حفتر يتقدم سياسيا على المؤتمر

حفتر يتقدم سياسيا على المؤتمر

حفتر يتقدم سياسيا على المؤتمر بورقة محمد رمضان العيساوي؟

تناقض غريب يحكم قبضته على تصرفات السيد حفتر …يريد الدولة ويحترم القانون ويقتل الناس بالشبهة …يعرف الغث من السمين ومع ذلك يضعهم في سلة واحدة ليقتلهم جميعا واذا عابوا عليه فعله قال لهم … لاتخافوا ..ان الله سيبعثهم على نياتهم .. فمن قتلناه مظلوما انما نكون قد  بعثناه الى الجنة ومن قتلناه ظالما فذلك جزاءه ونكون قد قذفنا به في نار جهنم … مذهب ابن جنادة وزياد بن ابيه ….من اختياره الموفق للسيد محمد رمضان العيساوي ليكون قائدا للجيش بالمنطقة الغربية الى اختياره لقيادات فاشية تسطو على ارواح وممتلكات الناس كما حدث مؤخرا في بنغازي لبيت السيد محمد بيت المال وغيره كثير….لاشك انه التخبط الذي ينشأ عن تواجد قوة ضاغطة غير مسئولة في جهة ما تمنع التركيز وغيابها في الجهة الاخرى مانحة له بذلك قدرة كبيرة على المناورة.

حفتر ( لسنا في محل  مع او ضد )  اعتبره رغم عيوبه وما جمعه حوله من خصوم هو من يقف حجر عثرة  امام طموحات البعض لتقسيم ليبيا ومن المفارقات ان داعميه هم اصحاب ذلك الطموح لهذا لا اتوقع استمرار تسربل العسل بينهما…حفتر يمرر رسالة طمأنة لعسكريي الغرب الليبي بإن الجيش يمكن بناءه او اعادة احياءه عبر رجالات من عجينة العيساوي بعيدا عن الشخصيات المحسوبة على ملاك القبيلة والمليشيا والمحاصصات الجهوية.

العيساوي ينتمي لمدينة الرحيبات القليلة في عدد سكانها الكثيرة بنجباءها عربا وامازيغ …تجلس الرحيبات بكل شموخ في منتصف الجبل الغربي جبل نفوسة …لم تكن يوما هاجسا لآحد ولم تشكل خطرا او استفزازا لجيرانها طيلة تاريخها  ولم تكن يوما محسوبة الا على الدولة وما يقيمها.

السيد العيساوي عسكري مخضرم علمته السنون واثقلت كاهله التجارب يتمتع بسمعة طيبة بين كافة عسكريي ليبيا …سمعته لم يبنيها عندما كان آمرا لمنطقة غدامس ولا عندما كان آمرا للمنطقة الغربية بل بنيت بالاساس على تحمله لمسئوليات استثنائية ايام حرب تشاد عندما رفض تنفيذ اوامر قيادته العسكرية ..تلك الاوامر التي كانت بعيدة كل البعد عن الواقع ووجد بحسه العسكري انها ستكون كارثية لو انه نفذها …كان يدرك ان مخالفته للاوامر العسكرية الصادرة اليه في ساحة المعركة ستكلفه حياته  ولكنه مع ذلك اختار انقاذ حياة جنوده.

هذا المنقذ بأمكانه ان يكون اطفائي اليوم  اذا عمل بتجرد ووفق برنامج وطني صميم يعيد به التوازن المفقود داخل المنظومة العسكرية.

بأمكانه التقاط وصلة حفتر هذه لانقاذ الجيش الليبي مرة اخرى …في تلك المرة حفتر استسلم  اما هذه المرة فانه سلّم ..وكأن لسان حاله يقول  للعيساوي ..انا اخطئت في الاولى ولا اريد الاستمرار في الخطأ مرة اخرى ….هأنا اسلمك اعترافي بحاجة الجيش الى منقذ ….انقاذ الجيش يحتاج الى تمتين اواصر العلاقة بين ابناء المؤسسة العسكرية التي ضربت واعادة ترتيب اوضاعها رفقة زملاءه الغير مؤذلجين وعلى قاعدة مؤسسية مهنية بعيدة عن المهاترات السياسية والصراعات المحتدمة … فحتى يكون الجيش طوق امان لابد ان يكون بأمان من تلك الترهات التي تتقاذفها مجموعة من اللصوص تسمي نفسها طبقة سياسية.

الواقعية السياسية تقول ان حفتر صار رقما  بما توفر لديه من مساندة شعبية (و أن حصرت في لون معين) مع ما يملك من اعتراف استقاه من تنصيبه  قائدا عاما للجيش منحه اياه البرلمان المعترف به دوليا …. حفتر استمع لمن نصحه باتباع والتزام القانون وان يكون تحت شرعية البرلمان حتى وان كان صوريا فهذا سيتيح له حرية التواصل مع  مختلف الدول والمؤسسات  دون ان يخشى المنع  …اي ان حفتر في المعادلة بالنسبة للدول المهتمة بالشأن الليبي اهم من البرلمان وان بقائهم أي تلك الدول على مسايرة البرلمان في الحقيقة تعود الى رغبتهم في بقاء حفتر تحت المظلة القانونية الشرعية.

اعتقد ان حفتر العسكري اشتغل في السياسة اكثر من السياسيين ففي  الاونة الاخيرة تقدم بخطوات عن المؤتمر الوطني وقياداته العسكرية التي لم تستطع الاستفادة من قيادات عسكرية وطنية وظلت اسيرة شعارات جوفاء مضادة لبناء مؤسسة عسكرية حقيقية ……الفرصة لازالت مواتية امام المؤتمر وحكومته لجعل تنصيب العيساوي بداية لمد اواصر الاتصال به ليكون الجيش هنا وهناك جيشا واحدا موحدا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً