استقرت أسعار النفط خلال تعاملات الإثنين، حيث تحوّلت أنظار المتداولين إلى الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة واشنطن، وسط ضغوط أميركية على كييف للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا يتضمن التنازل عن أجزاء من الأراضي.
وانخفض خام “برنت” إلى ما دون 66 دولاراً للبرميل بعد أن أنهى الجلسة السابقة على تراجع بنسبة 1.5%، فيما يتداول خام “غرب تكساس الوسيط” بالقرب من 63 دولاراً.
وفي خطوة لإظهار الدعم السياسي، من المقرر أن ينضم إلى الاجتماع الحاسم كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.
وكان ترامب قد صرح عقب محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة، أنه سيحث زيلينسكي على إبرام اتفاق سريع، وأبدى استعداداً لمطلب بوتين المتعلق بتنازل أوكرانيا عن مساحات واسعة من الأراضي.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي حضر القمة، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأحد: “ما زلنا بعيدين جداً، ولسنا على شفا اتفاق سلام، لكنني أعتقد أن تقدماً قد تحقق”.
وبحسب ما نقله مقربون من المحادثات، أبلغ ترامب القادة الأوروبيين أن الولايات المتحدة قد تساهم في أي ضمانات أمنية يجري التوصل إليها، وأن بوتين أبدى استعداداً لقبول ذلك، لكن طبيعة هذه الضمانات ما زالت غير واضحة، وكذلك موقف الكرملين منها.
تقلبات السوق ومخاوف من فائض عالمي
أدخلت المحادثات المتعلقة بمحاولة إيجاد حل للحرب في أوكرانيا حالة من عدم اليقين إلى أسواق الطاقة، ما جعل أسعار النفط تتداول في نطاق ضيق مؤخراً.
ورغم ذلك، تبقى العقود المستقبلية منخفضة بأكثر من 10% منذ بداية العام، نتيجة المخاوف من التداعيات الاقتصادية لسياسات ترامب التجارية. ويأتي ذلك بالتزامن مع قرار تحالف “أوبك+” إنهاء التخفيضات الطوعية والبدء بإعادة إمدادات جديدة إلى السوق.
وخلال الأسبوع الماضي، حذّرت “وكالة الطاقة الدولية” من أن السوق تتجه نحو تحقيق فائض قياسي في عام 2026، نتيجة زيادة الإمدادات وتباطؤ الطلب العالمي.
الذهب يرتفع مع تراجع عوائد السندات
على الجانب الآخر، ارتفع الذهب في تعاملات الإثنين المبكرة بعد أن سجل أدنى مستوى له في أسبوعين، مدعوماً بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية وترقب المستثمرين لاجتماع ترامب وزيلينسكي في واشنطن بمشاركة قادة أوروبيين.
وبحلول الساعة 01:56 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 3345.64 دولاراً للأونصة، بعدما هبط سابقاً إلى أدنى مستوياته منذ الأول من أغسطس، كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة مماثلة لتصل إلى 3391.80 دولار، وفقاً لوكالة “رويترز”.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في “كيه.سي.إم تريد”: “كان الذهب في حالة تراجع في بداية اليوم، ولكن تمكن من عكس مساره مع صعود المشترين عند مستوى 3330 دولاراً تقريباً”.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.3% لتسجل 38.08 دولاراً للأونصة، وصعد البلاتين 0.8% إلى 1346.61 دولاراً، بينما قفز البلاديوم 1.3% إلى 1126.85 دولاراً.
ويترقب المستثمرون أيضاً المؤتمر السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، ويتوقع معظم الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت “رويترز” آراءهم أن يعلن البنك المركزي الأميركي عن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، وهو أول خفض هذا العام، مع احتمال إجراء خفض ثانٍ قبل نهاية 2025، في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية.
ويعتبر الذهب، الذي لا يدر عائداً، أحد أبرز الملاذات الآمنة خلال فترات الضبابية وعدم اليقين، ويرتفع عادة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
انخفاض أسعار الغاز الأوروبي قبيل قمة ترامب–زيلينسكي
شهدت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية انخفاضًا إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام الحالي، وذلك قبيل اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواجه ضغوطًا للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا قد يتضمن تنازلات إقليمية من أوكرانيا.
وأفادت وكالة بلومبرغ أن العقود الآجلة القياسية للغاز في أوروبا واصلت انخفاضها خلال تعاملات الاثنين بعد تراجعها الأسبوع الماضي، قبيل اجتماع ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وانخفضت العقود الآجلة الهولندية لتسليم الشهر المقبل بنسبة 1.9%، لتسجل 30.43 يورو لكل ميغاوات/ساعة، وهو السعر القياسي للغاز الأوروبي.
وقد يؤدي اتفاق لإنهاء الحرب، مهما كانت تنازلات أوكرانيا، إلى تخفيف الضغوط على الإمدادات العالمية من خلال السماح بتدفق المزيد من الغاز الروسي إلى الأسواق العالمية.
هذا وعلى الرغم من محاولات أوروبا لتنويع مصادر الغاز بعد خفض روسيا إمداداتها عبر خطوط الأنابيب منذ أكثر من ثلاث سنوات، والاعتماد على الغاز الطبيعي المسال المستورد من الولايات المتحدة وقطر، يرى المتداولون أن أي تخفيف محتمل للعقوبات على روسيا قد يسمح بعودة جزئية لإمدادات الغاز الروسية إلى السوق، ما قد يخفف من المنافسة على الغاز المسال.
وقالت الباحثة تاتيانا ميتروفا من مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: “إعلان الولايات المتحدة عن ضمانات أمنية لأوكرانيا، والتقارير التي تشير إلى احتمال قبول روسيا، لهما أهمية دبلوماسية، لكن الوضع لا يزال غامضًا، ولا توجد مؤشرات على أن قمة ألاسكا ستحدث تغييرًا ملموسًا في إمدادات الغاز الأوروبي في الوقت الحالي”.
في السياق نفسه، أعلنت النرويج، أحد أكبر موردي الغاز لأوروبا، عن انقطاع غير مخطط له للإمدادات من محطة هامرفست لتصدير الغاز الطبيعي المسال نهاية الأسبوع، ما قد يضغط على الأسعار إذا استمر لفترة طويلة.




اترك تعليقاً