من فصول تمدد تنظيم الدولة غير الإسلامية (داعش)

من فصول تمدد تنظيم الدولة غير الإسلامية (داعش)

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

أولاً: فصل التمدد المحلي لتنظيم الدولة

لتنظيم الدولة غير الاسلامية مستقبل واعد بالتمدد من مدينة اجدابيا شرقا والى الحدود التونسية غربا متمددا ومتوطنا كل المناطق الواقعة بين اجدابيا والحدود التونسية  ولاتوجد الا بعض العثرات والمنغصات لهذا التمدد والتوطن والتى قد لاتصمد كثيرا ان لم تدعم ومنها بعض المناطق وبعض القوى الامنية كقوة الردع الخاصة في طرابلس ، يرجع ذلك لوجود دعائم ومعززات لتمدد هذا التنظيم ومن هذه الدعائم،الآتي:

أ- وجود خلايا مساندة تنتمي للتنظيم ووجود خلايا متحولة يرجح مبايعتها للتنظيم وهى تنظيم انصار الشريعة الذي يفتقد الى منهج واقعي لعقيدته التى غايتها الشريعة الاسلامية ودولة الاسلام وهى غاية موجودة كمنهج واقعي لدى تنظيم الدولة غير الاسلامية الامر الذي قد يلجأ به الى مبايعة هذا التنظيم حتى يجد منهجا واقعيا لعقيدته  وقد حدث ان بايع الكثير منهم تنظيم الدولة وهى خلايا موجودة في اجدابيا شرقا ثم غربا في مصراتة ثم الخمس وزليتن والقره بوللي وشرق وجنوب طرابلس ثم الزاوية وصرمان وصبراتة والى الحدود التونسية.

ب-  وجود سماح متاح لهبوب اي رياح في هذه المناطق فلايوجد اي رادع أمني او قانوني او اجتماعي  واشكال الجريمة المتعددة المنظمة وغير المنظمة تطوف فيها بكبر وخيلاء علنا وجهرا ولايملك اهالي هذه المناطق الا طأطأة الرؤوس اتقاء لشر الجريمة  الا ردعا لن يكون كافيا في ردعه قد يحدث من منطقة مصراتة لوجود بعض القوى المناهضة للتنظيم في هذه المنطقة اوردع من بعض مناطق طرابلس او ردع من منطقة ورشفانة  لعدم وجود اي خلايا للتنظيم في هذه المنطقة ولوجود عداء عام في هذه المنطقة تجاه اي جماعة مسلحة من خارج المنطقة هذا اذا لم تحدث نزعات مسلحة ككل فترة في هذه المناطق تسمح بتمدد التنظيم فيها.

ج – البديل الحياتي الذي يقدمه تنظيم الدولة من بعد وضع حياتي مطبق بالاحباط واليأس وسوء معيشي ومخاطر امنية حشر فيها الشعب الليبي حشرا من اسوأ حكام على الارض مما يدفع بالكثير من ابناء الشعب الليبي الى القبول بتنظيم الدولة كبديل لعله ينقلهم من وضعهم هذا وحدث هذا القبول من بعض ابناء الشعب الليبي في سرت وهراوة والنوفلية وبن جواد.

د- الدعم المالي للتنظيم والذي لم ينقطع من اعلان فرعه في سرت والى الآن  ومن شواهده الدالة ، ظهور آليات ومعدات حديثة لدى افراد التنظيم لم تعرف في مدينة سرت الا في سنة 2015 م ومنها سيارات الشرطة الاسلامية ومعدات حديثة خاصة بشرطته وهى سيارات و معدات موردة حديثا وبحاجة لاموال ضخمة واجراءات حكومية لتوريدها وذلك يعني ان هناك دعم مالي وتشجيع حكومي لتنظيم الدولة ، اضافة للقوى الشرائية المفرطة لافراد التنظيم في سرت التي هى أقوى من القوى الشرائية لمن بقى من اهالي سرت وهو أمر يعرفه من بقى من اهالي سرت مايعني وفرة الاموال.

ثانياً: فصل التمدد الإقليمي لتنظيم الدولة   

من الصعوبة في الوقت الحالي على تنظيم الدولة التمدد في شرق ليبيا الى بعد مدينة اجدابيا لوجود قوة عسكرية مناهضة للتنظيم وهى قوة تحظى ببعض الدعم الشعبي من اهالي الشرق الليبي مالم تنهار هذه القوة ويضاف الى ذلك استعداد الجيش المصري وقوته الامنية لصد اي تمدد داخل المنطقة الشرقية حتى لايمتد فيما بعد الى الاراضي المصرية حتى ولو اضطر الى دخول المنطقة الشرقية من ليبيا ويصعب عليه التمدد واجتياز الحدود المصرية لوجود قوة امنية مصرية فاعلة وجيش مصري لهما عقيدة وطنية ومساندة شعبية ،ويصعب عليه كذلك التمدد الى الحدود الجزائرية لوجود  قوة امنية خبيرة لديها كفاءة في الرصد يصعب على التنظيم اختراقها والتمدد في نفوذها وبالتالي فان فصل تمدد التنظيم الى مصر والجزائر بعيد في الزمن الحاضر الا اذا زعزع استقرار الدولتين وانهارت قواهما او اذا حجمت قواهما الامنية والعسكرية واسال الله لهما الحفظ الا ان تمدد التنظيم وتوطنه له دعائم في الارض التونسية ممهدة لتمدده وتحديدا في الجنوب التونسي الى حدود مدينة صفاقس فبمجرد تمدد التنظيم في الارض الليبية الى الحدود التونسية سيتبع ذلك تمدده تلقائيا الى داخل الارض التونسية للآتي:

أ- وجود فراغ أمني في الجنوب التونسي وتحجيم للقوة الامنية التونسية والتي كانت من أقوى القوى الامنية في الشمال الأفريقي وانحدرت بسبب حكام الخمس سنوات ، الرجاء الاطلاع على مقال (من حقائق تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) – الجزء الثاني،مع ملحق للهجوم على متحف باردو في تونس).

ب- انتشار خلايا التنظيم في الجنوب التونسي وتحركها بحرية نسبية مدعومة بعصابات التهريب في الجنوب بخلاف الشمال التونسي.
ج- وجود قنوط معيشي يجد في الانضمام للتنظيم سرحا برحا من هذا القنوط وذلك عند أوساط العديد من الشباب التونسي.

د- زواحف التمدد المتوحش للتنظيم على الارض الليبية الممتدة من اجدابيا والى حدود تونس هى زواحف اغلبها تونسية ولها قاعدة أهلية في تونس من الأصدقاء والأقرباء ستكون مستقبلة وداعمة لهذه الزواحف ولها اتصالات بقاعدتها الأهلية.

ثالثاً: فصل التمدد العالمي لتنظيم الدولة

في الزمن الحاضر لايستطيع تنظيم الدولة التمدد اكثر من التمدد المذكور في الفصلين الاول والثاني الا ان اي انهيار في الدول العربية سواء أمني اومعيشي اوحكومي سيدفع بزواحف التنظيم الى التمدد والتوطين في الدول العربية ويجب على الدول العربية احتضان شعوبها معيشيا حتى لايجدوا بديلا لهم في تنظيم الدولة غير الاسلامية والذي يقدم بديلا معيشيا افضل من السوء الذي تقدمه هذه الحكومات ، في دول أوروبا لايوجد اي مانع لتمدد تنظيم الدولة غير الاسلامية مستقبلا خصوصا مع اي انهيار قد يحدث في هذه الدول سواء أمني او اقتصادي او حكومي وذلك لعدم وجود قوة رصد امنية كقوة الرصد الامنية الموجودة لدى الولايات المتحدة الامريكية من بعد( 11 سبتمبر 2001 م ) وقوة الرصد الامنية هى وسيلة حماية امنية اساسية لانها ترصد اي تحركات او امتداد او عمليات قبل حدوثها وهى غير موجودة في هذه الدول وتمتلك الولايات المتحدة الامريكية أقوى قوة امنية للرصد وقد حصنتها من المخاطر طيلة هذه السنين وتقتصر القوة الامنية الأوروبية على الردع في حالة المخاطر فأوروبا قد تكون قوية هجوميا من الناحية العسكرية والأمنية ولكنها ليست قوية دفاعيا لضعف نظام رصد المخاطر الامنية ودليل ضعف نظام رصد المخاطر هو احداث باريس الاخيرة والتي كانت فيها فرنسا نائمة تتلذذ في خمولها عسلا وكسلا ولم يكن هناك نظام رصد يوقظها وينبهها قبل حدوث العمليات الإرهابية  ، شيئا آخر أودّ  التنبيه له وهو اكاذيب قادة أوروبا وهو ممايزيد من تمدد الاٍرهاب الى شعوب هذه الدول وذلك بتعليق الاٍرهاب على الجاليات المسلمة في دولهم والتكتم على ضعف نظام الرصد الأمني في هذه الدول والذي يحتاج لاموال ضخمة لهذا هو مهمل من دول أوروبا فاغلب التفجيرات والعمليات الإرهابية لها جذور خارجية لم يتعرض لها الرصد الأمني في هذه الدول لضعفه ولاعلاقة على الأغلب لعموم الجاليات المسلمة الا اللمم وماذلك الاتعليق الاخفاق على الابرياء والذي هو اخفاق يتحمل مسؤوليته قادة أوروبا  الذين يتحاشون الإنفاق على الحماية الامنية اي عمليات الرصد التى تسبق الخطر تنبيها وتحذيرا .ذلك مع حوزة تنظيم الدولة على وسائل وصوله الى دول أوروبا ، لذلك فان أوروبا ليست محمية من تمدد التنظيم مستقبلا.

—————————————————–

* هذا المقال الذي يطرح فصولا من فصول تمدد تنظيم الدولة ليس تنبؤات ولاتوقعات تخمينية بل مرجحات حتمية واردة الوقوع بنسبة عالية تدفع بها ظروف ودعائم واضحة في البيئة الليبية والإقليمية والعالمية وهى ذات الدعائم والظروف التي مددت للتنظيم في المنطقة الوسطى من ليبيا والتى تمدد له في منطقة الغرب الليبي ثم تونس ثم في العالم متى توفرت له ذات الظروف والدعائم

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً