«نعيم قاسم» يرد على تصريحات باراك: كفى تهديداً للبنان

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، أن “المسؤولين في لبنان ليسوا موظفين عند أمريكا، ولا نقبل بذلك”، مشددًا على أن الولايات المتحدة تحاول تحقيق ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه بالحرب، عبر أدوات السياسة.

وقال قاسم في كلمة له إن “التدخل الأمريكي في لبنان والمنطقة سيئ للغاية، ويقود إلى الإبادة والمجازر ضمن مشروع توسعي يتكامل مع المشروع الإسرائيلي”. ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل لخدمة “أمريكا الكبرى” عندما يتحدث عن “إسرائيل الكبرى”.

وجّه قاسم رسالة حادة للإدارة الأمريكية والمبعوث الأمريكي إلى لبنان توم باراك، طالب فيها بـ”كفى تهديدًا للبنان لإضعاف قوته وجعله جزءًا من إسرائيل الكبرى”، مشيرًا إلى أن استقرار لبنان يتطلب كف يد إسرائيل.

وأكد أن لبنان يجب أن يبقى “سيدًا حرًا وعزيزًا مستقلاً وقويًا”، وأن إسرائيل لا ترغب في تطبيق الاتفاق لإنهاء النزاع معها لأنها تسعى إلى “ابتلاع لبنان وإلغاء وجوده”.

ورداً على الدعوات لنزع سلاح حزب الله، قال قاسم: “من يظن أن إلغاء سلاح حزب الله سينهي المشكلة فهو واهم، لأن هذا السلاح جزء من قوة لبنان، وإسرائيل لا تريد لبنانًا قويًا”. وأضاف: “نحن لا نتأثر بالتهديد”.

وخاطب الولايات المتحدة وإسرائيل قائلاً: “طبّقوا الاتفاق، فلبنان طبّقه، وكل المناورات والضغوط هي استنزاف وتضييع للوقت”.

ودعا الحكومة اللبنانية إلى أن تكون “مسؤولة عن السيادة، وأن تعمل بجد لحمايتها، وأن تتخذ إجراءات تنفيذية لإعادة الإعمار”.

في سياق متصل، اعتبر نعيم قاسم أن استعراض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شرم الشيخ لا يمثل مشروع سلام حقيقي، بل محطة جديدة من محطات الصراع، موضحًا أن إسرائيل لم تحقق أهدافها رغم “التظاهرة العالمية” التي شهدتها شرم الشيخ.

وقال إن الولايات المتحدة تحاول الآن تحقيق ما فشلت إسرائيل في تحقيقه بالحرب عبر السياسة، وهذا أمر غير ممكن. وأضاف أن إسرائيل “كيان معتدٍ ومجرم يسعى للإبادة”، ولن تنجح في ترسيخ احتلالها.

وشدد على أن التدخل الأمريكي في لبنان والمنطقة “سيئ للغاية”، وأنه يقود إلى الإبادة والمجازر ضمن مشروع توسعي يتكامل مع المشروع الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على لبنان بطرق مختلفة، بينها دفع إسرائيل لتوجيه ضربات قاسية، وتقديم مساعدات مالية للجيش اللبناني لإشعال فتنة داخلية، بهدف إضعاف لبنان وجعله تابعًا لإسرائيل الكبرى.

وأكد قاسم أن استقرار لبنان لن يتحقق إلا بوقف العدوان الإسرائيلي، وأن الضغط على لبنان لن يمكن إسرائيل أو أمريكا من تحقيق أهدافهما.

وأضاف: “إسرائيل تزود الجيش اللبناني بالسلاح لكنها تمنعه من امتلاك سلاح يمكنه مواجهة الاحتلال، وهذا واضح للجميع”.

وخاطب الإسرائيليين بالقول: “هناك اتفاق، فلتطبقوه كما فعل لبنان، لأن كل المناورات والضغوط لن تجلب سوى إضاعة الوقت واستنزاف القوى، وأنتم تخلقون حالة توتر غير معروفة العواقب”.

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي في “قوة الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” في غارة جنوب لبنان

قُتل شخص صباح اليوم الأربعاء إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة عين قانا في قضاء النبطية بمنطقة إقليم التفاح، جنوب لبنان.

وبحسب المعلومات، نفذت طائرة استطلاع إسرائيلية الغارة عند الساعة 8:15 صباحاً، حيث أطلقت صاروخاً موجهاً استهدف دراجة نارية على طريق الجبانة القديمة في البلدة.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، اغتيال قيادي في “قوة الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” بغارة جوية استهدفته في منطقة عين قانا جنوب لبنان. وقال الجيش في بيان رسمي إنّه “وبتوجيه من قيادة المنطقة الشمالية، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على عيسى أحمد كربلا، قائد فصيل في قوة الرضوان، وقام بتصفيته”.

وأضاف البيان أن كربلا كان متورطًا في نقل وسائل قتالية داخل لبنان، وأنشطته شكلت خرقًا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان.

يأتي هذا الحادث في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، خاصة في الجنوب ومنطقة البقاع، حيث استهدفت منشآت تجارية تقول إسرائيل إنها تُستخدم من قبل “حزب الله” لإعادة بناء ترسانته العسكرية.

وفي الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل غارات على معمل الإسمنت ومجبل الزفت التابع لشركة “المجابل العاملية” في منطقة الوادي الفاصل بين بلدتي أنصار وسيناي، ما تسبب في دمار شبه كامل وخسائر مالية بالملايين.

يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، لكنه شهد انتهاكات متكررة، ولا تزال القوات الإسرائيلية تحتفظ بوجود عسكري في منطقة عازلة جنوب لبنان لضمان حماية مستوطنات الشمال.

رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا سلاح خارج الدولة و”حزب الله” يجب أن يتحول لحزب سياسي فقط

أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم الأربعاء، أن “حزب الله يجب أن يكون حزبًا سياسيًا فقط بعد نزع سلاحه”، مشددًا على أن “لا تراجع عن احتكار الدولة اللبنانية للقوة العسكرية”.

وفي تصريحاته، قال سلام إن “لبنان لا يمكن أن ينهض إلا باستعادة دولته”، مشيرًا إلى أن “لا أحد يجب أن يكون فوق القانون، ولا مكان لتعدد السلاح أو السلطات في البلاد”.

وتأتي هذه التصريحات في ظل دعم الحكومة اللبنانية لما يُعرف بـ”الورقة الأمريكية”، التي طرحت مقترحات لنزع سلاح “حزب الله” ونشر الجيش اللبناني جنوب البلاد، وهي الورقة التي حظيت بتأييد رسمي في 7 أغسطس الماضي.

وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد صرّح حينها بأن “مسألة حصر السلاح بيد الدولة شأن داخلي”، وأن الحكومة “واجهت خيارين، إما الموافقة على الورقة أو الدخول في عزلة دولية”.

في المقابل، يواصل “حزب الله” رفضه لهذه الطروحات، حيث صرّح الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، في تصريحات سابقة، أن “سلاح الحزب هو من أجل مقاومة الكيان الإسرائيلي، ولا علاقة له بالداخل اللبناني”، مؤكدًا أن “المقاومة ستتجاوز كل التحديات”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً