيانات جوازات السفر وأنظمة المطارات، بالإضافة إلى تعطيل بعض المعدات العسكرية والتحكم بها عن بعد.

وقالت الصحيفة في تقريرها المعنون بـ”الموساد من الهند” إن الهنود هيمنوا على صناعة البرمجيات خلال العقدين الماضيين، مما جعل دول الخليج وإيران تعتمد بشكل كبير على البرمجيات والمبرمجين الهنود، ومع ذلك، أشارت إلى أن بعض هذه البرمجيات التي نشأت في الهند وتستخدم في المؤسسات الحكومية الإيرانية، تحوي برمجيات خلفية (Backdoors) تنقل البيانات مباشرة إلى إسرائيل.

جاء الكشف عن هذه الاختراقات عقب تحقيق أمني مشترك مع خبراء من الصين وروسيا، حيث تبين أن برامج خبيثة منتشرة بشكل واسع وتستخدم عبر شبكة الإنترنت الفضائية “ستارلينك” التابعة لإيلون ماسك للتواصل بين المطورين الهنود والأطراف المشتبه بها.

الاختراق لم يقتصر على إيران فقط، بل امتد إلى الإمارات والسعودية وقطر والكويت، ما يضع حركة الأشخاص والبيانات المدنية والعسكرية في هذه الدول تحت مراقبة إسرائيلية دقيقة.

وقالت “كيهان” إن هذا الاختراق يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الإيراني والدفاعي، حيث تم تعطيل أنظمة عسكرية في بعض الحالات، مما يعرض القدرات الدفاعية للخطر.

وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات سابقة داخل إيران من استخدام منصات وبرمجيات معينة مثل “ديجي كالا” و”أسناب” وأنظمة البريد الحكومية، التي قد تكون عرضة للاختراق الخارجي.

حتى الآن، لم تصدر ردود فعل رسمية من الحكومة الهندية أو المسؤولين الإسرائيليين حول هذه الاتهامات.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً