قمة شنغهاي في تيانجين.. قادة العالم يجتمعون لتعزيز الأمن والتعاون الاقتصادي

فرضت قمة منظمة “شنغهاي للتعاون” في مدينة تيانجين الصينية نفسها على الساحة العالمية، لتجمع كبار زعماء العالم، بينهم روسيا والهند ودول إقليمية وعظمى، بهدف توحيد الرؤى وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة.

ويعقد اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة “شنغهاي للتعاون” في تيانجين خلال الفترة من 31 أغسطس حتى 1 سبتمبر 2025، ويتوقع أن يصدر عن القمة أكثر من 20 وثيقة رسمية، ومع ذلك، تكتسب الاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف أهمية كبيرة لا تقل عن الوثائق الرسمية، لما تحمله من مؤشرات على التحالفات والتوجهات الدولية.

القمة الأكبر في تاريخ المنظمة

تعد قمة تيانجين الأكبر في تاريخ منظمة شنغهاي للتعاون، إذ يشارك فيها قادة أكثر من 20 دولة ورؤساء 10 منظمات دولية. وتمثل “عائلة شنغهاي” مجتمعين نحو نصف سكان العالم، وربع مساحة اليابسة، وحصة مماثلة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وبصفتها الدولة المضيفة والرئيس الحالي للمنظمة، تلعب الصين دورًا محوريًا في تحديد جدول أعمال القمة وتنظيم فعالياتها، ومنذ تولي بكين الرئاسة في يوليو 2024، نظمت أكثر من 100 حدث لتعزيز اهتمام المنظمة بقضايا التنمية المستدامة.

ومن المتوقع أن تقدم الصين خلال القمة مقترحات لتعزيز الاستقرار المالي للمنظمة، عبر تسويات بالعملات الوطنية وتوسيع منصات التجارة الإلكترونية، للتخفيف من آثار العقوبات الغربية على أعضائها.

بوتين وشي جين بينغ: قمة داخل القمة

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تيانجين في زيارة رسمية تمتد حتى 3 سبتمبر، حيث يجري مباحثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الصراعات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الملف الأوكراني وقضايا الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي بين موسكو وبكين.

إعلان تيانجين واستراتيجية 2035

سيصدر عن القمة وثيقتان رئيسيتان: “إعلان تيانجين” و”استراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون حتى 2035″، تحددان رؤية مشتركة في مجالات الأمن، التكامل الاقتصادي، التبادل الثقافي، وإصلاح الحوكمة العالمية.

وعلى هامش القمة، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لتعزيز التعاون وتعميق الثقة المتبادلة بين بكين ونيودلهي. وأكد شي أن التزام الدولتين بالشراكة التعاونية بدل التنافس يمثل أساسًا لتطوير العلاقات، وضرورة ممارسة المسؤولية التاريخية لدعم التعددية وحماية العدالة الدولية وتعزيز عالم متعدد الأقطاب.

هذا وتضم منظمة شنغهاي للتعاون بيلاروسيا، الهند، إيران، كازاخستان، الصين، قيرغيزستان، روسيا، طاجيكستان، باكستان، وأوزبكستان، بالإضافة إلى دول مراقبة مثل أفغانستان ومنغوليا، ودول شريكة في الحوار تشمل أذربيجان، أرمينيا، البحرين، مصر، كمبوديا، نيبال، الإمارات، تركيا، وسريلانكا.

وتشهد العلاقات الصينية-الهندية تحسنًا تدريجيًا بعد توترات حدودية في إقليم لداخ عام 2020، تلتها مراحل انسحاب القوات المتبادلة واستئناف المفاوضات، وعززت القمة الأخيرة في روسيا عام 2024 اللقاءات الثنائية بين شي ومودي، بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية المباشرة.

أردوغان وشي جين بينغ يبحثان أزمة أوكرانيا وإعادة إعمار سوريا في الصين

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الصيني شي جين بينغ في مدينة تيانجين، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، حيث بحث الطرفان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، أبرزها أزمة أوكرانيا والخطوات المشتركة الممكنة لإعادة إعمار سوريا.

وأفاد بيان الرئاسة التركية بأن الاجتماع تناول التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث أكد أردوغان على ضرورة دعم الاستثمارات لضمان توازن واستدامة التجارة الثنائية بين تركيا والصين. وأشار إلى وجود إمكانيات كبيرة في مجالات التكنولوجيا الرقمية والطاقة والرعاية الصحية والسياحة، داعياً إلى تعزيز التنسيق بشأن استثمارات الشركات الصينية في تركيا.

كما بحث الطرفان التنسيق بين مبادرتي “الممر الأوسط” و”الحزام والطريق”، وتم الاتفاق على انتظام عمل آليات التشاور والتعاون القائمة بين البلدين.

كما تطرقا إلى آخر التطورات في قطاع غزة، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً