أوباما يعترف بائتلاف المعارضة ممثلا شرعيا للسوريين

مزيد من الضغوط على الأسد
مزيد من الضغوط على الأسد

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء بان الولايات المتحدة تعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض “ممثلا شرعيا” للسوريين.

وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية “اي بي سي”،قال اوباما “قررنا بان الائتلاف الوطني السوري المعارض اصبح يضم ما يكفي (من المجموعات) وهو يعكس ويمثل ما فيه الكفاية من الشعب السوري كي نعتبره الممثل الشرعي للسوريين”.

وسبق لفرنسا وبريطانيا ان اعترفتا به “الممثل الوحيد للشعب السوري”.

وادرجت الولايات المتحدة الثلاثاء جبهة النصرة الاسلامية في سوريا التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، في لائحتها للمنظمات الارهابية، وتستعد في الآن نفسه للاعتراف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية اعترافا كاملا.

وعلى الفور، رد مسؤول رفيع بجماعة الاخوان المسلمين في سوريا الثلاثاء إن الولايات المتحدة اتخذت قرارا خاطئا للغاية بإدراج جبهة النصرة المعارضة على قائمتها الخاصة بالمنظمات الارهابية.

وقال نائب المراقب العام للجماعة فاروق طيفور إن القرار خاطئ تماما ومتسرع مشيرا الى ان من السابق لأوانه تصنيف الناس داخل سوريا بهذه الطريقة نظرا لحالة الفوضى والمناخ الضبابي السائد في البلاد.

واضاف طيفور ان القرار سيفقد الولايات المتحدة شعبيتها في سوريا لان جبهة النصرة يحبها السوريون الذين تحملوا عبء حملة الاسد ضد الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا.

وقال طيفور انه ينظر اليهم على انهم جماعة يمكن الاعتماد عليها في الدفاع عن البلاد وعن المدنيين ضد الجيش النظامي و”عصابات” الاسد.

وأضاف ان الامر ربما يتعلق بشخص من جبهة النصرة في قرية ما حمل السلاح وحشد اشخاصا للدفاع عنها ضد ميليشيا الاسد وهؤلاء الناس يعرفون الان على انهم من النصرة لكن بعد ان يسقط النظام فانهم قد يتخلوا عن هذا الفكر برمته.

من جانبه قال اوباما “هناك فريق صغير من معارضي نظام الاسد مرتبط بالقاعدة في العراق ولقد اعتبرناه منظمة ارهابية”.

وكانت واشنطن تتخوف منذ اشهر من “خطف الثورة السورية” من قبل اسلاميين متطرفين مسلحين، وتدعو بالاندفاع نفسه الى توحيد وتعزيز المعارضة التي توحدت قبل شهر تحت راية “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية”.

ورغبة منها في توضيح الامور، تدعو وزارة الخارجية الاميركية منذ بضعة ايام الى التمييز بين هذا الائتلاف والمتطرفين الاسلاميين، لاسيما جبهة النصرة، الذين يحرزون تقدما ميدانيا في الحرب الدائرة في سوريا.

ويشدد الاميركيون على ان هؤلاء الجهاديين في جبهة النصرة، لا يمثلون في اي حال من الاحوال “ارادة الشعب السوري” المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد.

وكررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند القول الثلاثاء ان “النظرة العنيفة والفئوية لجبهة النصرة تتناقض مع تطلعات الشعب السوري”. واضافت ان “التطرف والايديولوجيات الارهابية لا مكان لها في سوريا بعد الاسد”.

واوضحت وزارة الخزانة الاميركية ان ادراج وزارة الخارجية الاميركية جبهة النصرة في لائحتها “للمنظمات الارهابية الاجنبية” والعقوبات المالية لوزارة الخزانة، يرمي الى هدف مزدوج كما تقول الحكومة الاميركية، هو “دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري الذي يحاول التحرر من قمع نظام الاسد” و”التصدي لخطة القاعدة للاطاحة بالمعارضة السورية”.

ويؤجج ما يحصل على الارض مخاوف الاميركيين.

وباتت جبهة النصرة التي لم تكن معروفة قبل اندلاع الثورة السورية في اذار/مارس 2011، موجودة على الكثير من الجبهات. واعلنت مسؤوليتها عن معظم العمليات الانتحارية التي وقعت في عدد كبير من المناطق السورية وخصوصا في دمشق.

وجاء اعتراف الرئيس الاميركي بالائتلاف الوطني السوري عشية الاجتماع الدولي لمجموعة “اصدقاء الشعب السوري” الاربعاء في مراكش بالمغرب حيث سيمثل الرجل الثاني في وزارة الخارجية الاميركية وليام بينز وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون المريضة.

وقال دبلوماسي اميركي ان “الولايات المتحدة وآخرين من اصدقاء الشعب السوري يعترفون منذ فترة طويلة بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد وحشية نظام الاسد. لكن الاعتراف بهذا الحق للدفاع عن النفس لا يبرر التطرف”.

وتضم مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” اكثر من مئة بلد عربي وغربي ومنظمات دولية ومندوبين عن المعارضة السورية. واجتماع مراكش سيكون اجتماعها الرابع على المستوى الوزاري، والاول منذ اجتماع باريس في تموز/يوليو.

والمح مسؤولون اميركيون في الايام الاخيرة الى ان ادارة اوباما ستستفيد من اجتماع مراكش لاضفاء الصفة الشرعية على الائتلاف باعتباره “الممثل الوحيد للشعب السوري” وليس فقط “ممثلا شرعيا”.

وكانت كلينتون التي ستتمثل بمساعدها ويليام بيرنز في المغرب، قالت الاسبوع الماضي في بروكسل “اما وقد تشكلت معارضة جديدة، فسنقوم بكل ما في وسعنا لدعمها”.

وقد اكتفت واشنطن حتى الان بتقديم مساعدة انسانية بلغت 200 مليون دولار وبارسال مساعدة “غير مؤذية” للمعارضين، واستبعدت رسميا تسليم اسلحة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً