الأسطول البحري الليبي بين الماضي والحاضر

الأسطول البحري الليبي بين الماضي والحاضر

نجيب وفاء

عميد بالبحرية الليبية

لقد امتلكت القوات البحرية الليبية عند بداية تأسيسها على أيدي سواعد واعدة تدربت بأكاديميات بحرية معروفة على مستوى دولي في هذا المجال، و في بداية السبعينيات من القرن الماضي، تم تكثيف البعتات الدراسية العسكرية إلى معظم دول العام، وقد كان التعاقد على شراء قطع بحرية مختلفة قبل التأسيس لبنية تحتية.

وقد تخرج من تلك البعثات الكتير من القدرات القيادية والفنية التخصصية وتم استيعاب الجميع في الأسطول الذي اشتمل على عدد من الفرقاطات والخافرات من إيطاليا وروسيا وعدد كبير من الزوارق الصاروخية الفرنساوية والروسية وكذلك قطع الإنزال من تركيا وبولندا إضافة إلى الزوارق الانجليزية الخفيفة.

وقد تمكنت قيادات البحرية من السعي الي تطوير قاعدة طبرق البحرية حيت إنشاء رافع متزامن لتحويض السفن وصيانتها، وارسل تبعا لدالك مجموعة من الظباط والعسكريين للتدرب علي تشغيله بالمانيا الغربية ،كما تم بناء قاعدة بحرية استراتيجية بها رافع متزامن كبير و ورش صيانة متعددة بالاضافة الى استيراد عدد 2 احواض عائمة.

هده المرافق للأسف لم يتم استكمال مرافقها وطالها التهميش و نتيجة للسياسات غير المسؤولة الامر الدي اوقع البلاد تحت طائلة العقوبات الدولية ، ونتيجة لدالك التهميش للجيش همش الاسطول و منعت عنة نتريات الادامة و سرحت اغلب العناصر التي تدربت علي تشغيله و استخدامه، وبالرغم هدا استطاعت الاطقم الفنية في تسعينيات القرن الماضي من صيانة معظم القطع بالمجهود الداتي و باستخدام ما توفر بالسوق المحلي، وتنفيدا لبعض الافكار غير المدروسة جيدا تم دمج عددا من القطع وتخريدها امام الاعين الحزينة لاطقم تلك القطع التي افنو عمرهم بها.

اليوم وبعد تورة 17 فبراير وبعد تعرض اغلب قطع الاسطول للقصف علينا ان نتساءل هل عملية تعويم تلك القطع والقيام باغراقها امام الشواطئ بطرابلس كان قرارا صائبا ؟ هل المبالغ التي صرفت علي شراء قوارب جديدة لا فائدة من استخدامها في البحار المفتوحة تسعة اعشار السنة لها نتائج ؟ هل التعاقد علي صيانة الفرقاطه الهاني بمالطا و بقائها باحواضها دون فائدة والحسابة تحسب ؟ هل نحن اليوم قادرون علي اعادة بناء اسطول لحراسة سواحلنا وارجاع الهيبة لقواتنا البحرية ؟

ببساطة الإجابة نعم وهدا يحتاج الى اتخاد مجموعة من الخطوات العلمية والعملية والمتمثلة في النقاط الاتية:

1- انشاء ادارة مستقلة بقيادة الضباط المتخصصين في مجال الصيانة البحرية ومنحهم خيارات الاستتمارية لتفعيل الاحواض و استخدامها في صيانة القطع البحرية للدول الشقيقة والصديقة.

2 -تشكيل مجلس متخصص برئاسة اركان القوات البحرية و اشراك الخبرات المتقاعدة في اعادة هيكلة هده القوات ،وتحديد القطع الواجب امتلاكها.

3 – وضع خطة تدريبية لتزويد البحرية الليبية بالعناصر الشابة وإرسالهم للدراسة في افضل الاكاديميات العالمية المعروفة.

4 -الاهتمام بتدريب العناصر التي التحقت بالبحرية بعد 2011 لحاجتها للصقل والتدريب

5-ضرورة اعادة التنظيم حسب التراتبية في الرتب وتعديل اقدميات الدفعات و تسوية حقوق المنتسبين و رفع معنوياتهم واشعارهم بضرورة الانتماء الي الوطن و اعادة كتابة التاريخ بنزاهة و الاشادة بمن كان لهم السبق في البناء فمن لاماضي له لا مستقبل له.

نسأل الله التوفيق لبناء المؤسسة العسكرية البحرية والعمل على للمللمة الجراح والانطلاق الي المستقبل. مياهنا تستغيت هيبة الوطن اسقطت وسيادته انتهكت الله المستعان.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نجيب وفاء

عميد بالبحرية الليبية

التعليقات: 1

  • زورو سيف العدالة

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إلى مزيد من التقدم و الإزدهار لليبيا الإسلام في مجال سلاح البحرية الليبية بشكل خاص و للجيش و القوات المسلحة الليبية بشكل عام و شكراً لسعة صدركم و شكراً

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً