هل يعاني «الليبيين» – النوموفوبيا- إدمان الهواتف الذكية والإنترنت ؟

إدمان الهاتف النقال (انترنت)

عين ليبيا 

ربما لن تعترفوا أنكم مدمنون جدّيون على الهواتف الذكية التي بين أيديكم الآن وعلى الإنترنت في الهاتف النقال ، لأنكم مثل أي مدمن من نوعٍ آخر، تعيشون حالة إنكار لئلا يفصلكم أحد أو شيء عن حبيبكم الصغير. هل تجرؤون على معرفة إذا كنتم مدمنين على هاتفكم الذكي، وتالياً تعانون من حالة نوموفوبيا، أي “شعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو الوجود خارج نطاق تغطية الشبكة” NO MObile PHone phOBIA.

المشهد الذي اعتدنا رؤيته يومياً في شوارع المدينة، أشخاص رؤوسهم محنية وكأنهم في حالة عشق للهاتف الذي بين أياديهم، وهم يقطعون الطريق من جهةٍ لأخرى دون الالتفات إلى حالة السير، وآخرون في المطعمٍ مشغولون في مشاهدة ما يأكله أصدقاؤهم عبر الصور التي ينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي، عوضاً عن الالتفات للطبق الذي قد يبرد أمامهم، وأصدقاء يلتقون دون التفوه بأكثر من بضع كلمات لأن تركيزهم محصور بفيسبوك.

لتذكيرنا بتلك الظاهرة الاجتماعية وتأثيرها المضحك-المبكي علينا وعلى المجتمع، قام أحد تلامذة الـCentral Academy of Fine Arts في الصين بإنتاج فيديو أنيمايشن يظهر هوس الأفراد بهواتفهم الجوالة، من خلال مشاهد تعتمد السخرية السوداء .

يبدو أن تسليط الضوء على هذا الإدمان يجذب عدداً كبيراً من المدمنين أمثالنا!

لنضع المزاح جنباً، إن الإدمان على الهواتف الذكية أمرٌ ثابت وله انعكاساته السلبية، وقد بدأت بعض المراكز المختصة بإعادة التأهيل، كمركز ReStart في ريدموند-واشنطن، بوضع برنامج لعلاج الولع المرضي بالهواتف الجوالة، تماماً كما يعالجون أنواعاً أخرى من الإدمان السلوكي. تحل منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بين مناطق العالم من حيث عدد مستخدمي الهواتف الذكية بحوالي 525.8 مليون مستخدم، 72% منهم لا تتجاوز أعمارهم الـ34 عاماً. ويتوقع أن تتخطى نسبة اختراق الهواتف الذكية في المنطقة الـ60% في نهاية العام الجاري، علماً أنها تتخطى الـ50% في قطر والكويت والبحرين والإمارات والسعودية.

 

ما الذي يدلكم على أنكم “نوموفوبيك”؟

 

تحدد دراسة حديثة تحاول فهم وتشخيص النوموفوبيا، لائحة الإشارات التي تؤدي إليها، ومنها:

  • الخوف من نفاد بطارية هاتف الجوال.
  • أن يسبب انتهاء الرصيد الشخصي أو تخطي حدود استهلاك الإنترنت الشهري الذعر لدى المستخدم.
  • الحاجة الملحة لتفقد الهاتف بين الحين والآخر.
  • الإصابة بنوبة قلق من عدم التمكن من البقاء على تواصل مع العائلة والأصدقاء عند نسيان الهاتف.

هل تنتابكم هذه الحالات؟ إذا كان ردكم بالإيجاب فأهلاً بكم في نادي النوموفوبيا! هل تسمعون هاتفكم يرن أحياناً وهو في الواقع صامت…

لم تخطئوا العنوان!

يشبه David Greenfield، الدكتور في الطب النفسي لدى جامعة Connecticut School of Medicine، تلك الحالة التي تسمى نوموفوبيا، بالحالات الأخرى من الإدمان التي تؤدي إلى خلل في الدوبامين، المادة الكيميائية التي تتفاعل في الدماغ مؤثرةً على الأحاسيس والسلوك، وتحفز الأشخاص على القيام بعملٍ ما يظنون أنهم سيكافئون عليه لاحقاً. وكما يقول الدكتور، ففي كل مرة نسمع هاتفنا يرن، تزيد نسبة الدوبامين التي تدفعنا إلى التفكير أننا تلقينا شيئاً هاماً، كرسالة أو صورة أو حتى كلمة من حبيب أو صديق أو مدير. والواقع أننا لا تعرف ماذا سيكون هذا الشيء ولا متى سنتلقاه، فنظل نتفقد هاتفنا كمدمنين، كأننا أمام أصغر ماكينة للعب القمار في الكازينو. وما يزيد من حالات الإدمان على الهواتف الذكية، هو تكاثر التطبيقات وتطورها وحاجتنا إلى البحث الدائم في هذه السوق الخيالية من السلع التي نظن أنها مهمة في حياتنا.

ومن خلال لائحة المؤشرات والأعراض المذكورة بما سبق :

–  السؤال لك أخي القارئ : هل تعتقد أن الليبيون بأغلبيتهم – مدمنون على الهواتف الذكية ؟

– المتابع الكريم – هل أنت أحدهم ” هل تعاني النوموفوبيا ” ؟

 

 

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً