وصل نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى إسرائيل، الثلاثاء، في زيارة طارئة تهدف إلى دعم اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بعد تجدد الغارات الإسرائيلية على مناطق شرق رفح جنوبي القطاع.
وذكرت صحيفة *نيويورك تايمز* أن زيارة فانس تأتي ضمن جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنقاذ الهدنة التي تم التوصل إليها قبل أيام فقط، في إطار خطة البيت الأبيض لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة، والدفع نحو مرحلة ما بعد الصراع.
ووفقاً لخطة السلام التي أطلقتها إدارة ترامب، توصلت إسرائيل وحماس هذا الشهر إلى اتفاق هدنة شمل تبادل الأسرى، إذ أفرجت إسرائيل عن 2000 أسير فلسطيني مقابل إطلاق حماس سراح 20 رهينة إسرائيلياً في 13 أكتوبر الجاري.
وبحسب مصادر في الإدارة الأميركية، تهدف زيارة فانس، التي تستمر حتى الخميس، إلى إيصال رسالة واضحة للطرفين بضرورة الالتزام الكامل بالاتفاق وعدم تقويضه، وسط مخاوف واشنطن من احتمال تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تنفيذ بعض بنوده.
وينضم فانس إلى ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، الذين يقودون جهود الوساطة بمشاركة مصر وقطر وتركيا، في مسعى لتثبيت الهدنة وتهيئة الأرضية السياسية لخطة “ما بعد الحرب”.
وتأتي زيارة فانس عقب تصعيد عسكري وقع في 19 أكتوبر، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين في اشتباك مع مسلحين فلسطينيين في رفح، وردت تل أبيب بغارات جوية مكثفة داخل القطاع.
واتهم نتنياهو حركة حماس بخرق الاتفاق، فيما نفت الحركة مسؤوليتها عن الحادث، مؤكدة التزامها الكامل بوقف إطلاق النار، ووصفت الاتهامات بأنها “ذريعة للتصعيد العسكري”.
وتسعى إدارة ترامب إلى تحويل الهدنة إلى أساس لتسوية دائمة، تتضمن نزع سلاح حماس، ونشر قوة دولية متعددة الجنسيات لتولي المهام الأمنية في غزة، تمهيداً لتشكيل إدارة فلسطينية مدنية مستقلة، غير أن حماس لا تزال ترفض بنوداً أساسية من الخطة، معتبرة أنها تهدف إلى “إخراج الحركة من المعادلة السياسية بالقوة”، ما يجعل فرص تثبيت الاتفاق محدودة في ظل هشاشة الوضع الميداني والخلافات الإقليمية حول مستقبل القطاع.
وفي كلمة مقتضبة أمام الكنيست، قال نتنياهو إن مباحثاته مع فانس ستركز على “التحديات الأمنية والفرص الدبلوماسية”، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
نتنياهو يبحث مع رئيس المخابرات المصرية خطة ترامب ومستقبل غزة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو وفريقه المهني التقوا رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد في مقر رئاسة الوزراء بالقدس، لبحث المضي قدماً في تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وتعزيز العلاقات الإسرائيلية–المصرية، إضافة إلى مناقشة قضايا إقليمية أخرى.
وذكرت قناة *القاهرة الإخبارية* أن رشاد يبحث مع المسؤولين الإسرائيليين إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وتذليل العقبات أمام تطبيق مقترح ترامب، في إطار المساعي المشتركة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية–أميركية قبل أيام.
ووصل رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل الثلاثاء لعقد اجتماعات مع نتنياهو والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بهدف تثبيت الهدنة ومنع انهيارها بعد تصاعد الخروقات في الأيام الأخيرة.
بالتوازي مع هذه الزيارة، تسعى القاهرة إلى استصدار قرار عاجل من مجلس الأمن الدولي لتشكيل قوة حفظ سلام دولية في غزة. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشونال” إن مهمة القوة ستكون “مساعدة الفلسطينيين على إدارة شؤونهم بأنفسهم”، مؤكداً أن مصر مستعدة للمشاركة في القوة “ضمن معايير واضحة وتفويض محدد من مجلس الأمن”.
وأوضح عبد العاطي أن المقترح المصري يتضمن إنشاء “مجلس سلام” يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب شخصيات سياسية بارزة مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لمتابعة عملية إعادة الإعمار والإشراف على تدفق المساعدات وضمان الشفافية في توزيعها.
وكشفت مصادر للصحيفة أن القاهرة تستعد لقيادة قوة مشتركة تضم أربعة آلاف جندي على الأقل من مصر وأذربيجان وتركيا وإندونيسيا، تُنشر في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، على أن تكون مهمتها حفظ السلام لا فرضه، وأن تعتمد على أسلحة خفيفة ومركبات مدرعة فقط.
وأكد عبد العاطي أن “نجاح خطة ترامب يتوقف على وفاء الطرفين بالتزاماتهما واستمرار التواصل الأميركي المباشر”، مشدداً على أن تدخل الرئيس الأميركي شخصياً كان “العامل الحاسم في وقف الحرب والضغط على نتنياهو للقبول بالهدنة”.






اترك تعليقاً