وصل ممثلو الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى سوريا الخميس، في زيارة تعد الأولى من نوعها للمجلس إلى هذا البلد بعد نحو عام على إطاحة حكم الرئيس السابق بشار الأسد، وفق الإعلام الرسمي.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الوفد وصل عبر معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، على أن يلتقي عدداً من المسؤولين السوريين وفعاليات المجتمع المدني، ويتوجه فور وصوله إلى حي جوبر في دمشق للاطلاع على حجم الدمار والتخريب الذي طال الأحياء خلال الحرب.
وأوضحت وزارة الخارجية السورية أن زيارة الوفد تعكس دعم المجتمع الدولي لسوريا الجديدة ووقوفه إلى جانبها في مرحلة إعادة البناء وترسيخ سيادتها واستقرارها، مشيرة إلى أن الوفد يمثل جميع أعضاء مجلس الأمن، وهو أول إجماع دولي حول قضايا سوريا منذ 14 عاماً.
وقال السفير السلوفيني لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، إن الجولة تأتي في “وقت حاسم” لدعم المرحلة الانتقالية في سوريا وتعزيز الثقة بين الأمم المتحدة والسلطات السورية، مؤكداً أهمية إيصال رسائل واضحة بشأن المسار الذي يريد المجلس أن تسلكه سوريا في المرحلة المقبلة.
وأفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك بأن المنظمة تأمل أن تسهم الزيارة في تعزيز الحوار بين الأمم المتحدة وسوريا، لافتاً إلى أن أعضاء المجلس سيلتقون أيضاً نائبة المبعوث الخاص إلى سوريا نجاة رشدي واللجان المعنية بتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء.
وتأتي زيارة وفد مجلس الأمن في وقت تعزز فيه سوريا سيادتها على كامل أراضيها بعد سنوات من الحرب والأزمة، وتؤكد التزام المجتمع الدولي بدعم إعادة الإعمار والاستقرار، كما تعكس تحسن موقع سوريا على الصعيد الدبلوماسي الدولي بعد مراحل طويلة من العزلة.
توتر متصاعد في السويداء بعد وفاة الشيخين رائد المتني وماهر فلحوط وسط جدل حول أسباب الوفاة
تشهد محافظة السويداء خلال الأيام الماضية حالة توتر متصاعد، عقب الإعلان عن وفاة الشيخين رائد المتني وماهر فلحوط، بعد أيام من توقيفهما ضمن ما وصفه الحرس الوطني التابع لشيخ العقل حكمت الهجري بـ”حملة أمنية”.
وأوضح الحرس الوطني في بيان مطول أنه أوقف عدداً من المشتبه بهم بناءً على “معلومات مؤكدة حول محاولات لتشكيل خلايا داخلية بهدف تنفيذ تفجيرات واغتيالات في مناطق مدنية ودينية في السويداء”، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية شملت “اعترافات موثقة” سيتم بثها لاحقاً.
وفيما يتعلق بوفاة الشيخين، أشار الحرس الوطني إلى أن تقارير الطب الشرعي بينت أن وفاة المتني ناجمة عن جرعة دواء زائدة، بينما توفي فلحوط نتيجة نوبة قلبية، وأعلن عن توقيف عنصرين للاشتباه بضلوعهما في “إساءة معاملة أحد المعتقلين” واتخاذ إجراءات صارمة بحقهما.
على الجانب الآخر، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي باتهامات للحرس الوطني بتعذيب المتني أثناء الاحتجاز، مستندة إلى صور ومقاطع فيديو توثق آثاراً على الجثمان، ما أثار شكوكاً واسعة حول رواية “الجرعة الدوائية”.
الحادثة سببت انقساماً داخل السويداء، بين من يعتبر إجراءات الحرس الوطني “خطوة ضرورية لحماية الجبل”، وبين من يرى أن ظروف وفاة الشيخين تتطلب تحقيقاً كاملاً وعلنياً، وسط مخاوف من تداعيات أمنية قد تمس النسيج الاجتماعي للمحافظة.






اترك تعليقاً