أطلقت قيادات بارزة في تنظيم الإخوان موجة جديدة من التصريحات التصعيدية، حملت تهديدات مباشرة للسودانيين ودول في الإقليم، في وقت تتسع فيه رقعة الغضب الشعبي داخل السودان، وسط اتهامات للتنظيم بدفع البلاد نحو مزيد من الفوضى وإعادة تدوير خطاب العنف.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من تهديدات صدرت عن ضابط متقاعد محسوب على التنظيم، توعّد خلالها باستهداف ست دول في المنطقة، قبل أن يخرج القيادي الإخواني الناجي عبد الله بتصريحات مصورة هدد فيها باستهداف البيت الأبيض، في خطاب أعاد إلى الواجهة لغة المواجهة العابرة للحدود.
وفي تسجيل جرى تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، قال عبد الله، المعروف بلقب أمير الدبابين خلال حرب الجنوب في تسعينات القرن الماضي، إن التنظيم مستعد لمواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأجهزة الاستخبارات الأمريكية داخل البيت الأبيض، في تصريح أثار ردود فعل غاضبة ومخاوف من انزلاق الخطاب السياسي نحو التحريض المباشر.
بالتوازي، صعّد القيادي الإخواني ياسر عبيد الله لهجته ضد المدنيين الذين قادوا الحراك الشعبي وأسقطوا النظام السابق في أبريل 2019، ملوّحًا بالموت في حال عودتهم إلى الشارع، في إشارة واضحة إلى رفض أي مسار مدني، واعتماد كامل على المؤسسة العسكرية.
وتزامنت هذه التصريحات مع نقاشات داخل الكونغرس الأميركي، اعتبر خلالها متحدثون أن الأزمة السودانية لا يمكن فصلها عن الدور الذي لعبه تنظيم الإخوان في بنية الدولة ومؤسساتها خلال العقود الماضية.
وفي تسجيل منفصل، أقر الضابط السابق في جهاز الأمن السوداني عبد الهادي عبد الباسط بامتلاك التنظيم قدرات تتيح له تنفيذ عمليات استهداف خارجية، مشيرًا إلى استعداد عناصره لإلحاق الأذى بدول في المنطقة، وهو ما أعاد المخاوف من توسع رقعة التهديد خارج حدود السودان.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، حذر مراقبون من تنامي نفوذ مجموعات إخوانية متحالفة مع الجيش، وارتباطها بتنظيمات متطرفة خارجية، ما يضع البلاد أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا على المستويين الأمني والإقليمي.
ويُعرف تنظيم الإخوان بسجل طويل في دعم جماعات متطرفة، إذ استضاف السودان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بداية التسعينات، كما جرى منح جوازات سفر سودانية لعناصر متشددة، ونُفذت عمليات إرهابية عابرة للحدود شملت محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا، وتفجيرات استهدفت السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، إضافة إلى الهجوم على المدمرة الأميركية يو إس إس كول.
وجاءت هذه التطورات عقب تصريحات لقيادي أهلي في شرق السودان هدّد بفتح موانئ البحر الأحمر أمام روسيا لاستهداف الولايات المتحدة، ما زاد من حدة القلق الدولي تجاه مسار الأزمة.
وخلال جلسة استماع عقدها الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي، قال كين إزاك، المدير الأسبق لمنظمة الهجرة الدولية والمرشح السابق للرئاسة الأميركية، إن جذور الأزمة السودانية تعود إلى سيطرة التطرف الإسلامي على الدولة منذ عام 1989.
وأضاف أن تنظيم الإخوان وجناحه السياسي حزب المؤتمر الوطني يتحملان مسؤولية الحروب والعمليات الإرهابية التي شهدها السودان خلال تسعينات القرن الماضي، معتبرًا أن هذا النهج الأيديولوجي يتقاطع مع تنظيمات مثل القاعدة وحزب الله.
ودعا إزاك الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، إلى اتخاذ خطوات واضحة لتصنيف تنظيم الإخوان منظمة إرهابية أجنبية.
هذا واستولى تنظيم الإخوان على السلطة في السودان عام 1989، ما أدخل البلاد في عزلة دولية طويلة استمرت أكثر من 27 عامًا، بسبب اتهامات بدعم الإرهاب وإيواء جماعات متطرفة. ورغم سقوط النظام في عام 2019، لا تزال تداعيات تلك المرحلة حاضرة بقوة في المشهد السياسي والأمني، مع استمرار الجدل حول دور التنظيم في الحرب الحالية ومستقبل الاستقرار في السودان.
الأمم المتحدة: مقتل 104 مدنيين في كردفان السودانية جراء هجمات بالطائرات المسيرة
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم 43 طفلاً، قتلوا في هجمات متعددة بطائرات مسيرة في منطقة كردفان السودانية منذ 4 ديسمبر 2025.
وأشار فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلى قلقه البالغ بشأن تصاعد حدة الأعمال القتالية في المنطقة، التي تشهد اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال. وأوضح أن الهجمات استهدفت مستشفيات، روضة أطفال، وقاعدة للأمم المتحدة.
ورغم أن مفوضية الأمم المتحدة لم تذكر تفاصيل دقيقة عن الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات الجوية، إلا أن الوضع الأمني في المنطقة يتدهور بشكل سريع، مع استمرار النزاع العنيف في كردفان، وهي منطقة غنية بالنفط والذهب، وتشكل خطاً هاماً للإمدادات العسكرية.
في هذا السياق، أكدت المنظمة الدولية للهجرة نزوح أكثر من 350 شخصًا من مدينة كادقلي خلال الأيام الثلاثة الماضية، على خلفية القصف المدفعي المتواصل.
البرهان يعلن استعداده للعمل مع ترامب لإنهاء الحرب في السودان وسط تعثر المفاوضات
قال قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إنه مستعد للعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إنهاء الحرب الدائرة في السودان. جاء ذلك في بيان رسمي عقب زيارة البرهان للرياض بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأكد البرهان خلال الزيارة حرص السودان على التعاون مع الرئيس ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو، بالإضافة إلى مبعوثه للسلام في السودان، مسعد بولس، في جهود تحقيق السلام ووقف الحرب.
وأوضح مصدر حكومي سوداني أن الزيارة كانت تهدف إلى بحث المبادرة التي طرحها ولي العهد السعودي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، والمتعلقة بإنهاء النزاع في السودان.
مصر والولايات المتحدة تؤكدان التنسيق المشترك في قضايا السودان وليبيا والبحيرات العظمى
بحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، سبل تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال اتصال هاتفي، ثمّن الجانبان العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن، وأكدا على أهمية التنسيق المستمر بشأن القضايا الإقليمية والدولية. تناول الاتصال الأوضاع في السودان وليبيا، بالإضافة إلى التطورات في منطقة البحيرات العظمى وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة القرن الأفريقي.
وفيما يخص السودان، شدد الجانبان على دعم وحدة السودان وسلامة أراضيه، وأكدا رفض أي محاولات لتقسيم البلاد أو تقويض استقرارها. كما جددا إدانتهما للهجوم على مقر البعثة الأممية في مدينة كادوقلي، معبرين عن تضامنهما الكامل مع الشعب السوداني. من جانبه، أكد عبد العاطي دعم مصر الكامل للمؤسسات الوطنية السودانية، مشددًا على أهمية إطلاق مسار إنساني فعّال لضمان وصول المساعدات.
وفيما يخص ليبيا، جدد عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة ليبيا وسلامة أراضيها، مشددًا على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. كما شدد على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وتفكيك الميليشيات المسلحة.
وفيما يتعلق بمنطقة البحيرات العظمى، أشاد عبد العاطي بالجهود الأمريكية التي أسفرت عن التوقيع على اتفاق واشنطن بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وأكد على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق لتخفيف التوتر وبناء الثقة في المنطقة.
وأكد عبد العاطي على دعم مصر الكامل لجهود إحلال السلام في أفريقيا وتعزيز استقرار المنطقة، مشددًا على استعداد مصر للتعاون مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تنفيذ الاتفاقات الموقعة وتحقيق سلام دائم.
متحدث “تأسيس” السوداني ينفي وجود اتفاق ثلاثي حول نفط هجليج
نفى المتحدث باسم التحالف السوداني “تأسيس”، علاء نقد، وجود أي اتفاق ثلاثي بشأن نفط هجليج، والذي يُعد من أهم مناطق إنتاج النفط في السودان وجنوب السودان.
وأكد نقد في تصريحات صحفية أن ما جرى هو “تفاهمات” مباشرة بين السودان وجنوب السودان، وليس اتفاقًا ثلاثيًا. وأضاف أن القوات التابعة لدولة جنوب السودان موجودة في منطقة هجليج، لكن مسؤولية حماية المنطقة تقع حاليًا على عاتق القوات السودانية.
وأوضح نقد أن هذه التفاهمات الثنائية تأتي في إطار الحرص على مصالح دولة جنوب السودان، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي اتفاقية تتعلق بتقسيم عائدات النفط من المنطقة.
وكانت وزارة الطاقة والنفط السودانية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي عن إيقاف عبور نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية وإغلاق منشآت هجليج، وذلك بعد سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة نفذتها قوات الدعم السريع استهدفت منشآت حيوية في حقل هجليج النفطي.
وتعتبر منطقة هجليج واحدة من أهم مناطق إنتاج النفط في السودان وجنوب السودان، وتقع بالقرب من الحدود بين البلدين.
وأنشئت منشآت هجليج النفطية خلال تطوير صناعة النفط السودانية في تسعينيات القرن الماضي، وكانت نقطة انطلاق رئيسية لعمليات الضخ والتكرير والنقل.
ويشكل نفط جنوب السودان أحد أهم موارد دخل الدولة، إذ يعتمد بشكل شبه كامل على تصدير النفط عبر الأنابيب السودانية التي تمر بحقول الإنتاج جنوبي السودان وتتجه شمالًا إلى موانئ السودان على البحر الأحمر، حيث يتم تصدير النفط للأسواق العالمية.






اترك تعليقاً