أين أصبح تنظيم الدولة غير الاسلامية “داعش” في ليبيا *

أين أصبح تنظيم الدولة غير الاسلامية “داعش” في ليبيا *

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

  • استهلال للتذكير بتنظيم الدولة في ليبيا:

في مقالات سابقة عن تنظيم الدولة غير الاسلامية (داعش) ذكرت حقائق عن النشأة العامة للتنظيم ونشأته في ليبيا ومراكز وجوده ومناطقه والدعم الذي يتلقاه وذكرت حقائق عن الحروب التي تخاض ضد التنظيم في العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس في مقالين “من حقائق تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الجزء الأول والجزء الثاني”، وذكرت أخوة (داعش) من التنظيمات الدينية في ليبيا في مقال “تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وإخوانه في ليبيا” وحقائق عن تمدد التنظيم محليا وإقليميا وعالميا في مقال “من فصول تمدد تنظيم الدولة غير الاسلامية (داعش)” ومقالات أخرى منها “حول مقتل الاقباط المصريين” و”مدينة سرت عاصمة لتنظيم الدولة غير الاسلامية (داعش)” و”حقيقة تحرك داعش إلى المناطق النفطية” و”منطقة حرة في ليبيا لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)” و”لمحات اساسية عن تنظيم الدولة غير الاسلامية في ليبيا” و”حول أحداث سرت” ومقالات اخرى  وهي مقالات متتبعة متفحصة لأفعاله وهويته وتحركاته وطبيعة وجوده في ليبيا وخططه وغاياته مسنودة بمصادر موثوقة، هذه المقالات منشورة على فترات زمنية ماضية في الصحف والمواقع التي انشر فيها ومتاحة للتصرف بشرط ذكر اسم الكاتب ولن يتم التغاضي عن أي مخالفات لحقوق المؤلف من أي جهة كانت والجهات التي ارتكبت  مخالفات سواء في هذه المقالات وغيرها من مقالاتي هي جهات مرصودة ولا داعي لتوريط جهاتها في دوامات قضائية أو تبشيع وتقبيح لجهاتها إعلاميا فالأمر بسيط، لا تتعدى على حقوق غيرك واذكر المصدر ممثلا في اسم الكاتب وانشر ما شئت.

  • موضوع المقال:

أين أصبح تنظيم الدولة غير الاسلامية بعد رحلته الزمانية والمكانية في ليبيا؟ للإجابة على هذا السؤال لنعد الى ما مضى من احداث احتلال مدينة سرت واستعباد اهلها باسم الدين، احتلال واستعباد تفرج عليهما ببلاهة حكام تشريعيين وتنفيذيين لازال أكثرهم في مناصبهم الى هذه اللحظات حتى مجيء حكومة الوفاق التي حشدت لهذا التنظيم وهو إنجاز يحسب لها رغم إخفاقاتها في قضايا وطنية كثيرة لازالت عالقة في ليبيا حيث شنت حكومة الوفاق الحرب على تنظيم الدولة عبر قوات اسمتها قوات البنيان المرصوص مع دعم من قوات دولية وكان في مدينة سرت المئات من افراد تنظيم الدولة ولكن في هذه الحرب لم يقتل الا العشرات وحسب فأين ذهب اغلبهم؟

انسحب العديد من مقاتلي ومنتمي التنظيم الى جنوب سرت وتوزعوا في مجموعات من منطقة جنوب شرق سرت والى جنوب غرب بني وليد وغريان، انساق بعض افراد تنظيم الدولة بين  أفواج المهاجرين غير الشرعيين الى البلاد الايطالية بتسللهم في مجموعات صغيرة الى مدن  الهجرة في غرب ليبيا وانطلقوا مع المنطلقين في البحر الأبيض المتوسط عبر القوارب بعد ان غيروا مظهرهم الديني واتجهت مجموعات صغيرة منفردة من التونسيين إلى التسلل إلى الاراضي التونسية واتجهت مجموعات صغيرة متتابعة عبر الصحراء الغربية لليبيا الى مصر وعند تشديد الجيش المصري رقابته على الحدود الشمالية للصحراء الغربية ادارت مجموعات وجهتها عبر جنوب الصحراء الغربية لليبيا للتسلل إلى مصر واتجهت مجموعات صغيرة اخرى الى الاراضي السودانية وعاد بعض افراد التنظيم من الليبيين إلى مدنهم وظلت أغلب قوى التنظيم في جنوب وسط ليبيا من مقاتلي وقيادات التنظيم بكافة تجهيزاتهم القتالية وأرجح ان  بقاء هؤلاء في جنوب وسط ليبيا هو بناء على أوامر من القيادات العليا للتنظيم، لأنه لن يجد مأوى افضل له من المأوى الليبي بعد ان ضيق على وجوده في دول اخرى فليبيا أرضا شاسعة واسعة فارغة ولا توجد فيها قوة وطنية منظمة موحدة تبسط سيطرتها على كامل ليبيا  تهدد وجوده والشعب الليبي منقسم على نفسه غائبا عن حاضره ببلايا هتكت له عيشه وحياته وحكامه ينامون عسلا ولا يستيقظون إلا كسلا وليبيا أرضا قريبة من رفاقه في دول أفريقية وعربية مجاورة لليبيا وفيها ممرات صحراوية للنفاذ الى ملاجئ اخرى اذا ما ضيق عليه الخناق وهى ذاتها ممرات التهريب وفيها العتاد والأسلحة ويستطيع الحصول عليها بسهولة عبر الشراء او عبر السطو وفيها الكثير من الممولين والمجاملين للتنظيم وسيعيد تجربته الماضية في سرت مع أي مدينة أخرى مستفيدا من أخطاء تجربته في سرت واذا ما أعيد تجربته فانه سيعيدها بأحكام وشدة لان سبل الرجوع التي كانت متاحة له في دول اخرى قطعت على هذا التنظيم ولن يجد له مقصدا جبريا الا ليبيا فيها يبقى ويتمدد او فيها يفنى ويتبدد فاختاروا ايها الليبيون خيار الفناء والتبدد لهذا التنظيم بان تنسفوا كل الاجسام المشوهة القبيحة القائمة على بلادكم وهى مجلس النواب ومجلس الدولة والمؤتمر الوطني والحكومات القائمة الذين جاملوا ودعموا هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتشددة وتاليه إنقاذ وطنكم او خيار البقاء والتمدد لهذا التنظيم بالصمت والاستكانة واللامبالاة على حكام هم من أتاح واحتضن ودعم ومنح وجامل هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتنطعة المتلبسة بالدين فالتنظيم أيها الشعب موجود.. موجود في ليبيا وبقوته وعتاده ويعلمون بوجوده ولكنه حليف من الحلفاء وله مغنم في ليبيا كما ان ليبيا لهم مغنم حتى ولو بسط سلطانه المتوحش على كل ليبيا ولكم في مدينة سرت عبرة فلن يبالوا ولن يكترثوا وسينتظرون على افتراض بسط سلطانه على كل ليبيا ان يمنحهم من ليبيا مغنم كما منحوه من ليبيا مغنما، لك الله يا ليبيا وقد اصبحت مغنما في أيادي السفهاء يقتطعونك لهم مغانم.

—————————————————-

* وجود التنظيم في منطقة جنوب وسط ليبيا وتسلل بعض المجموعات منه إلى الدول المجاورة والمدن الليبية وإلى الهجرة عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا وبقاء المجموعة المسلحة الغالبة منه في منطقة  جنوب وسط ليبيا، استنادا على مشاهدات وشهادات من أهالي المناطق التي يتحرك ويصول ويجول بجوارها تنظيم الدولة ومن أهالي هذه المناطق أصدقاء ذوي عقل وحكمة وكنت ألح عليهم في فترات زمنية مختلفة بتزويدي بأي معلومات شاهدوها أو سمعوها عن هذا التنظيم، ولا توجد في ليبيا جهة إعلامية او اخبارية وحتى استخباراتية أو امنية بحثية معلوماتها يعتمد عليها أو معلوماتها فيها صدق ولبعضها ارتباط بهذا التنظيم  لهذا لابد من البحث والتقصي الذاتي عن هذا التنظيم وغيره.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 2

  • محمد الفيتوري

    غريب معلوماتك وهى صحيحة وداعش الآن بدا يتحرك بجوار سرت ويضع استيقافات

  • عبد الله العيسى

    الشعب الليبي لا يصلح له الا نظام اسلامي داعسي أو نظام حفتري أمريكي. لذلك اتوقع عودة الدواعس ثانية للساحة‘ خاصة وأن اخونج ليبيا في طرابلس أثبتوا فشلهم فلا هم اسلاميون و لا علمانيون يراوحون بين ذلك.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً