نخاسة الانتخابات القادمة

نخاسة الانتخابات القادمة

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

أي انتخابات في العالم هي سوق من اسواق النخاسة عندما تقوم دون قواعد قانونية رادعة ودون نظام سياسي عام له مراجع دستورية وقانونية وقضائية ملزمة تحمي الانتخابات من الفساد والمفسدين وتحمي الدولة والشعب من ترشيح المجرمين واللصوص والجشعين والطامعين وهذا غير موجود في ليبيا على الإطلاق مما قد يحول الانتخابات القادمة كسابقاتها الى سوق من اسواق النخاسة يباع ويُشترى فيها الشعب الليبي  فلا يحكم برلمانيا او رئاسيا الا من يدفع اكثر لحملته الانتخابية ومن يدفع اكثر لاستمالة وسائل الاعلام ومن يدفع اكثر لثرثاري القنوات الفضائية ومن يدفع اكثر للأقلام المأجورة وادخال الشعب الليبي في مرحلة انتقالية من مراحل العبودية باسم الديمقراطية ولايخفى عليكم مرحلة العبودية التى يعيشها الشعب الليبي الآن تحت سلطان نخاسين انتخبوا سابقا.

في مقال مضى نشره ( قاطعوا الانتخابات القادمة كرامة لانفسكم وكرامة لوطنكم ) لم يكن لي من دافع الا ان ادفع بمن تصله كلماتي من ابناء الشعب الليبي للابتعاد عن فخ جديد هو فخ الانتخابات والبحث عن سبيل اخر لإنقاذ نفسه وانقاذ وطنه ولا ارى من سبيل في بلاد سدت فيها السبل وتعقدت فيها الاوضاع الا بالخروج والتظاهر وازالة اي جسم او كيان  عقد الحياة الليبية وما الانتخابات الا اعادة وتكرار لذات الوجوه ولذات الاجسام المعقدة المدمرة لليبيا ولشعبها لان لا وجود لقواعد سياسية او قانونية تقوم عليها الانتخابات في ليبيا ، واي انتخابات هى بحاجة لقواعد تقوم عليها حتى تصبح انتخابات نقية نزيهة وابسط ركيزة قاعدية لهذه الانتخابات لاتوجد في ليبيا حيث لاتوجد قيم قانونية وقيم محاسبية رادعة تضع مسؤولي فبراير السابقين والحاليين ممن تورط في حروب او ممن تورط في سرقة المال العام او ممن تورط في إبادة مدن في ليبيا في دائرة الاتهام حتى الى حين وبالتالي منعه من هذه الانتخابات حتى إثبات براءته اوادانته لذلك سيعود اللص والمجرم والمحتال نائب في هذه الانتخابات وسيكون رئيس ليبيا مجرما او لص او محتال وعندها باركوا لهؤلاء اللصوص والمجرمين والمحتالين سيادتهم عليكم ولايوجد في ليبيا اي حماية ضامنة للأفراد تدفع الناخب للتصويت بحرية بل مرجح ان الناخبين في بعض المناطق سيكونون تحت الاجبار للتصويت لأشخاص بعينهم تحت التهديد بالخطف والقتل في مناطق سيطرة العصابات المسلحة.

لن يترشح في هذه الانتخابات البرلمانية والرئاسية المواطن البسيط الصالح الذي وضعوه في أدنى معيشة ارضية وعلى الأغلب لن يترشح الا من استغل اقتصاد الفوضى الذي تمور فيه ليبيا مورا من مهربي البشر ومهربي الوقود ومهربي الاموال وتجار العملة الأجنبية وسارقي الاموال العامة من قادة العصابات والساسة لان الانتخابات بحاجة للاموال للترشح وهو مايفتقده الشرفاء الأنقياء من ابناء ليبيا.

ليعلم من لايعلم ان هناك استعدادات ضخمة تجري هذه الفترة لخوض الانتخابات القادمة من قبل احزاب كان تشكيلها من مال الشعب الليبي المسروق في بداية فوضى وفساد فبراير ومن قبل جماعات دينية متنطعة ومن قبل شخصيات عليها شبهات اختلاس وسرقة المال العام وشخصيات متورطة في حروب داخلية وشخصيات مسؤولة وكانت فترة مسؤوليتها فاشلة خاملة ويملك هؤلاء الاموال المسروقة والقوة والتنظيم والتخطيط وحتى التضليل على الانتخابات.

خذوا حياتكم بأياديكم ولاتضعوا حياتكم وحياة أجيالكم في اشخاص لا أمانة لهم بهذه الانتخابات وحرروا انفسكم من هذه الشخصيات الهزيلة الهزلية التي لاتجيد الا الهزل حتى اصبحت ليبيا مهزلة بين دول العالم ولن يكلفكم الامر الا الخروج عليهم وقلب كراسيهم على رؤوسهم وزجهم في السجون على تعاقبهم عقابا على الثمن الباهظ الذي دفعته ليبيا ودفعه الشعب الليبي في فترة حكمهم القبيح ، قبحهم الله وأنزلهم حيثما استحقوا في مواضع السافلين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً