في خطوة تعكس تحركًا دبلوماسيًا جديدًا في الساحة اللبنانية، كشف مسؤول لصحيفة “الأخبار” اللبنانية أن بريطانيا تسعى لملء الفراغ الناتج عن تراجع الدورين الفرنسي والأمريكي في لبنان، عبر مبادرة تهدف إلى فتح حوار مباشر مع “حزب الله” حول ملف سلاحه.
وأوضح المسؤول أن المبادرة البريطانية، وفق المعطيات المتوفرة، تخدم بالدرجة الأولى مصالح إسرائيل، تحت عنوان “المساعدة في معالجة أزمة سلاح حزب الله”.
وتشير المعلومات إلى أن الاقتراح ينص على تعيين وسيط بريطاني للتواصل مع الحزب ومحاولة إقناعه بالتخلي عن سلاحه والانخراط الكامل في مؤسسات الدولة اللبنانية.
وبحسب المصدر، فإن المرشح الأبرز لتولي هذا الدور هو جوناثان باول، وهو دبلوماسي بريطاني سابق يقود مؤسسة وساطة دولية لعبت أدوارًا في ملفات معقدة، من بينها ليبيا. وتُعرف هذه المؤسسة بارتباطها بأدوار استخباراتية، ولـ باول سجل طويل في التفاوض مع جماعات توصف غالبًا بأنها متمردة أو مصنفة كـ”إرهابية” في مناطق متعددة حول العالم.
ويأتي هذا الحراك وسط جمود في المبادرات الأمريكية وتعثر المساعي الفرنسية، خاصة بعد فشل باريس في إحداث اختراق سياسي في ملف انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وتراجع دورها على صعيد الوساطة بين القوى اللبنانية.
وكانت واشنطن قد شددت مرارًا على ضرورة نزع سلاح “حزب الله” ودمجه ضمن مؤسسات الدولة، معتبرة أن هذه الخطوة ضرورية لاستقرار لبنان وأمن إسرائيل، كما سبق أن خصصت إدارة ترامب مبلغ 230 مليون دولار ضمن برامج تتعلق بهذا الهدف.
في السياق ذاته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في تصريح له، أن “أبناء الأمين العام حسن نصر الله من المقاتلين، لن يمكّنوا إسرائيل من تحقيق أهدافها”، في إشارة واضحة إلى رفض الحزب أي تنازل في ملف سلاحه أو دور المقاومة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المستمرة.
جعجع: لا خيار أمام حزب الله إلا تسليم سلاحه للدولة اللبنانية ويتعين عليه التعظ من تجربة حماس
اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “لا خيار” أمام حزب الله سوى تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، داعياً الحزب إلى “التعظ” من تجربة حركة حماس في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس من مقرّه في معراب شمال بيروت، قال جعجع، وهو من أبرز خصوم حزب الله: “لا خيار لدى الحزب إلا أن يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، لأن هناك دولة وقد اتخذت القرار”.
وأضاف: “من المؤكد أن على حزب الله أن يتعظ مما يحدث مع حماس حالياً، وهذا سبب إضافي لأن يسلم سلاحه في أقرب وقت ممكن، وحرام إضاعة الوقت”.
يأتي ذلك في ظل مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في مصر، تهدف إلى وقف إطلاق النار ونزع سلاح الحركة، وفق خطة أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشار جعجع إلى أن مسؤولي حزب الله “يرفضون تسليم السلاح رغم وجود خطة وضعتها الدولة اللبنانية في أغسطس لسحب السلاح، وسط ضغوط من إسرائيل والولايات المتحدة”.
وأضاف: “لا أفهم لماذا قاموا بحرب الإسناد التي أدت إلى خسائر كبيرة، ولا أفهم خطواتهم منذ 7 أكتوبر”.
وحذر جعجع من أن رفض الحزب تسليم السلاح “يضعه خارج اللعبة السياسية وخارج القانون، وكأنه متمرد على الدولة”، مما يضعف موقفه بدلاً من تقويته.
يُذكر أن الحكومة اللبنانية قررت في أغسطس الماضي تجريد حزب الله من سلاحه ووضع خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، لكنه رفض ذلك واعتبره “خطيئة”، ويُشدد جعجع على ضرورة حزم أكبر من قبل رئيس الجمهورية والحكومة لتطبيق حصر السلاح بيد الدولة.
الرئيس اللبناني جوزيف عون يطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل لانسحابها ووقف اعتداءاتها
طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون الدول الصديقة، وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، بالضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الأراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها، بالإضافة إلى إعادة الأسرى اللبنانيين.
وجاء ذلك خلال استقباله لمسؤول جهاز العمل الخارجي الأوروبي، حيث شدد عون على أن الوضع سيظل مضطربًا دون تنفيذ هذه المطالب، مما يعيق تقدم تنفيذ مراحل خطة تحقيق حصرية السلاح في يد القوات الشرعية اللبنانية.
وأكد الرئيس عون أن الحكومة اللبنانية مستمرة في إجراء الإصلاحات الضرورية في المجالات المالية والاقتصادية، وأشار إلى أن لبنان على الطريق الصحيح في هذا المجال، معربًا عن ترحيبه بالشراكة الأوروبية في مختلف المجالات.
كما طلب الرئيس اللبناني من موفد الاتحاد الأوروبي تكثيف المساعدة لمختلف القطاعات اللبنانية، مؤكدًا أهمية مشاركة الاتحاد الأوروبي في مراقبة الانتخابات النيابية المقبلة لضمان نزاهتها وشفافيتها.
في سياق آخر، أشار عون إلى أن العلاقات اللبنانية-السورية تشهد تطورًا إيجابيًا، وأن التنسيق قائم بين سلطات البلدين لمعالجة القضايا المشتركة، وعلى رأسها قضية النازحين السوريين في لبنان.
لبنان: تضارب الروايات حول حادثة “إطلاق النار” على موكب الشيخ حسن مرعب في صيدا
شهدت مدينة صيدا جنوب لبنان جدلاً واسعاً بعد حادثة إطلاق نار على موكب الشيخ حسن مرعب أثناء تصويره حلقة تلفزيونية مع الإعلامي تمام بليق، وتباينت الروايات حول ما جرى، مما أثار تساؤلات بشأن حقيقة الحادثة.
الإعلامي تمام بليق نشر مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي، أشار فيه إلى أن ما حدث لم يتعدَّ كونه “سوء تفاهم”، حيث قال: “كنا نصوّر في صيدا ولم نكن نعلم هوية المنطقة، فطلب منا مجموعة من إخواننا الشيعة مغادرة المكان، فغادر الشيخ، والأمر ليس أكثر من ذلك”.
وأضاف بليق أن فريق العمل لم يتعرض لأي أذى، مشيرًا إلى أن التصوير توقف احترامًا لأهل المنطقة ولتفادي أي توتر.
في الجهة المقابلة، نشر الشيخ حسن مرعب مقطعًا مصورًا أعلن فيه أن موكبه تعرض لإطلاق نار مباشر، واصفًا ما حدث بـ “محاولة اغتيال”.
وقال مرعب: “لقد منعت من التصوير في صيدا، وتعرض موكبي لإطلاق نار، وهذه محاولة قتل أضعها برسم الدولة اللبنانية”. وطالب مرعب السلطات الأمنية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة ومحاسبة المتورطين.
لبنان: توقيف 32 شخصاً للاشتباه بتزويد إسرائيل معلومات عن حزب الله
أفاد مصدر قضائي، الخميس، أن السلطات اللبنانية أوقفت خلال الأشهر الماضية 32 شخصاً على الأقل للاشتباه بتزويدهم إسرائيل معلومات دقيقة عن مواقع حزب الله وتحركات عناصره خلال الحرب الأخيرة على لبنان.
وقال المصدر، من دون الكشف عن هويته، إن “6 منهم تم توقيفهم قبل سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي”.
وأضاف أن المحاكم العسكرية أصدرت أحكاماً في 9 ملفات، فيما لا تزال 23 ملفاً أخرى قيد النظر، تراوحت العقوبات بين 6 أشهر و8 سنوات.
وأشار المصدر إلى أن اثنين من المحكومين بالأشغال الشاقة لمدة 7 و8 سنوات أدينا بتهمة تزويد العدو بإحداثيات وعناوين وأسماء مسؤولين في حزب الله، مع علمهما بأن إسرائيل استخدمت هذه المعلومات لقصف مواقع تواجد القادة والمسؤولين الميدانيين للفصيل.
كما ذكر المصدر أن بعض الموقوفين اعترفوا خلال التحقيقات بدورهم في تزويد إسرائيل بمعلومات خلال الحرب في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.






اترك تعليقاً