ألف لا لحزبي العدالة والتحالف

ألف لا لحزبي العدالة والتحالف

ثورة فبراير ثورة شعب أحس بالظلم والقهر والجور فانطلقت الجموع في كل أنحاء الوطن تنادي بزوال النظام الذي أوصل البلاد إلى هذا التدني السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي.

كانت مطالب الجماهير ترتبط بالحرية والعدالة والمساواة،، ولكن ظروف الثورة لم تكن لتسمح بالفرز في ظل اندهاش الجميع من هشاشة النظام وبيان ضعفه وشيخوخته وكذلك تخوف الكثير من الوطنيين من نتائج التغيير بالعنف فسمح هذا المشهد بتسلل أصحاب الأفكار المشوشة وغير المترابطة في ظل تشويش إعلامي كان يعمل لصالح تلك الأجندات.

انطلقت الثورة تدفع الدماء لتحقيق أهدافها وكان أولئك الشباب من أبناء ليبيا البسطاء والكثير منهم لا يحمل من الثقافة ولا من الفكر شيئا بل اخذته العاطفة وجور النظام والوطنية الخالصة والأمل في مستقبل أفضل إلى القتال ضد ذلك النظام.

ولكن البعض لم يكن منشغلا بالدماء وإنما كان يحاول أن يلون أولئك الشباب بطابعه وأن يعنونهم بعنوان الإسلاميين وليس الإسلام ولعل الفرق واضح في ذلك.

لقد بدأ اصحاب هذا التيار حصاد تلك الدماء ليسيطروا على المجلس الوطني الانتقالي والبروز كقوة تؤثر على مسار الأحداث في ظل غياب التيار الوطني الحقيقي بطبيعته الإسلامية.

وخرج علينا من قسم الليبيين إلى إسلاميين وعلمانيين وكأنهم بنو قريضة أو بنو قينقاع وفي ظل تعاطف الناس مع هذا الخطاب بسبب ما تعرض له بعضهم من ظلم على يد النظام السابق.

لقد تمركز التيار الإسلامي في مفاصل المجلس الوطني الانتقالي وفي الحكومة التابعة له واستغلوا مواقعهم للتمركز في المؤتمر الوطني فيما بعد 7/7/2012.

ومن هنا بدأت ثورة فبراير تتحول إلى غنيمة من قِبل هؤلاء مع سقوط النظام بالعاصمة واستحوذوا على رئيس المجلس الانتقالي ضعيف الشخصية والذي لا يحمل فكر أو تجربة سياسية وشكلوا لجان لإدارة العاصمة بقيادتهم بعيدا عن الحكومة المُكلفة.

وفرح أبناء ليبيا بالانتخابات وفي ظل التعاطف مع مظلوميتهم اعطوا الأصوات لهم ولكن إنقاذ الوطن لم يكن ليشغلهم للأسف وأداروا المؤتمر الوطني إلى الهاوية وصاروا يتصرفون كأنهم حزب الله وأن من يخالفهم حزب الشيطان وحاول بعض الوطنيين تقديم المبادرات لإنقاذ الأوضاع ولكن الإسلاميين المؤدلجين ومعهم بعض اتباعهم من المستقلين ممن يشهد لهم بحفظ القرآن ولكن لا شيء غير ذلك نعرفهم شيوخ بالمساجد ولا يدركون من السياسة حتى اسمها.

اليوم نحن نحصد نتائج تهور بعض الإسلاميين ورعونتهم وعدم قرأتهم للمشهد بصورة متعقلة فأضاعوا البلاد وهم من تسببوا في هذه الدماء وهم وجماعة التحالف من صنع المشهد المظلم ليكون من نتائجه هذا اللواء المتقاعد الذي سمح بتدخل القوى الخارجية.

لا أحد يستطيع أن ينكر أن الدور غير الوطني الدي قام به حزب التحالف بعد فشلهم في الوصول لاتفاق مع حزب العدالة بدعم جماعة لا للتمديد المدعومة إمارتياً والذي أربكت المشهد واليوم نحصد نتائج عملها المشبوه خاصة بعد حصار المؤتمر الوطني العام والساعات الـ5 المعروفة التي اطلقتها كتيبة الصواعق الجناح العسكري لجماعة التحالف.

وفي الختام لابد أن نواجه الحقيقة ونعترف بأنه لا يوجد تيار إسلامي في ليبيا حقيقي له مدارسه واجتهاداته وتاريخه وشخوصه بل لدينا أناس ربما تعليمهم محدود وبعيدا في غالبيتهم عن العلوم الدينية تقمصوا بالدين ووقفوا عند ظاهر بعض النصوص واجتهادات مشارقية منذ الستينات وليس لهم علاقة بإدارة الدولة وبالتالي صنع وهم التيار وأجج الصراع وصنع حروبا سالت فيها الدماء.

نحن اليوم ندعوا لأن يُراجع من يسمون أنفسهم الإسلاميين ونحن نخرج من دائرتهم قضية الدين فالدين في ليبيا للجميع وليس حكرا على تصوراتهم وندعوهم للمراجعة والانسحاب في هده المرحلة الخطيرة من تاريخ ليبيا المعاصر.

فالسؤال ما هي أهمية وجود جماعة الإخوان بليبيا المرفوضة وعددهم لم يتجاوز 3000 وماذا ستصنع هذه الجماعة في ليبيا فلم نشهد لها في خلال هذه السنوات أي عمل جاد يساهم في بناء الدولة لا في التعليم ولا في الاقتصاد ولا في شيء سوى سعي أفرادها إلى مصالحهم.

نقول هذا ونحن لا نحمل لهم كراهية وكنا نحب الإخوان وننادي بعدم تهميشهم أو إقصائهم قبل أن نعرف حقيقتهم وتصرفاتهم الأنانية.

لقد جاءت ساعة الحقيقة الصراحة فمن أراد أن يعمل على تعليم الإسلام وبيان أحكامه فعليه أن يؤسس مؤسسة مجتمع مدني ليبية وأن يعمل وفقا لحاجاتنا المجتمعية في ليبيا وأن يعمل على بناء الدولة ولا مانع أن تساهموا في إدارة الدولة ولكن بمواطنين ليبيين قادرين وبعيدين عن التوجه والتوجيه والارتباط بالخارج.

وفي الختام نعود لنؤكد على أن ما تشهده ليبيا من دمار شامل سببها الصراع على السلطة والثروة والسلاح بين حزبي العدالة والتحالف.

ولهدا اعتقد جازما بأنه لن يكون لهما أي مستقبل لحكم ليبيا، والتجربة التونسية أفضل مثال، لقد فشلت كل الأحزاب السياسية في الفوز بالانتخابات الرئاسية الذي أفرزت المرشح المستقل قيس سعيد ليكون رئيس الجمهورية التونسية.

وعلى كافة مؤسسات المجتمع المدني العمل على تبصير كافة الشرائح المجتمعية لخطورة الأحزاب في هذه المرحلة رغم معرفتنا بأن التعددية الحزبية هي أساس نجاح الديمقراطية في بلد في العالم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سالم المعداني

كاتب ليبي

التعليقات: 3

  • libya

    you said it right ,now is the moment of truth!!! and u want to jamb out of the sinking ship like every body alse after destroying the country with so called Muslim brother hod the party of devils n theafsafter

  • ناصر التاجوري

    قل لنا ما هو الجرم الذي اقترفه التحالف في حق الليبيين ؟ أم أنك تريد أن توزع اللوم بالتساوي بين الاخوان والتحالف.. هل تريد أن تقول أن كتائب الزنتان المقابلة والمخاصمة لكتائب مصراته هي التحالف ؟ التحالف تجمع سياسي فيه من كل أنحاء ليبيا مثل حزب العدالة والبناء ولا علاقة له بكتائب الزنتان.. ألا يكفي التحالف أنه ترك لعبة السياسة بكاملها عندما حاول الاسلاميون الاستيلاء على السلطة في حروب فجر ليبيا ؟ ثم ترك كل ممثليه في المؤتمر العام السلطة وعادوا إلى بيوتهم بينما أصر جماعة الاسلام السياسي على البقاء في ما أسموه مجلس الدولة.. حاول أن تكون منصفا قليلا.

  • ليبي أصيل

    الفوضي لا علاقة لها بالنظام الحزبي بل بالتدخل الخارجي مع عدم وجود خبرة سياسية للقيادات. اما موضوع الاخوان فهو حزب عريق موجود في ليبيا منذ نهاية الستينات وقياداته سجنت في 73 . الاخوان فكر سباسي لنظام الحكم وفقا للشريعة وشيطنته من دول الخليج ومصر لأسباب سياسية

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً