كشفت صحيفة غارديان البريطانية تفاصيل موسعة عن الحياة التي يعيشها الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته في موسكو بعد سقوط نظامه في ديسمبر 2024، في وقت يواصل فيه الأسد محاولة العودة لمهنته الطبية وممارسة شغفه القديم في طب العيون.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصدر مطلع، أن الأسد يدرس اللغة الروسية ويشارك في دروس متقدمة في طب العيون، مؤكدة أن هذه الخطوة جزء من اهتمامه الشخصي وليس لتأمين مصدر دخل، إذ كان يمارس الطب بشكل منتظم في دمشق قبل اندلاع الحرب، فيما يعتبر نخبة موسكو الثرية زبائن محتملين له.
وأكدت المصادر أن عائلة الأسد تعيش حياة هادئة ومعزولة في منطقة روباكليكوفا الراقية، وهي مجمع مغلق يسكنه نخبة العاصمة الروسية، بما في ذلك شخصيات مثل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. ورغم الفخامة، تحافظ العائلة على عزلة واضحة عن الدوائر السياسية السورية والروسية التي كانت تنتمي إليها سابقًا.
وأشار صديق للعائلة إلى أن الأسد يتواصل بشكل محدود مع عدد من المسؤولين السابقين مثل منصور عزام وزير شؤون الرئاسة السابق، ويسار إبراهيم أحد الأذرع الاقتصادية، فيما أصبح الأسد بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنخبة السياسية شخصية هامشية لم تعد محل اهتمام كبير.
وعن شقيقه ماهر الأسد، قال صديق للعائلة إنه حاول التواصل مع بشار قبل أيام، لكنه لم يتلق ردًا، مشيرًا إلى أن بشار بقي في القصر حتى اللحظة الأخيرة قبل سقوط النظام، بينما كانت زوجته أسماء تتلقى علاجًا من سرطان الدم في موسكو قبل سقوط النظام وتعافت بعد علاج تجريبي بإشراف الأجهزة الأمنية الروسية.
وعقب استقرار صحة أسماء الأسد، بدأ بشار الأسد في ترتيب روايته للأحداث، وإجراء مقابلات مع وسائل إعلام روسية وأخرى دولية، إلا أن موسكو منعت ظهوره الإعلامي العلني، فيما يحاول أبناؤه التكيف مع حياتهم الجديدة ضمن نخبة موسكو.
وكانت المناسبة الوحيدة التي شوهدت فيها العائلة مجتمعة دون بشار هي حفل تخرج ابنته زين الأسد في 30 يونيو، بعد حصولها على شهادة في العلاقات الدولية من جامعة إم جي إم أو، حيث حضر أفراد العائلة بشكل حذر ولم يلفتوا الأنظار.
كما أشار التقرير إلى أن الأبناء ووالدتهم يقضون معظم وقتهم في التسوق وتجهيز منزلهم الروسي الجديد بالسلع الفاخرة، بينما حافظ الأسد يلتزم بعزلة شبه كاملة على مواقع التواصل الاجتماعي مستخدمًا حسابات مستعارة.






اترك تعليقاً