هذا الشعار لطالما رفعه بعض اخوتنا من الشرق الليبي من مؤيدي النظام الفيدرالي! منذ الايام الاولى لسقوط نظام القذافي – الحقيقة كنت استهجن مطلب الاقليم – قد يكون مبعث ذلك رغبة البعض من اخوتنا في الشرق في الخروج من المركزية التي كان يحكم بها القذافي البلد ، بمعنى انهم كانوا يريدون انفصالا اداريا لا سياسيا وهم في هذه الحالة محقّون . حين تعالت الاصوات المنادية بالفيدرالية وأعلنت عن نفسها ، احدث ذلك ريبة وشكوكا في قلوب الكثيرين من ابناء ليبيا ، الذين لم يتعودوا سماع ذلك من قبل! وشعروا ان اولئك يستعجلون الانفصال السياسي وتقسيم ليبيا مستغلين حالة الفوضى وعدم الاستقرار ، ورأوا ان الوقت غير مناسب وكان عقلانيا الانتظار الى ان تستقر الامور وتعاد هيبة الدولة فيكون مطلبهم مقبولا من خلال القنوات التي يسمح بها القانون.
لكني من خلال متابعة الاحداث العاصفة التي تمر بها ليبيا بعد الانتفاضة ، استطيع القول ان تلك المطالب قد تكون في محلها ، حيث ادرك البعض من اهلنا في برقة صعوبة اعادة هيبة الدولة وخاصة في المنطقة الغربية بعد ما وقع من تقاتل وفرقة بين الاخوة خلال انقضاء عامين او اكثر على رحيل القذافي! وهو ما يعني استمرار المعاناة وزيادة تدهور حالة الدولة الليبية بالمفهوم السياسي ، الامر الذي عزز اكثر توجهات الفيدراليين في الانفصال الذي يرونه اداريا محضا في كنف الدولة الواحدة! فهل يكون اهلنا في الشرق استوعبوا خطورة الوضع وأدركوا انه لامناص من تثبيت ركن الدولة الشرقي المتجانس اجتماعيا حفاظا على ليبيا الام؟! فتكون برقة هي نقطة الانطلاق الى اعادة تثبيت اركان الدولة الليبية من بعد.
التاريخ يشهد ان برقة منبع المبادرات الوطنية منذ الحكم الايطالي مرورا بالملكي والجمهوري ، وهكذا كانت انطلاقة انتفاضة فبراير في 15 -2-2011 والتي اجتمع حولها اهلنا في الشرق جميعا ، ليستمر زخم المبادرات الوطنية في عملية تصحيح مسار الانتفاضة فكانت بنغازي اول من جاهر بالتصحيح ، من خلال مظاهرات واعتصامات سلميّة تطورت الى اعمال عنفيّة في يوم السبت الدامي! ، حين تصدّت لها ميليشيات مسلحة ترفض الانضمام الى الجيش والشرطة وتصر على التمسك بسلاحها ومواقعها وسقط الكثير من الضحايا الابرياء ، ومنذ ذلك الوقت وبرقة تواصل عملها الوطني الدؤوب بإجماع شعبي في تصحيح المسار وتقدم في سبيل ذلك المزيد من ابنائها فداء لليبيا الوطن.
ارى انه على الليبيين تقدير التضحيات البرقاوية الجمّة ، والتلاحم مع اخوتهم في برقة وعدم الانجرار وراء اجندات وتيارات تتستر بالدين او غيره ، فالبيئة البرقاوية ظلّت ولا زالت متجانسة متوحدة اجتماعيا وهذا بالطبع سر النجاح وضمان الريادة ، وهذا هو عامل الحسم في كل المعارك السياسية والاجتماعية مهما اشتدّت ، ارى ان التفاف الشعب الليبي حول اخوتهم في برقة ودعمهم لهم هو الضمانة الوحيدة لانتشال البلد من مصير التقسيم الذي تسعى وتدعمه جهات داخلية وخارجية ، قد يستغرق الامر وقتا حتى يتمكن اهلنا في برقة من اعادة الامور الى نصابها وتحقيق الاستقرار والأمن في ربوعها لكنهم حتما سينتصرون لبرقة وسيهبّون من بعد ذلك لخوض معركة الحسم المشتركة مع اخوتهم في الغرب الذين فعلت فيهم الفتنة مافعلت ففرقتهم قبائل ومدنا ومناطق! فهل من شرقنا يأتي الأمل وتشرق شمسك ياليبيا من جديد؟!.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً